أعلن الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري، الثلاثاء، إن بيان الطائفة بشأن أحدث السويداء جنوبي البلاد "فُرض علينا"، و"جاء بضغط من دول خارجية ودمشق"، داعيا إلى "وقفة عز" و"التصدي لهذه الحملة البربرية"، كما وصفها. وتشهد مدينة السويداء معارك عنيفة بالتزامن مع دخول القوات الحكومة السورية، عقب إعلان السلطات وترحيب الهيئات الروحية الدينية. وفي وقت لاحق، أعلن وزير الدفاع السوري عن وقف إطلاق نار في السويداء "بعد اتفاق مع الزعماء المحليين"، لكن ملامحه غير واضحة بعد.
وأضاف الهجري في بيان مصور: "رغم قبولنا بهذا البيان المذل، استمر القصف العشوائي للمدنيين العزل" في السويداء. وتابع: "نتعرض لحرب إبادة شاملة"، على حد تعبيره.
وكانت هيئات روحية درزية دعت في بيانات المقاتلين إلى تسليم سلاحهم وعدم مقاومة الجيش السوري، بينهم الشيخ الدرزي البارز حكمت الهجري الذي رحب بدخول القوات الحكومية، لكنه سرعان ما استأنف ودعا إلى "التصدي لهذه الحملة البريرية بكل الوسائل المتاحة". وقال في بيان مصور لاحق "رغم قبولنا بهذا البيان المذل من اجل سلامة اهلنا واولادنا، قاموا بنكث العهد والوعد واستمر القصف العشوائي للمدنيين العزل".
إلى ذلك، أفادت تقارير عن شن إسرائيل غارات جوية على مدينة السويداء استهدفت قوات تابعة للحكومة السورية، وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الإثنين وجه "تحذيرا واضحا للنظام السوري" بعدم استهداف الدروز.
فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية الثلاثاء إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعقد اجتماعات عاجلة مع وزير الدفاع ورئيس الأركان على خلفية التطورات في السويداء.
وهذه الاشتباكات التي بدأت الأحد تعيد إلى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، منذ وصولها إلى الحكم بعد إطاحة بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر. وسبق أن وقعت أحداث دامية في الساحل السوري حيث تتركز الأقلية العلوية في آذار/مارس، واشتباكات قرب دمشق بين مقاتلين دروز وقوات الأمن في نيسان/أبريل.
وتواصلت الإثنين الاشتباكات في الريف الغربي للمحافظة ذات الغالبية الدرزية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد أنها تدور "بين مجموعات عشائر البدو وعناصر وزارتي الدفاع والداخلية من جهة، ومسلحين دروز من أبناء السويداء من جهة أخرى".
وفي وقت لاحق، أعلن وزير الدفاع السوري عن وقف إطلاق نار، قائلا إنه "سيتم الرد فقط على مصادر النيران والتعامل مع أي استهداف من المجموعات الخارجة عن القانون".
وتابع: "سنبدأ تسليم أحياء مدينة السويداء لقوى الأمن الداخلي عند الانتهاء من عمليات التمشيط".