سيطرت قوات الدعم السريع الأحد على مخيم للنازحين في إقليم دارفور غربي السودان، وذلك عقب يومين من قصف مدفعي وإطلاق نار مكثفين، وفق ما أفاد مصدر عسكري من داخل القوات لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقال آدم رجال، المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور، إن المخيمات تعرضت الأحد "لقصف وهجوم من آليات قتالية تابعة لقوات الدعم السريع"، فيما جدد ناشطون التأكيد على صعوبات في الاتصالات والإنترنت تعرقل توثيق حجم الأضرار.
أم كدادة واتهامات التصفية العرقية
وفي سياق متصل، أفاد بيانٌ صادر عن “تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر” بأن 56 مدنيا قتلوا في مدينة أم كدادة التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع مؤخرا، واتهم البيان القوات بارتكاب "تصفية على أساس عرقي" إلى جانب "انتهاكات واسعة" وعمليات تهجير قسري.
وكان الجيش السوداني قد خسر إحدى البلدات الواقعة على مسافة قرابة 180 كيلومترا جنوب غرب الفاشر، ما دفع قوات الدعم السريع لتوسيع دائرة نفوذها غربي البلاد.
وتسلط هذه التطورات الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في ثالث أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى أن الصراع خلف عشرات الآلاف من القتلى وأكثر من 12 مليون نازح داخليا وخارجيا.
وأوضح المصدر، طالبا عدم كشف هويته لدواع أمنية، أن "قواتنا بسطت سيطرتها على قاعدة زمزم وتم تأمين المنطقة"، في إشارة إلى المخيم الأكبر في الإقليم، والذي يستضيف أكثر من نصف مليون نازح وفق الأمم المتحدة.
ويقع مخيم زمزم قرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور التي ظلت محاصرة منذ أيار/مايو 2024 من قبل قوات الدعم السريع، والتي تقاتل الجيش السوداني في حرب بدأت منتصف نيسان/أبريل 2023.
وتشهد المدينة مواجهات عنيفة، إذ يقول مني أركو مناوي، حاكم الإقليم وزعيم حركة تحرير السودان الموالية للجيش، إن قوات الدعم السريع قتلت 450 شخصا منذ يوم الجمعة في الفاشر ومحيطها.
ومنذ الجمعة، كثفت قوات الدعم السريع هجماتها البرية والجوية على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيمي زمزم وأبو شوك، وسط تقارير متضاربة بشأن حصيلة القتلى ووقوع انتهاكات تتهم الطرفين بارتكابها.
وقد قسم النزاع البلاد عمليا، فالجيش يفرض سيطرته على مساحات واسعة شرقا وشمالا، فيما تمسك قوات الدعم السريع بمناطق شاسعة غربا في دارفور وأجزاء من جنوب السودان.
ويتهم المجتمع الدولي الطرفين بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين، ما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على كليهما.
وسبق لواشنطن أن صنفت رسميا في كانون الثاني/يناير 2025 ما يجري في دارفور بوصفه "إبادة جماعية"، في ظل استمرار الحرب التي اندلعت قبل نحو عامين بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
من جانبه، دعا البابا فرنسيس الأحد في ختام صلاة التبشير الملائكي بروما إلى إحلال السلام حول العالم، مذكرا بأن تاريخ 15 نيسان/أبريل الجاري يتزامن مع مرور عامين على بدء الحرب في السودان، والتي وصفها بأنها تسببت بآلاف القتلى وملايين النازحين.