أكدت حركة حماس في بيان، الخميس، أنها ملتزمة تنفيذ عملية الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة وفق الجدول الزمني المحدد في اتفاق وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي استدعاء قوات احتياط استعدادا لاحتمال استئناف القتال في حال لم تلتزم حماس بإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين بحلول السبت، مع انقضاء المهلة المحددة.
وقال مسؤول فلسطيني مقرب من جهود الوساطة لرويترز، إن الاتصالات التي أجراها الوسطاء، لا سيما مصر وقطر، نجحت في ضمان التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار في القطاع. وأضاف المسؤول أن "الجهود المصرية القطرية في تذليل العقبات كانت فعالة، وتمكنت من ضمان استكمال تنفيذ الاتفاق".
وفي هذا السياق، أكدت مصادر إعلامية مصرية أن الجهود الدبلوماسية التي قامت بها مصر وقطر تمكنت من "تذليل العقبات" التي كانت تعرقل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتأكيد التزام الأطراف باستكمال تنفيذ الهدنة.
ومن جانب آخر، في تطور ميداني، اصطفت عشرات الشاحنات المحملة بالمنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة على الجانب المصري من معبر رفح، استعدادا لدخولها إلى قطاع غزة المدمر، وفق ما أفاد به التلفزيون المصري الرسمي. لكن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عومر دوستر نفى صحة هذه التقارير، مؤكدا أنه "لن يسمح بدخول المنازل المتنقلة أو المعدات الثقيلة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح". وأوضح أنه "بموجب الاتفاق، لا يسمح بدخول أي بضائع أو معدات ثقيلة إلى غزة عبر معبر رفح، بل يتم استخدامها لإجلاء الجرحى والمرضى فقط".
وعلى المستوى الدولي، رفض مسؤول كبير في الفاتيكان خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني يجب أن يبقى في أرضه". جاء هذا التصريح على هامش اجتماع الفاتيكان مع إيطاليا، حيث قال الكاردينال بييترو بارولين: "إحدى النقاط الأساسية للكرسي الرسولي: لا للترحيل". كما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة تشكل "تهديدا كبيرا للسلام العالمي"، وأكد أن القرار يشكل تحديا غير مقبول.
وفي نفس السياق، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن قضية غزة هي "الشغل الشاغل" للقاهرة في الوقت الراهن، ولفت إلى أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قام "بجولات مكوكية" في عدد من العواصم العربية والدولية لتوضيح الموقف المصري، خاصة في ظل الضغوط الأمريكية لتهجير سكان غزة إلى دول أخرى.
وفي موازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن قصف قاذفة صواريخ في قطاع غزة بعد أن رصد إطلاق صاروخ من القطاع، مشيرا إلى أن الصاروخ سقط داخل غزة. هذا التصعيد يأتي في وقت حساس قبيل انتهاء المهلة المحددة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
ومن جهة أخرى، حذر رئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، يورغي موريرا دا سيلفا، من أن "الكارثة الإنسانية مستمرة" في غزة، على الرغم من وقف إطلاق النار، داعيا إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المدمر. وأضاف أن الأمم المتحدة تأمل في أن يكون وقف إطلاق النار "مؤقتا"، وأن يتم الوصول إلى اتفاق مستدام يضمن "الإفراج الفوري عن جميع الرهائن" و"إيصال المساعدات الإنسانية من دون معوقات".
وتستمر الجهود الدبلوماسية والأمنية للضغط على الأطراف المعنية لضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث من المتوقع أن تكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد مسار التهدئة بين الطرفين