أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن القيادة السورية الجديدة منفتحة على السلام مع إسرائيل، مشيرا عقب لقائه نظيره السوري أسعد الشيباني في أنطاليا إلى أنه تلقى تأكيدات بهذا التوجه، وهو ملف يعد أولوية كبرى للولايات المتحدة.
وقال روبيو، الذي أجرى الخميس محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن "القيادة السورية أعربت عن اهتمامها بالسلام مع جميع جيرانها، بمن فيهم إسرائيل". واعتبر أن "سوريا مسالمة ومستقرة ستكون واحدة من أبرز أوجه التحسينات في المنطقة منذ زمن"، مؤكدا رغبة بلاده في دعم هذا المسار.
وكانت إسرائيل قد أعربت عن تشاؤم حيال الشرع وقد واصلت توجيه الضربات إلى سوريا، على غرار ما فعلت إبان حكم الرئيس السابق بشار الأسد الذي أطيح في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن اللقاء تناول تفاصيل رفع العقوبات الأمريكية، وتحسين العلاقات بين دمشق وواشنطن، و"سبل بناء علاقة استراتيجية بين البلدين"، وذلك بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بدون مؤشرات علنية صدرت عن السلطات السورية الجديدة حول السلام مع إسرائيل.
وقال روبيو إن القيادة السورية تسعى إلى إقامة "مجتمع تعددي يستطيع فيه كل عناصر المجتمع السوري العيش معا"، مشيرا إلى أن البلاد شهدت هجمات استهدفت الأقليتين العلوية والدرزية منذ إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر.
وكشف الوزير الأمريكي أن السلطات السورية عبرت أيضا عن اهتمامها "بطرد المقاتلين الأجانب والإرهابيين وغيرهم ممن قد يزعزعون استقرار البلاد"، مضيفا: "طلبوا مساعدتنا، لذا سنحاول مساعدتهم الآن". لكنه أقر بأن "الطريق طويل"، رغم وجود "فرصة تاريخية" على حد تعبيره.
وشارك روبيو في اجتماع ثلاثي في أنطاليا إلى جانب الشيباني وفيدان، بحضور كبار مسؤولي الدول الثلاث، تزامنا مع انعقاد لقاء لحلف شمال الأطلسي في المدينة.
وتحافظ أنقرة على علاقات وثيقة مع السلطات السورية الجديدة، بعدما دعمت الهجوم الذي أطاح الأسد، وقدّمت لاحقا دعما عمليا وعسكريا لمحاربة ما تصفه بـ"الجماعات الإرهابية".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الرياض الثلاثاء رفع العقوبات المفروضة على دمشق، معتبرا أن الوقت حان لمنح سوريا "فرصة للنمو"، كما التقى بالرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
وأكد البيت الأبيض الأربعاء أن ترامب سلّم الشرع خلال اللقاء سلسلة مطالب، أبرزها الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، "ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين" من سوريا، والعمل على منع عودة تنظيم "الدولة الإسلامية".