إذا قامت إيران بالانتقام لاغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي، فمن المرجح أن ينضم حلفاؤها الإقليميون، المعروفون باسم "محور المقاومة" ضد إسرائيل والتأثير الأمريكي في الشرق الأوسط، إلى هذا الانتقام. 

وقد تم بناء المحور على مدى عقود من الدعم الإيراني، ولا يشمل حركة حماس فقط، بل يشمل أيضًا الجماعة الإسلامية الفلسطينية التي أشعلت حرب غزة بالهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وحزب الله في لبنان، وميليشيا الحوثي في اليمن، ومجموعات مسلحة شيعية مختلفة في العراق وسوريا.

• حزب الله في لبنان:

تأسس حزب الله من قبل الحرس الثوري الإيراني في عام 1982 بهدف محاربة القوات الإسرائيلية التي احتلت لبنان في وقت سابق من ذلك العام. 

هذه الجماعة المسلحة، التي تلعب دورًا مؤثرًا في السياسة اللبنانية، تتشارك مع إيران في الأيديولوجيا الإسلامية الشيعية، وتتجاوز الدولة اللبنانية ذاتها من حيث القوة. 

يُنظر إلى حزب الله كنموذج للميليشيات الأخرى المدعومة من إيران في الشرق الأوسط، حيث قدم النصح والتدريب لبعضها. 

وتصنف الولايات المتحدة وحكومات أخرى، بما في ذلك دول الخليج العربية، حزب الله كمنظمة إرهابية. 

منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول، شن حزب الله هجمات متكررة على أهداف إسرائيلية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ما أدى إلى أعنف تبادل لإطلاق النار بين العدوين منذ حرب 2006. 

وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل حوالي 350 من عناصر حزب الله منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بمن فيهم بعض القادة البارزين في لنبان.

وقتلت إسرائيل أعلى قائد في حزب الله (فواد شكر) بغارة جوية على بيروت في 30 يوليو/تموز، ردًا على هجوم بالصواريخ أودة بحياة 12 شابًا منذ أيام في قرية درزية بهضبة الجولان المحتلة، فيما نفى الحزب تورطه في الهجوم.

• الحوثيون في اليمن:

استولت حركة الحوثيين على أجزاء كبيرة من اليمن خلال الحرب الأهلية التي بدأت عام 2014، بدءًا باستيلائها على العاصمة صنعاء وإطاحتها بالحكومة المدعومة من السعودية. 

ينتمي الحوثيون إلى الفرع الزيدي من الإسلام الشيعي ولديهم علاقات طويلة الأمد مع إيران. 

في 31 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن الحوثيون مشاركتهم الصراع في غزة بإطلاق طائرات مُسيّرة وصواريخ نحو إسرائيل. 

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، هاجموا السفن جنوبي البحر الأحمر، ما أدى إلى تعطيل التجارة الدولية على أقصر طريق للشحن بين أوروبا وآسيا. 

وذكرت مصادر لرويترز في يناير/كانون الثاني أن قادة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله كانوا في اليمن يوجهون الهجمات الحوثية على السفن، فيما نفى الحوثيون أي تورط لحزب الله أو إيران، كما نفت الأخيرة هذه الادعاءات.

• المقاومة الإسلامية في العراق:

ظهرت المجموعات الشيعية ذات الصلة بإيران كلاعبين أقوياء في العراق بعد غزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، وطوروا ميليشيات تضم عشرات الآلاف من المقاتلين. 

وبدأت مجموعة تُدعى "المقاومة الإسلامية في العراق" في استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ردًا على الهجوم الإسرائيلي ضد حماس في غزة. 

توقفت الهجمات بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين بطائرة مسيرة في الأردن، 28 يناير/كانون الثاني، ما دفع إلى شنِّ ضربات جوية أمريكية على أهداف مرتبطة بإيران. 

وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن هجوم جوي على مدينة إيلات في إسرائيل في الأول من أبريل/نيسان.

• سوريا:

الحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد هي جزء من محور المقاومة، لكنها لم تلعب دورًا مباشرًا في الصراع الحالي. 

ومع ذلك، كانت الأراضي السورية مسرحًا لتصاعد التوترات، بما في ذلك هجمات من قبل الميليشيات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية في الشرق، وضربات جوية إسرائيلية على الأفراد والمصالح الإيرانية في سوريا.

وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل أعضاء من حزب الله في الأراضي السورية، كما حدثت تبادلات متقطعة لإطلاق النار بين هضبة الجولان المحتلة من قبل الدولة العبرية، جنوبي وغربي سوريا.