أسفرت غارة إسرائيلية على مدرسة في وسط غزة عن مقتل 30 شخصا السبت، بحسب حماس، فيما قتل 11 شخصا في قصف صاروخي على الجولان السوري المحتل حمل الجيش الاسرائيلي مسؤوليته لحزب الله اللبناني.
وقال الجيش الاسرائيلي إنه “يستعد للرد” على التنظيم الشيعي الذي نفى من جهته أي مسؤولية له عن الهجوم على قرية مجدل شمس في الجولان والذي اسفر عن مقتل 11 فتى واصابة آخرين، بحسب اجهزة الاسعاف الاسرائيلية.
واكد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري انه “الهجوم الاكثر دموية على مدنيين اسرائيليين منذ السابع من تشرين الاول/اكتوبر”، عندما هاجم مقاتلو حركة حماس جنوب اسرائيل ما ادى الى اشتعال الحرب المستمرة في قطاع غزة.
واتهم الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ حزب الله اللبناني بأنه “هاجم وقتل بوحشية” أطفالا في هجوم صاروخي على مرتفعات الجولان المحتلة.
وقال هرتسوغ في بيان إن “ارهابيي حزب الله هاجموا وقتلوا بوحشية أطفالا اليوم، جريمتهم الوحيدة أنهم خرجوا لممارسة لعبة كرة القدم. لم يعودوا”.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو انه قرر العودة من زيارة للولايات المتحدة “في اسرع وقت”، بعدما التقى الرئيس جو بايدن في وقت سابق هذا الاسبوع.
من جانبها، قالت الحكومة اللبنانية في بيان إن “استهداف المدنيين يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية”، داعية الى “الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات”.
والجبهة في جنوب لبنان بين حزب الله والجيش الاسرائيلي فتحت غداة هجوم السابع من تشرين الاول/اكتوبر إسنادا لحماس، ويسجل مذاك تبادل قصف شبه يومي بين الجانبين.
وجاء الهجوم الصاروخي بعيد اعلان مصدر أمني لبناني مقتل اربعة من مقاتلي حزب الله في ضربة اسرائيلية في جنوب لبنان.
•مجزرة
رغم الدعوات الدولية الى الهدوء في الشرق الاوسط والتوصل لوقف لاطلاق النار في غزة، يتصاعد التوتر وتتواصل الحرب من دون هوادة.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة في بيان السبت “إحصائية مجزرة الاحتلال باستهدافه لمدرسة خديجة (نقطة طبية ميدانية) بمنطقة دير البلح… نتج عنه 30 شهيداً وأكثر من 100 إصابة بينها حالات خطيرة”.
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي الغارة قائلا إنها استهدفت “مجمع قيادة وسيطرة تابعا لحماس تم إخفاؤه داخل مدرسة خديجة في وسط قطاع غزة”.
وندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل باستهداف المدرسة، فيما دعا مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبريسوس الى “وقف فوري لاطلاق النار وحماية المدنيين”.
وفي جنوب القطاع الفلسطيني، قتل نحو 170 فلسطينيا وأصيب المئات منذ بدء العملية الإسرائيلية الجديدة في خان يونس الاثنين، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل وكالة فرانس برس.
وفر ما يقرب من 182 ألف فلسطيني من خان يونس منذ الاثنين، وفق الأمم المتحدة.
ووسع الجيش عملياته في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة، قائلا إن ذلك جاء بعد إطلاق صواريخ من المنطقة باتجاه إسرائيل.
ودعا الجيش سكان عدد من أحياء المدينة إلى النزوح غربا إلى المواصي التي صنفها “منطقة إنسانية”. لكن الفلسطينيين يخشون الذهاب إلى المنطقة المستهدفة أيضا بالقصف الإسرائيلي.
اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم نفذته حركة حماس جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن 1197 قتيلًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتعداد أجرته فرانس برس استنادًا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخطف المهاجمون 251 شخصا ما زال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم قُتلوا.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجمات برية أسفرت عن سقوط 39258 قتيلا على الأقل، معظمهم مدنيون ولا سيما من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع.
•مفاوضات منتظرة الأحد
تحذّر الأمم المتحدة من أن المجاعة تهدد قطاع غزة الذي تفرض إسرائيل منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر حصارا مطبقا على سكانه الذين يناهز عددهم 2,4 مليون نسمة.
نقل مهند هادي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، الجمعة عبر الفيديو من القدس شهادات نساء وأطفال من غزة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في القطاع.
وقال نقلا عن إحدى النساء “اني مضطرة لرؤية ولدي يموت جوعا”، وعن أخرى “لقد أمضيت أربعة أشهر بدون أن أستحم”.
بعد فشل مفاوضات متعددة بشأن هدنة مرتبطة بالإفراج عن رهائن، من المقرر عقد اجتماع لممثلي الوسطاء – مصر والولايات المتحدة وقطر – مع رئيس الموساد الإسرائيلي الأحد في روما، بحسب قناة القاهرة الإخبارية المقربة من السلطات المصرية.
واتهمت حركة حماس التي سيطرت على السلطة في غزة عام 2007، نتانياهو بعرقلة أي مشروع اتفاق.
كما دان منتدى عائلات الرهائن الذي يمثل أقارب محتجزين في غزة، الخميس “تخريب” الجهود الرامية إلى الإفراج عن الرهائن، موجها أصابع الاتهام إلى بنيامين نتانياهو.