أعلن "حزب الله" شن 17 هجوما على جنود ومواقع وآليات عسكرية ومستوطنات شمالي إسرائيل حتى الساعة 19:30 ت.غ من السبت.
وهذا أكبر عدد هجمات يشنه الحزب ضد إسرائيل منذ 98 يوما، ورابع أكبر معدل هجمات يومي منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الجانبين قبل نحو عام.
ويأتي ذلك في ظل موجة تصعيد جديدة بين إسرائيل و"حزب الله" بعد سلسلة تفجيرات واسعة طالت، الثلاثاء والأربعاء، آلافا من أجهزة الاتصالات في لبنان، التي يحملها عناصر الحزب بصورة خاصة؛ ما أسفر عن مقتل 37 شخصا، وإصابة آلاف، فيما حمّلت بيروت والحزب، تل أبيب المسؤولية عن الهجوم.
وتلتزم إسرائيل بصمت رسمي، وتنصل مكتب رئيس وزرائها نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك، على منصة "إكس" ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجيرات الثلاثاء قبل أن يحذفه.
** هجمات "حزب الله"
"حزب الله" قال، في سلسلة بيانات نشرها عبر منصة تلغرام، إن هجماته على شمالي إسرائيل، الخميس، شملت "قصف بصليات من صواريخ الكاتيوشا استهدف ثكنات ليمان، وادميت، والشوميرا، وميتات، ومقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني".
وأضاف أنه "استهدف بسربين من المسيرات الانقضاضية مرابض المدفعية في مستوطنة بيت هلل وأماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، إضافة إلى المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في مستوطنة يعرا".
وذكر الحزب كذلك أنه "استهدف بأسلحة صاروخية ثكنة زرعيت، وموقع المطلة، والمقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في ثكنة يعرا".
وتابع أنه "استهدف بقذائف المدفعية ثكنة زرعيت، ومواقع حانيتا، وراميا، والمالكية العسكرية".
لفت إلى أنه "استهدف بأسلحة مناسبة (لم يحددها) موقع السماقة العسكري، ومباني يستخدمها جنود بمستوطنة المطلة، ونقطة تموضع لجنود في موقع المرج العسكري".
وأشار الحزب إلى أن غالبية هجماته "أصابت أهدافها بدقة"، وأنها "جاءت دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة، وردا على اعتداء العدو الإسرائيلي على القرى الصامدة والمنازل الآمنة في جنوب لبنان".
وكان 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 أكثر يوم كثافة في هجمات "حزب الله" ضد إسرائيل منذ انطلاق المواجهة الراهنة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول بعدد 22 هجوما، ثم 12 يونيو/ حزيران بعدد 19، فـ14 يونيو بعدد 18 هجوما.
ثم الخميس، بعدد 17 هجوما، وهو أعلى معدل هجمات منذ 14 يونيو.
أكبر معدل قتلى
كثافة هجمات "حزب الله" بهذا المعدل تأتي في يوم أعلن فيه عن مقتل 18 من عناصره على يد الجيش الإسرائيلي جنوبي لبنان، ما يرفع حصيلة قتلاه إلى 478 منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وهذا أكبر معدل من القتلى يعلنه الحزب في يوم واحد منذ بدء تبادل إطلاق النار مع إسرائيل قبل ما يقرب من عام.
وجاء بعد يوم من إعلان "حزب الله" عن 11 قتيلا في صفوفه الأربعاء في ثاني أكبر معدل منذ بدء الحرب، ثم 8 قتلى الثلاثاء، والذي يعد رابع أعلى معدل قتلى، بعد يوم 24 أكتوبر الذي سجل ثالث أعلى معدل قتلى وبلغ آنذاك 9 قتلى.
وبينما يذكر الحزب أن قتلاه المعلن عنهم الثلاثاء والأربعاء والخميس سقطوا على طريق القدس، وهو تعبير يستخدمه للإشارة إلى مقتلهم على يد الجيش الإسرائيلي، تقول وسائل إعلام لبنانية إن غالبيتهم سقطوا جراء تفجيرات أجهزة الاتصالات.
** غارات إسرائيلية مكثفة
تصاعد هجمات "حزب الله" تزامنت كذلك مع شن الجيش الإسرائيلي موجتين واسعتين من الغارات الجوية على بلدات جنوبي لبنان، مساء الخميس، تُعتبر من بين أعنف الغارات على المنطقة منذ أسابيع.
حيث أفاد مراسل الأناضول بوقوع أكثر من 50 غارة إسرائيلية على عدة بلدات جنوبي لبنان.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان بوقت سابق من مساء الخميس، أن قواته استهدفت "30 منصة صاروخية جنوب لبنان شملت نحو 150 فوهة إطلاق، كانت جاهزة لتنفيذ عمليات قذائف نحو إسرائيل على المدى الزمني الفوري".
كما ادعى استهداف "بنى تحتية ومباني عسكرية ومستودع أسلحة للحزب في مناطق متفرقة من جنوب لبنان".
بينما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الطيران الحربي الإسرائيلي "شن سلسلة غارات على بلدة المحمودية وبلدة كسارة العروش في جبل الريحان بمنطقة جزين (جنوبي لبنان)".
وأضافت الوكالة اللبنانية أن "الطيران المعادي (الإسرائيلي) أطلق 10 صواريخ باتجاه بركة الجبور (جنوب)".
وفي وقت سابق الخميس، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن "الحرب مع حزب الله دخلت مرحلة جديدة".
ويتبع "حزب الله" سياسة "توازن الردع" مع الجانب الإسرائيلي، حيث يشن هجمات بعدد ونوعية تتناسب مع هجمات تل أبيب على لبنان.
وفي وقت سابق الخميس، كشف الأمين العام للحزب حسن نصرالله، أن رسائل وصلت إلى حزبه عبر قنوات رسمية وغير رسمية الثلاثاء تفيد بأن الهدف من تفجيرات أجهزة الاتصالات وقف جبهة لبنان عن إسناد قطاع غزة، الذي يواجه حربا إسرائيلية مستمرة أوشكت على دخول عامها الثاني.
وفي هذا الصدد، شدد نصرالله، عبر خطاب متلفز، على أن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل توقف الحرب على غزة".
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
فيما يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقادة الجيش لضغوط داخلية كبيرة لإعادة مستوطني الشمال إلى مناطقهم التي نزحوا منها مع بدء الحرب مع "حزب الله"، ليقوم المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر "كابينيت" مؤخرا بوضع "إعادة مستوطني الشمال" ضمن أهداف الحرب الحالية.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.