طهران: ترقب لـ”رد” إيران على تدمير منشآتها النووية
يمن فيوتشر - الحرة: الأحد, 22 يونيو, 2025 - 10:36 مساءً
طهران: ترقب لـ”رد” إيران على تدمير منشآتها النووية

يترقب العالم رد إيران، بعد أن قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة “محت” المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، لتنضم واشنطن بذلك إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي ضد إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وبعد الأضرار التي شوهدت عبر صور الأقمار الصناعية عقب سقوط قنابل أميركية خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل على الجبل فوق موقع فوردو النووي الإيراني، تعهدت طهران بالدفاع عن نفسها مهما كلفها الأمر. وأطلقت وابلا آخر من الصواريخ على إسرائيل، مما أسفر عن إصابة عشرات وتدمير مبان في تل أبيب.
لكن ربما في محاولة لتجنب حرب شاملة مع الولايات المتحدة، لم تُنفذ طهران بعد تهديداتها باستهداف القواعد الأميركية أو عرقلة إمدادات النفط العالمية.
وفي تصريحات أدلى بها من إسطنبول، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران تدرس خياراتها للرد، ولن تفكر في اللجوء إلى الدبلوماسية إلا بعد تنفيذ ردها.
وقال علي شمخاني، مستشار الزعيم الأعلى الإيراني على إكس: “حتى مع افتراض التدمير الكامل للمواقع النووية فإن اللعبة لم تنته بعد”.
وقال “أظهرت الولايات المتحدة عدم احترامها للقانون الدولي. إنها لا تفهم إلا لغة التهديد والقوة”.
وأعلن ترامب عن الضربات الجوية في كلمة بثها التلفزيون، ووصفها بأنها “نجاح عسكري مذهل”.
وقال “لقد دُمرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران تدميرا كاملا وشاملا. على إيران، التي كانت تحاول فرض هيمنتها على الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن. وإلا، فستكون الهجمات المستقبلية أشد وأسهل بكثير”.
وقال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، للصحفيين في البنتاغون “هذه المهمة لم تكن تهدف ولا تتعلق بتغيير النظام… لقد أذن الرئيس بعملية دقيقة لتحييد التهديدات التي يشكلها البرنامج النووي الإيراني على مصالحنا الوطنية”.
وصرح نائب الرئيس الأميركي، جيه.دي فانس، بأن واشنطن ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي الذي أعيد للوراء سنوات طويلة بسبب التدخل الأميركي.
وفي خطوة نحو ما يُعتبر على نطاق واسع أكبر تهديد إيراني لمصالح الغرب، وافق البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز. ويمر ما يقرب من ربع النفط المنقول حول العالم عبر الممر الحيوي الذي يقع بين إيران وسلطنة عُمان والإمارات.
وذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية أن البرلمان وافق على إغلاق المضيق، لكن القرار النهائي مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.
وقد تؤدي محاولة عرقلة تدفق نفط الخليج بإغلاق المضيق إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط العالمية، وتعطيل الاقتصاد العالمي، وصراع شبه مؤكد مع الأسطول الخامس الضخم للبحرية الأميركية، المتمركز في الخليج والمكلف بإبقائه مفتوحا.
وحذر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، إيران الأحد من الرد على الضربات الأميركية، قائلا إن مثل هذا الإجراء سيكون “أسوأ خطأ ترتكبه على الإطلاق”.
وقال روبيو لقناة “سي.بي.أس” الأميركية “لدينا أهداف أخرى يمكننا ضربها، لكننا حققنا هدفنا”. وأضاف لاحقا “لا توجد عمليات عسكرية مزمعة حاليا ضد إيران إلا إذا تحركوا ضدنا”.

قنابل خارقة للتحصينات
طالما أكدت إسرائيل، التي بدأت الحرب بهجوم مفاجئ في 13 يونيو، أن هدفها هو تدمير البرنامج النووي الإيراني لكن الولايات المتحدة وحدها هي من تمتلك القنابل الضخمة التي تزن 30 ألف رطل وقاذفات بي.2 العملاقة المصممة لتدمير أهداف مثل منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية الأكثر أهمية في فوردو، والمبنية أسفل جبل.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية، التي حصلت عليها رويترز، بعض الأضرار على ما يبدو في الجبل أعلى الموقع وفي المداخل القريبة.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها لم ترصد أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع بعد الضربات الأميركية. وصرح مصدر إيراني رفيع المستوى لرويترز بأن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو قد نُقل إلى مكان آخر قبل الهجوم.
وبينما يبدو واضحا أن الغارات الجوية الأميركية أصابت موقع فوردو، فإنه لم يتسن بعد تقييم الأضرار التي لحقت به تحت الأرض، بحسب ما قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي لشبكة سي.أن.أن الأميركية.
وعبر إيرانيون تواصلت معهم رويترز عن خوفهم من احتمال اتساع الحرب في ظل انضمام الولايات المتحدة.
وقالت بيتا (36 عاما) وهي معلمة من مدينة كاشان بوسط البلاد قبل انقطاع الاتصال “مستقبلنا مظلم. ليس لدينا مكان نذهب إليه، وكأننا نعيش في فيلم رعب”.
أُخلي جزء كبير من طهران، العاصمة التي يبلغ تعدادها 10 ملايين نسمة، حيث فر السكان إلى الريف هربا من القصف الإسرائيلي. وتقول السلطات الإيرانية إن أكثر من 400 شخص قُتلوا منذ بدء الهجمات الإسرائيلية، معظمهم من المدنيين.
وردت إيران بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 24 شخصا على الأقل خلال الأيام التسعة الماضية، وهي المرة الأولى التي تخترق فيها مقذوفاتها دفاعات إسرائيل بأعداد كبيرة. وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه أطلق 40 صاروخا على إسرائيل في أحدث وابل من الصواريخ خلال الليل.
دوت صفارات الإنذار في معظم أنحاء إسرائيل اليوم الأحد، مما دفع ملايين الأشخاص إلى التوجه إلى املاجئ.
وفي تل أبيب، خرج أفياد تشيرنوفسكي(40 عاما)، من ملجأ ليجد منزله قد دُمر في ضربة مباشرة. وقال “ليس من السهل العيش الآن في إسرائيل لكننا أقوياء جدا. نعلم أننا سننتصر”.
وقتلت إسرائيل على مدى الأيام التسعة للحرب عددا كبيرا من القادة العسكريين الإيرانيين بضربات استهدفت قواعد ومباني سكنية كان ينام فيها كبار الشخصيات. وتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صراحة عن إمكانية مواصلة الحرب حتى الإطاحة بحكام إيران لكنه نفى أن يكون ذلك هدفه الرئيسي.
وكان ترامب مترددا بين إنهاء الحرب بالوسائل الدبلوماسية أو الانضمام إليها، حتى أنه تحدث علنا في وقت ما عن قتل الزعيم الأعلى لإيران. ويشكل قراره بدعم حملة إسرائيل العسكرية على إيران المقامرة الأكبر والأكثر خطورة وضبابية في السياسة الخارجية لترامب خلال ولايتيه الرئاسيتين حتى الآن.
وهنأ نتنياهو ترامب على “قراره الجريء”، كما أشاد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بترامب، قائلا إن العالم أصبح الآن أكثر أمانا.


التعليقات