مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 تشرين الأول/نوفمبر 2024، تتزايد حدة المنافسة بين المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس. ويبدو أن النتيجة، كما حدث في انتخابات 2020، ستحسمها بضعة آلاف من الأصوات في عدد محدود من الولايات المتأرجحة.
وتبرز سبع ولايات كساحات رئيسية للمعركة الانتخابية، حيث تتأرجح الكفة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
بنسلفانيا
تعد بنسلفانيا من أهم هذه الولايات، حيث تشهد منافسة شرسة بين الطرفين. فقد فاز فيها ترامب بفارق ضئيل في 2016، وكذلك بايدن في 2020.
وتسعى هاريس لاستعادة دعم الطبقة العاملة من خلال التركيز على مشاريع البنية التحتية وخلق فرص العمل، بينما يعتمد ترامب على سكان الريف. تميل المدن الكبرى مثل فيلادلفيا وبيتسبرغ نحو نائبة الرئيس، في حين يعتمد الرئيس السابق على سكان الريف.
ميشيغان
في ميشيغان، معقل صناعة السيارات، يبرز دور الناخبين المسلمين وذوي الأصول العربية، مع تأثير محتمل لموقف الإدارة من الصراع في غزة.
وقد حصلت هاريس على دعم اتحاد العمال الرئيسي في قطاع السيارات، بينما يركز ترامب على قضايا تكاليف المعيشة لجذب الطبقة الوسطى. هذا الصراع يعكس أهمية القضايا الاقتصادية والديمغرافية في هذه الولاية.
ويسكونسن
في ويسكونسن، مهد الحزب الجمهوري، يسعى الديمقراطيون لجذب الجمهوريين المعتدلين، مشيرين إلى ما يصفونه بـ"التهديد الوجودي للديمقراطية" الذي يمثله ترامب.
وقد نظم الجمهوريون مؤتمرهم الرئيسي في هذه الولاية، مؤكدين على أهميتها الاستراتيجية. ويأمل الديمقراطيون في تعزيز موقفهم بالإشارة إلى أهمية الحفاظ على القيم الديمقراطية.
جورجيا
تلعب الديموغرافيا دورا مهما في جورجيا، حيث تركز هاريس على الناخبين السود والشباب، بينما يعتمد ترامب على الناخبين المتدينين.
وتأمل هاريس، التي قد تصبح أول امرأة سوداء تصل إلى البيت الأبيض، في جذب الأقليات في أتلانتا، رغم الصعوبات في الحصول على أصوات الرجال السود. تعتبر جورجيا مثالا على التحولات الديموغرافية والسياسية في الجنوب الأمريكي.
كارولاينا الشمالية
في كارولاينا الشمالية، رغم ميلها التقليدي للجمهوريين، يشتد التنافس مع وجود حاكم ديمقراطي للولاية. وقد أثارت تصريحات ترامب حول إعصار هيلين الأخير جدلا، لكن تأثيرها على الناخبين لا يزال غير واضح.
وتعتمد هاريس، كما في جورجيا، على دعم الأمريكيين من أصل أفريقي والشباب. يمثل هذا التنافس انعكاسا للانقسامات السياسية العميقة في الولايات الجنوبية.
أريزونا
في أريزونا، تبرز قضية الهجرة كموضوع محوري، مع أهمية الناخبين من أصول لاتينية، وتأثير الوافدين الجدد من الولايات المجاورة.
وقد أحدثت الولاية مفاجأة في 2020 بتصويتها لصالح بايدن، ورغم طرح ترامب لموضوع الهجرة غير الشرعية بعبارات قاسية، فإن هناك أملا بفوز هاريس فيها، خاصة بعد انتخاب حاكمة ديمقراطية في 2022. تعكس أريزونا التغيرات السكانية والسياسية في المناطق الحدودية الغربية.
نيفادا
تشهد نيفادا تحولات في توجهات الناخبين، خاصة بين المواطنين من أصول لاتينية، ما يجعلها ساحة تنافس مهمة رغم صغر حجمها النسبي.
ويعول الديمقراطيون على الموظفين الشباب والمتعلمين القادمين من الولايات المجاورة للعمل في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، بينما يعتقد المحافظون أنهم قادرون على تغيير الوضع السائد بالاعتماد على المواطنين من أصول لاتينية، الذين يبتعدون بشكل متزايد عن الحزب الديمقراطي.
وتسلط نيفادا الضوء على التحولات الاقتصادية والديمغرافية في الغرب الأمريكي.