غزة: حماس تقول إنها تدرس مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار وترامب يصفه بالنهائي
يمن فيوتشر - رويترز الخميس, 03 يوليو, 2025 - 12:58 صباحاً
غزة: حماس تقول إنها تدرس مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار وترامب يصفه بالنهائي

قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الأربعاء إنها تدرس ما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه مقترح "نهائي" لوقف إطلاق النار في غزة، لكن على أن يفضي لانسحاب إسرائيل من القطاع، في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يجب القضاء على الحركة.

وقال ترامب يوم الثلاثاء إن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة لوقف لإطلاق نار في غزة يستمر 60 يوما بعد اجتماع وصفه بأنه "طويل ومثمر" بين ممثلين عنه ومسؤولين إسرائيليين.

وقالت حماس في بيان إنها تجري مشاورات بشأن مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار قدمتها إليها الوسيطتان مصر وقطر بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع ويضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

وأضافت في البيان "إننا نتعامل بمسؤولية عالية ونجري مشاورات وطنية لمناقشة ما وصلنا من مقترحات الإخوة الوسطاء من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان وتحقيق الانسحاب وإغاثة شعبنا بشكل عاجل في قطاع غزة".

لكن نتنياهو تعهد يوم الأربعاء بالقضاء على حماس، في أول تصريحات علنية له منذ إعلان ترامب مقترح وقف إطلاق النار.

وقال نتنياهو خلال اجتماع "لن تكون هناك حماس. لن تكون هناك حماسستان. لن نعود إلى ذلك. لقد انتهى الأمر".

وتؤكد التصريحات والبيانات من الجانبين تمسك كل منهما الراسخ بمواقفه دون وجود أي مؤشرات على إمكان التوصل إلى اتفاق تسوية أو كيفية حدوث ذلك.

وقال كمال، وهو من سكان مدينة غزة، في اتصال هاتفي "أنا بتمنى إنه تظبط هالمرة حتى لو شهرين، راح تحفظ حياة الآلاف من الناس البريئة".

أما عدنان العصار، وهو من سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فقال عن ترامب "نأمل أن يكون جادا كما كان جادا في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، عندما قال ان تقف الحرب وقفت الحرب".

وعلى الجانب الآخر، يتزايد الضغط الشعبي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين، وهي خطوة يعارضها بشدة أعضاء متشددون في الائتلاف اليميني الحاكم.

وفي الوقت نفسه، أدت الضربات الأمريكية والإسرائيلية على مواقع نووية في إيران ووقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يوما الشهر الماضي إلى الضغط على حماس، التي تدعمها طهران.

ويرى قادة إسرائيليون أنه مع إضعاف إيران، فإن دولا أخرى في المنطقة لديها فرصة لإقامة علاقات مع إسرائيل.

* "بعض المؤشرات الإيجابية"

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل "جادة في رغبتها" في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.

وقال خلال زيارة لإستونيا "هناك بعض المؤشرات الإيجابية. لا أريد أن أقول أكثر من ذلك في الوقت الحالي. لكن هدفنا هو بدء المحادثات في أقرب وقت ممكن".

ويعتقد أن نحو 20 من أصل 50 رهينة تحتجزهم حماس ما زالوا على قيد الحياة.

وكتب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على موقع إكس يوم الأربعاء أن حزبه يمكن أن يوفر للحكومة شبكة أمان إذا ما عارض أعضاء متشددون في الحكومة الإسرائيلية الاتفاق، فيما يمثل تعهدًا فعليًا بعدم دعم اقتراح بحجب الثقة في الكنيست قد يطيح بالحكومة.

وكانت حماس قد قالت في نهاية مايو أيار إنها تسعى إلى إدخال تعديلات على مقترح لوقف إطلاق النار مدعوم من الولايات المتحدة، وهو ما قال ستيف ويتكوف مبعوث ترامب إنه أمر "غير مقبول على الإطلاق".

وكان ذلك الاقتراح يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما والإفراج عن نصف الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل سجناء فلسطينيين ورفات فلسطينيين آخرين، على أن تفرج حماس عن بقية الرهائن في إطار اتفاق يضمن إنهاء الحرب.

وقال ترامب يوم الثلاثاء "إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة على خطة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، وسنعمل خلال هذه الفترة مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب"، دون أن يوضح ما هي هذه الشروط.

وقال مصدر مقرب من حماس إن من المتوقع أن يناقش قادة الحركة الاقتراح ويطلبوا توضيحات من الوسطاء قبل إعطاء رد رسمي.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن إطلاق النار والغارات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 139 فلسطينيا على الأقل في المناطق الشمالية والجنوبية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية  في حين أمر الجيش الإسرائيلي بمزيد من عمليات الإجلاء يومي الثلاثاء والأربعاء.

وقال مسعفون إن من بين القتلى مروان السلطان مدير المستشفى الإندونيسي في شمال غزة الذي لقي حتفه في غارة جوية أودت أيضا بحياة زوجته وأطفاله الخمسة.

وردا على أسئلة عن الضربة الجوية، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "إرهابيا رئيسيا" من حماس، دون ذكر اسمه، في منطقة مدينة غزة. وأضاف أنه يراجع تقارير عن سقوط قتلى ومصابين مدنيين. وقال إن الجيش يأسف لأي ضرر لحق "بأفراد أبرياء" ويتخذ خطوات للحد من هذا الضرر.

وبدأت الحرب عندما اقتحم مقاتلون من حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 في أدمى هجوم تشهده إسرائيل، إذ تشير إحصاءاتها إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي اللاحق أدى إلى مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين وتشريد جميع السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا وإغراق القطاع في أزمة إنسانية.


التعليقات