نعت حركة حماس الجمعة رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار الذي يشكّل مقتله ضربة قاسية للحركة الفلسطينية، مؤكدة أنها لن تفرج عن الرهائن المحتجزين منذ أكثر من سنة قبل أن توقف إسرائيل حربها في قطاع غزة.
وغداة اعتبار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أن مقتل مهندس هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يشكّل “بداية نهاية” الحرب في قطاع غزة، تحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن عن “فرصة لإطلاق مسار السلام”، بينما توالت ردود فعل حلفاء حماس المعزية.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية في كلمة متلفزة “ننعي القائد الوطني الكبير الأخ المجاهد الشهيد يحيى السنوار” الذي قُتل “مُمْتَشقا سلاحه، مشتبكا ومواجها لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف”.
وأضاف أن قتل السنوار “وكل القادة ورموز الحركة الذين سبقوه… لن يزيد حركتنا ومقاومتنا إلا قوة وصلابة وإصرارا على المضي في دربهم”.
وفي ردّ غير مباشر على موجة الدعوات الدولية التي أعقبت مقتل السنوار لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حركة حماس غير المسبوق على الدولة العبرية، قال الحية “نقول للمتباكين على أسرى الاحتلال لدى المقاومة إن هؤلاء الأسرى لن يعودوا لكم إلا بوقف العدوان على شعبنا في غزة والانسحاب الكامل منها وخروج الأسرى الأبطال من سجون الاحتلال”.
وتسبّب هجوم حماس بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا خلال احتجازهم في غزة.
ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل منذ أكثر من سنة بحملة قصف مدمّرة وعمليات بريّة في قطاع غزة أدّت الى مقتل ما لا يقل عن 42500 فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
•مواصلة المقاومة
بدورها، نعت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، السنوار الذي “ارتقى مقبلا غير مدبر في أشرف المعارك”.
وقالت في بيان إن “مسيرة الجهاد لن تتوقّف” حتى “تحرير فلسطين”.
وتقدّم حزب الله “من الشعب الفلسطيني المجاهد … بأحرّ التعازي باستشهاد قائد طوفان الأقصى” الذي “وقف في مواجهة المشروع الأميركي والاحتلال الصهيوني”.
وفي طهران، قال وزير الخارجية عباس عراقجي إن السنوار سيظلّ “مصدر إلهام للمقاومين في المنطقة”. وقال الرئيس مسعود بزشكيان أن “المقاومة” الفلسطينية لن “تتوقف” باغتياله.
في برلين، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أن مقتل السنوار يشكّل فرصة أمام “إطلاق مسار للسلام” في الشرق الأوسط و”مستقبل أفضل في غزة بدون حماس”.
وأضاف متحدثا إلى جانب المستشار أولاف شولتس أن “مقتل زعيم حماس يمثل لحظة تحقيق للعدالة”.
وقال شولتس من جهته إنه يأمل أن يؤدي مقتل السنوار إلى “إفساح المجال” لوقف إطلاق النار في غزة وإلى “اتفاق على إطلاق سراح الرهائن”.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قال الخميس إن إسرائيل “صفّت الحساب” مع السنوار الذي أمضى أكثر من عقدين معتقلا في سجونها وخرج في صفقة تبادل أسرى وسجناء، مضيفا “لن نتوقف حتى نقبض على جميع الإرهابيين المتورطين في مجزرة السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ونعيد جميع الرهائن إلى ديارهم”.
•على أمل أن تنتهي الحرب
في قطاع غزة، شكّل قتل السنوار الذي تسلّم قيادة حركة حماس بعد اغتيال اسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في ضربة نسبت الى إسرائيل، صدمة. لكن كثيرين ينشدون إنهاء الحرب.
وقال شادي نوفل أبو ماهر (23 عاما) “السنوار حسب نتنياهو كان السبب في الحرب… والآن استشهد، ماذا يريد الإسرائيليون؟ نحن نريد العيش كباقي الشعوب، لا نريد حروبا ولا مآسي”، مضيفا “تعبنا”. وطالب “أن يتدخل العالم لوقف الحرب”.
في تل أبيب، قالت الستينية سيسيل “كان إرهابيا كبيرا، وهو مسؤول عن موت كثيرين. أعتقد أنه سعى الى ذلك، وأنا سعيدة أنه قتل”. بينما عبّر آخرون عن خشيتهم مما سيحصل للرهائن في قطاع غزة.