يمثل الجهادي السويدي من اصل سوري أسامة كريم أمام القضاء بتهمة المشاركة في إعدام الطيران الأردني معاذ الكساسبة، الذي قتل حرقاً حتى الموت على أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، بعد إسقاط طائرته خلال عملية للتحالف الدولي في الرقة السورية عام 2015. ورغم الاستنكار الدولي الواسع الذي حظيت به القضية إلا أن محامي الطرف المدني في القضية أشار إلى أن المتهم "لم يبد أي نوع من الندم" على جريمته.
بدأت أولى جلسات المحاكمة في الرابع من يونيو/حزيران الجاري، وخلال الجلسات، التزم المتهم البالغ من العمر 32 عاماً، الصمت المطبق بانتظار النطق بالحكم عليه في الجلسة الختامية، المزمع عقدها في 31 يوليو/تموز المقبل.
وفي مرافعته الختامية يوم الخميس، قال ميكائيل ويسترلوند محامي الطرف المدني إن المتهم "لم يُظهر أي أثر للندم أو الشعور بالذنب"، وأضاف أن الجريمة تركت أثراً نفسياً عميقاً في نفس كل من شاهدها.
وأردف المحامي بالقول إن المتهم كريم "استلهم" من تلك اللحظة للمضي قدماً في مشروعه الإرهابي في أوروبا، إذ أدين سابقاً بالضلوع في هجمات إرهابية في باريس وبروكسل، بينما يتوقع أن يحكم عليه بالسجن المؤبد في الجلسة الختامية للمحكمة.
وحكم على السويدي السوري بالسجن 30 عاماً بتهمة التواطؤ في هجمات باريس عام 2015، وبالسجن المؤبد في بلجيكا بعد إدانته بهجمات على مطار بروكسل الدولي، ومترو الأنفاق عام 2016.
من جانب آخر، ركز محامي الدفاع على "ضعف الأدلة" حول تورط كريم المباشر في الجريمة.
وأكد الدفاع أن موكله لم يقض أكثر من 20 دقيقة في موقع الإعدام دون أن يكون على دراية تامة بالجريمة التي سيتم ارتكابها في ذلك اليوم، في إشارة إلى جريمة الحرق..
تعيد المحاكمة إلى الأذهان واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وقوبل مشهد إحراق الكساسبة وهو حي داخل قفص حديدي استنكارا دولياً، وتسبب بصدمة لكل من تابعه،إذ قال ويسترلوند "معظم من شهدوا ما مرّ به معاذ سيحتاجون على الأرجح إلى علاج مدى الحياة أو على الأقل طويل الأمد للتغلب على الصدمة التي تُسبّبها الشخص العادي".