نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية الضخمة خلال الليل في الضواحي الجنوبية لبيروت وأخرى قطعت المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا.
وجاءت الموجة الجديدة من الضربات بعد أن حذرت إسرائيل الناس بضرورة إخلاء المجتمعات في جنوب لبنان الواقعة خارج المنطقة العازلة التي أعلنتها الأمم المتحدة، مع تصاعد الصراع المستمر منذ عام بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.
وبدأت اسرائيل توغلا بريا في لبنان يوم الثلاثاء واشتبكت قواتها مع مقاتلي حزب الله في شريط ضيق على طول الحدود. وأدت سلسلة من الهجمات قبل التوغل إلى مقتل بعض الأعضاء الرئيسيين في الجماعة، بما في ذلك الزعيم حسن نصر الله.
وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الجمعة إلى بيروت، حيث من المتوقع أن يناقش الحرب بين إسرائيل وحزب الله مع المسؤولين اللبنانيين.
وجاءت زيارة عراقجي إلى بيروت بعد ثلاثة أيام من إطلاق إيران ما لا يقل عن 180 صاروخا على إسرائيل، وهي الأحدث في سلسلة من الهجمات المتصاعدة بسرعة بين إسرائيل وإيران وحلفائها العرب والتي تهدد بدفع الشرق الأوسط أقرب إلى حرب على مستوى المنطقة.
هزت الانفجارات خلال الليل الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أدى إلى تصاعد أعمدة ضخمة من الدخان وألسنة اللهب في سماء الليل وهز المباني على بعد كيلومترات في العاصمة اللبنانية. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور على الهدف المقصود، ولم تتوفر على الفور معلومات عن الضحايا.
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية التي تديرها الدولة أن هناك أكثر من 10 غارات جوية متتالية في المنطقة في وقت متأخر من يوم الخميس.
وذكرت الوكالة أيضًا أن غارة جوية إسرائيلية أدت إلى إغلاق الطريق بالقرب من معبر المصنع الحدودي المزدحم، والذي عبر منه عشرات الآلاف من الأشخاص الفارين من الحرب في لبنان إلى سوريا خلال الأسبوعين الماضيين.
وأظهرت لقطات فيديو لوكالة أسوشيتد برس أن الغارات خلفت حفرتين كبيرتين على جانبي الطريق. وشوهد أشخاص يحملون حقائب وهم يعبرون سيرا على الأقدام بعد أن أنزلتهم سيارات لم تتمكن من المرور في موقع الغارة الجوية.
وجاءت الغارة الجوية التي قطعت المعبر الحدودي الأكثر ازدحاما بين البلدين بعد يوم من تصريح متحدث عسكري إسرائيلي بأن حزب الله يحاول نقل معدات عسكرية عبر المعبر الحدودي.
ويُعتقد أن حزب الله حصل على الكثير من أسلحته من إيران عبر سوريا. وللجماعة وجود على جانبي الحدود، وهي المنطقة التي تقاتل فيها إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت داما بوست، وهي وسيلة إعلامية سورية موالية للحكومة، إن الطائرات الحربية الإسرائيلية أطلقت صاروخين، مما أدى إلى إتلاف الطريق بين معبر المصنع في لبنان ومعبر جديدة يابوس السوري.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها قطع هذا المعبر الحدودي الرئيسي منذ بداية الحرب. سجل الأمن العام اللبناني عبور 256,614 مواطنًا سوريًا و82,264 مواطنًا لبنانيًا إلى الأراضي السورية في الفترة ما بين 23 أيلول/سبتمبر - عندما شنت إسرائيل قصفًا عنيفًا على جنوب وشرق لبنان - و30 أيلول/سبتمبر.
وهناك ستة معابر حدودية بين البلدين ولا يزال معظمها مفتوحا. قال وزير الأشغال العامة اللبناني إن جميع المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا تعمل تحت إشراف الدولة.
وتبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود الجنوبية للبنان بشكل شبه يومي منذ اليوم التالي لهجوم حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر 2023، والذي قتل فيه المسلحون 1200 إسرائيلي واحتجزوا 250 آخرين كرهائن.
من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارة الخميس في طولكرم، معقل النشطاء في الضفة الغربية المحتلة، بالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي الشاباك.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 18 شخصا قتلوا في غارة إسرائيلية على مخيم للاجئين هناك.
و اندلعت أعمال العنف في جميع أنحاء الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023. وشهدت مدينة طولكرم وغيرها من المدن الشمالية بعضًا من أسوأ أعمال العنف.
وأعلنت إسرائيل الحرب على حماس في قطاع غزة ردا على هجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول. ومنذ ذلك الحين قُتل أكثر من 41 ألف فلسطيني في القطاع، وكان ما يزيد قليلاً عن نصف القتلى من النساء والأطفال، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين. وقتل ما يقرب من 2000 شخص في لبنان في تلك الفترة، معظمهم منذ 23 سبتمبر، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.
