افغانستان: طالبان تواصل توسعا وسط ترقب لنواياها نحو العاصمة
يمن فيوتشر - الحرة السبت, 10 يوليو, 2021 - 12:54 صباحاً
افغانستان: طالبان تواصل توسعا وسط ترقب لنواياها نحو العاصمة

في مختلف أنحاء أفغانستان في غضون أقل من أسبوع، وبالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية، تمددت حركة طالبان في أفغانستان وسط تراجع واضح لقوات الأمن الأفغانية في مؤشر ينذر بالأسوأ لمستقبل البلاد التي عانت تحت حكم الحركة المتشددة المقربة من تنظيم القاعدة وفقا لمراقبين.
والجمعة زعمت طالبان أنها سيطرت على نحو 85 في المئة من الأراضي الأفغانية، بالإضافة لمعبرين حدوديين حيويين مع إيران وتركمانستان في غرب أفغانستان، لتكمل بذلك الاستيلاء على هلال يمتد من الحدود الإيرانية غربا إلى حدود الصين في شمال شرق البلاد.
وتأتي هذه التطورات فيما تسرع الولايات المتحدة وتيرة انسحابها من أفغانستان، المقرر أن يكتمل بشكل نهائي في 31 أغسطس، وسط مخاوف متزايدة من انهيار القوات الأفغانية في غياب مؤازرة جوية أميركية.
وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولي البنتاغون دافعوا، الخميس، عن قرار الانسحاب من أفغانستان، وشددوا على أن سقوط البلاد بيد طالبان "ليس محتما"، إلا أن خبراء يرون عكس ذلك.
يقول المسؤول الكبير السابق في وزارة الخارجية الأميركية ويليام لورانس إن الوضع في أفغانستان يتجه نحو الأسوأ، حيث تتقدم حركة طالبان بسرعة في الشمال وفي أجزاء كثيرة من البلاد".
ويضيف لورانس في حديث لموقع "الحرة" إن "السؤال الوحيد المتبقي هو ما إذا كانوا سيستولون على العاصمة كابول".
على المدى القصير يتفق الخبير في مجال الأمن الدولي والمستشار السابق في مجلس الشيوخ جيم وولش مع هذا الطرح، ويرى أن الوضع في أفغانستان "متجه نحو الأسوأ".
وفي ظل التقدم السريع الذي حققته طالبان، يجزم وولش في حديثه لموقع "الحرة" أن استيلاءها على العاصمة كابول "مسألة وقت لا غير".
الخميس طمأنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن الوضع تحت السيطرة وأن الولايات المتحدة مستعدة لتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب رغم انسحابها من أفغانستان.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن الولايات المتحدة تملك حاليا قدرات لمكافحة الإرهاب عبر الأجواء، وذلك من خلال وجودها القوي في الشرق الأوسط، وحاملة الطائرات، التي ليست بعيدة عن أفغانستان.
وأشار كيربي إلى أن البنتاغون يبحث مع دول جوار أفغانستان تأمين خيارات تتيح المرونة في تنفيذ أي عمليات مكافحة الإرهاب عبر الأفق. 
تعتقد الولايات المتحدة أن خطر التهديد الإرهابي الأكبر على المصالح الأميركية بات خارج أفغانستان، حيث انتشر في أماكن أخرى في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، وفقا لكيربي. 
لكن هذا ليس كافيا، بحسب لويليام لورانس الذي يرى أن الانسحاب الأميركي من البلاد لم يكن فكرة جيدة.
ويشير المسؤول الأميركي السابق إلى أن الولايات المتحدة كان يجب أن تحتفظ بقوة تتكون من بضعة آلاف جندي من أجل تأمين العاصمة، وحماية سلطة الحكومة الأفغانية.
من شأن هذه الخطوة أن تخلق ظروفا أفضل لتسهيل المفاوضات وربما لعقد اتفاق لتقاسم السلطة بين طالبان وحكومة أفغانستان، واتفاق أفضل بين واشنطن وطالبان في ما يتعلق بعدم تهديد الولايات المتحدة وحلفائها، وفقا للورانس. 
على مدى أشهر كانت طالبان تنتشر في محيط عواصم عدة ولايات في مختلف أنحاء البلاد فيما كان مراقبون يتوقعون أن تنتظر استكمال انسحاب القوات الأجنبية قبل أن تأمر بمهاجمة المدن.
وعلى مر السنوات، أطلقت طالبان هجمات على عواصم ولايات في مختلف أنحاء البلاد وسيطرت لفترات وجيزة على مناطق حضرية قبل أن تطرد منها أمام الضربات الجوية الأميركية وبضغط من القوات البرية الأفغانية.
حُرمت القوات الأفغانية بعد الانسحاب الأميركي من الدعم الجوي الذي كان يعتبر عاملا حاسما في المعارك، حيث انسحبت القوات الأميركية من العديد من القواعد بما يشمل قاعدة باغرام الجوية بشمال كابول الأسبوع الماضي. 
وتعد هذه القاعدة أكبر منشأة عسكرية للتحالف في افغانستان وعصب العمليات منذ دخول القوات الأميركية البلاد بعد اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.
يقول العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي بيتر منصور إن انسحاب القوات الأميركية البرية والجوية من أفغانستان تسبب بتحقيق طالبان مكاسب كبيرة.
ووصف منصور في تصريح لموقع "الحرة" الحديث عن سيطرة الحركة على 85 من أراضي البلاد بالأمر المبالغ به، مضيفا : "ربما هم يسيطرون الآن على ثلث مساحة أفغانستان".
يشترط الضابط الأميركي المتقاعد  عدة خطوة لتفادي وقوع أفغانستان تحت سيطرة حركة طالبان ومنها أن "تستمر الولايات المتحدة بتمويل الحكومة الأفغانية وبدعم قوات الأمن، التي بدورها يجب أن تقاتل طالبان ولا تنسحب مثل ما حصل في العراق في عام 2014 عندما سيطرت داعش على نحو ثلث أراضي البلاد".
الانسحاب النهائي للجيش الأميركي سينهي 20 عاما من التدخل الأميركي في البلاد، وأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، وهو أمر لا بد منه وفقا للخبير الأمني جيم وولش.
يقر وولش بأن الانسحاب الأميركي ستكون له عواقب سيئة ربما على أفغانستان أكثر، لكنه في الوقت ذاته يرى أن لا أحد في الولايات المتحدة يرغب بالبقاء في هذا البلد وانتظار فترة أطول من أجل المغادرة بلا عواقب.
ويضيف "بالطبع ستكون هناك عواقب وخيمة، لكن وقت القلق بشأنها يفترض أن يكون قبل دخول أفغانستان وليس بعده".


التعليقات