أعلن قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو يوم الأربعاء، أن قواته ستشارك في محادثات بوساطة أمريكية تبدأ في 14 أغسطس في سويسرا لتحقيق "وقف شامل لإطلاق النار في البلاد".
وقال دقلو: "نحن نجدد موقفنا الثابت.. وهو الإصرار على إنقاذ الأرواح ووقف القتال وتمهيد الطريق إلى حل سياسي تفاوضي سلمي يعيد البلاد إلى الحكم المدني ومسار التحول الديمقراطي".
هذا واستنكر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار في مايو الماضي، دعوة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للعودة إلى "منبر جدة" للتفاوض مع قوات الدعم السريع.
وقال مجلس السيادة السوداني في بيان على "تلغرام": "استنكر عقار لدى مخاطبته اليوم الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الصلح المجتمعي والسلام الدائم الذي نظمته مفوضية السلام بمقر أمانة ولاية البحر الأحمر، دعوة وزير الخارجية الأمريكي للعودة إلى منبر جدة للتفاوض".
وقال "لن نذهب إلى جدة ومن يريد ذلك فعليه أن يقتلنا في بلدنا ويحمل رفاتنا إلى جدة"، وأكد عقار أن "القوات المسلحة هي القوة الوحيدة المؤهلة لتحقيق السلام والاستقرار بالبلاد والعبور بها إلى بر الأمان وتهيئة المناخ لمخاطبة القضايا السودانية المؤجلة".
وأضاف أن "الحرب الجارية الآن بذورها وجذورها سودانية، زرعت في أرض أميركية وقُدّمت في الاتحاد الأوروبي ووُجّهت بأيدي عاملة من دولة الإمارات العربية نحو السودان"، وشدد على أن "المرحلة الراهنة لا تتحمل تدخلات وتكالب الاحزاب السياسية على الساحة بأجندتها المختلفة ويجب أن تكون الأولوية لوقف الحرب وتحقيق الاستقرار ثم التوجه نحو التراضي الوطني عبر الحوار السوداني السوداني".
وكان قد ناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان الحاجة إلى إنهاء الصراع في السودان "بشكل عاجل" وتمكين وصول المساعدات الإنسانية "دون عوائق"، بالإضافة إلى استئناف المفاوضات في "منبر جدة".
وتتواصل منذ 15 أبريل 2023، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وتوسطت أطراف عربية وإفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو للعلن، بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع، تمردًا ضد الدولة.
وتسبب النزاع المسلح الذي تشهده العاصمة السودانية والمناطق المحيطة بها في مقتل آلاف المدنيين وتدمير الكثير من البنية التحتية للبلاد، وخاصة في العاصمة الخرطوم، ونزوح نحو 7.5 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.