قالت إيران وحركة حماس في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء إن زعيم حماس إسماعيل هنية اُغتيل في غارة جوية في العاصمة الإيرانية، وألقت باللوم على إسرائيل في اغتيال مفاجئ يهدد بتصعيد الصراع الإقليمي على جبهات متعددة.
ولم يصدر تعليق فوري من إسرائيل التي تعهدت بقتل هنية وقادة آخرين في حماس بشأن هجوم الحركة 7 في أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل. وقالت إيران إن الضربة جاءت بعد أن حضر هنية تنصيب الرئيس الإيراني الجديد في طهران.
وقد يكون اغتيال هنية انتقام إسرائيل من إيران أو حليفها اللبناني القوي حزب الله بهدف دفع حماس للانسحاب بعد شهور من المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة.
قبل ساعات، نفذت إسرائيل غارة نادرة في العاصمة اللبنانية بيروت قالت إنها قتلت قائدًا كبيرًا في حزب الله يُزعم أنه كان وراء هجوم صاروخي في نهاية الأسبوع أسفر عن مقتل 12 شابًا في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل. وقال حزب الله، الأربعاء، إنه لا يزال يبحث عن جثة فؤاد شكور تحت أنقاض المبنى الذي أصيب.
وكانت الولايات المتحدة ودول أخرى تتدافع بالفعل لمنع تصاعد ضربة مرتفعات الجولان إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله عندما وردت أنباء عن الاغتيال الدراماتيكي للزعيم السياسي الكبير لحماس،هنية، في طهران.
في المقابل لم يصدر رد فعل فوري من البيت الأبيض على مقتل هنية.
ورفض متحدث عسكري إسرائيلي التعليق. وغالبًا لا تعلق إسرائيل على الاغتيالات التي نفذتها وكالة استخبارات الموساد أو الضربات على دول أخرى، الا انها تعهدت مرارا بالقضاء على قادة حماس أينما كانوا في هجوم 7 أكتوبر تشرين الأول الذي قتل فيه مسلحون بقيادة حماس 1200 شخص واحتجزوا نحو 250 آخرين كرهائن.
وقالت حماس إن هنية قُتل «في غارة جوية صهيونية على مقر إقامته في طهران» بعد أن حضر أداء اليمين للرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان يوم الثلاثاء إلى جانب مسؤولين آخرين في حماس ومسؤولين من حزب الله والجماعات المتحالفة معه.
وقالت حماس في بيانها المقتضب «حماس تعلن للشعب الفلسطيني العظيم وشعب الأمتين العربية والإسلامية وكل أحرار العالم الأخ الزعيم إسماعيل إسماعيل هنية شهيدا».
ونقلت الحركة في بيان آخر عن هنية قوله إن القضية الفلسطينية لها «تكاليف» و «نحن مستعدون لهذه التكاليف: الشهادة من أجل فلسطين ومن أجل الله تعالى ومن أجل كرامة هذه الأمة».
ولم يرد مسؤولو حماس على الفور على طلبات للحصول على مزيد من التعليقات.
وفي الضفة الغربية، أدان الرئيس الفلسطيني المدعوم دوليا محمود عباس مقتل هنية ووصفه بأنه «عمل جبان وتنمية خطيرة». ودعت الفصائل السياسية في الأراضي المحتلة إلى الإضراب احتجاجا على حادثة الاغتيال.
غادر هنية قطاع غزة في عام 2019 وعاش في المنفى في قطر. بينما يعتبر أكبر زعماء حماس في غزة هو يحيى السنوار، الذي كان العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر.
في أبريل/نيسان، قتلت غارة جوية إسرائيلية في غزة ثلاثة من أبناء هنية وأربعة من أحفاده.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية في ذلك الوقت، قال هنية إن عمليات القتل لن تضغط على حماس لتخفيف مواقفها وسط مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية مع إسرائيل.
وفي غضون ذلك، قالت قوات الحشد الشعبي العراقية، وهي تحالف من الميليشيات المدعومة من إيران، إن ضربة ليل الثلاثاء على قاعدة جنوب غرب بغداد أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر ميليشيا كتائب حزب الله واتهمت الجماعة الولايات المتحدة بالوقوف وراء القصف.
في حين أن كتائب حزب الله، إلى جانب بعض الميليشيات الأخرى، شنت هجمات في الأشهر الأخيرة على قواعد تأوي القوات الأمريكية في العراق وسوريا ردا على دعم واشنطن لإسرائيل في الحرب في غزة، ولم يعلق المسؤولون الأمريكيون على الفور.
ويشتبه في قيام إسرائيل بحملة اغتيال استمرت سنوات تستهدف علماء نوويين إيرانيين وآخرين مرتبطين ببرنامجها الذري. ففي عام 2020، قُتل العالم النووي العسكري الإيراني الكبير، محسن فخريزاده، برشاش يتم التحكم فيه عن بعد أثناء سفره في سيارة خارج طهران.
وفي حرب إسرائيل ضد حماس منذ هجوم أكتوبر، قُتل أكثر من 39360 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 90900، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي لا يفرق عددها بين المدنيين والمقاتلين.