قال مسؤولون فلسطينيون إن غارة جوية إسرائيلية في جنوب قطاع غزة أدت إلى مقتل أكثر من 20 شخصا بينما أجبرت الدبابات المتوغلة في مدينة غزة السكان على الفرار وسط إطلاق نار بينما كثفت إسرائيل، الثلاثاء، هجوما قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنه قد يقوض محادثات وقف إطلاق النار.
وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن الغارة الجوية أصابت خياما تؤوي أسرا نازحة أمام مدرسة في بلدة عبسان شرقي خان يونس في جنوب غزة، ما أدى إلى مقتل 29 شخصا على الأقل معظمهم من النساء والأطفال.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يراجع تقارير تتحدث عن إصابة مدنيين. وأضاف أن الواقعة حدثت عندما أصاب “بذخيرة دقيقة” أحد مقاتلي حماس الذي شارك في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل والذي تلاه الحملة الإسرائيلية على غزة.
وقال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في غزة، إن الغارات الإسرائيلية على مناطق وسط غزة أودت بحياة 60 فلسطينيا وأصابت عشرات آخرين يوم الثلاثاء.
وقال سكان إن دبابات إسرائيلية توغلت في أحياء تل الهوى والشجاعية والصبرة في مدينة غزة وقصفت طرقا ومباني هناك، مما أجبرهم على ترك منازلهم.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بعد ذلك أوامر بإخلاء عدة أحياء شرق مدينة غزة وغربها نشر أسماءها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الثوابتة في بيان “نُحمل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر المروّعة ضد المدنيين”.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني على منصة فيسبوك “طواقم غرفة العمليات تتلقى عشرات نداءات الاستغاثات الإنسانية من مدينة غزة دون مقدرة طواقمنا الاسعافية على الوصول إليها بسبب خطورة المناطق المستهدفة وكثافة القصف فيها”.
وقالت كتائب القسام وسرايا القدس، الجناحان العسكريان لحماس وحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليهما اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية بالأسلحة الآلية وقذائف المورتر والصواريخ المضادة للدبابات على الخطوط الأمامية لمدينة غزة وقتلوا وأصابوا جنودا إسرائيليين.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الخسائر البشرية لكنه قال إن جنوده يخوضون قتالا وجها لوجه مع مسلحين وقضوا على أكثر من 150 مقاتلا خلال الأسبوع الماضي ودمروا مباني ملغومة وعبوات ناسفة.
وبدأ الهجوم في وقت يتواجد فيه مسؤولون أمريكيون كبار بالمنطقة للضغط من أجل وقف إطلاق النار بعد أن قدمت حماس تنازلات الأسبوع الماضي.
ونقلت حماس عن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية قوله يوم الاثنين إن الهجوم من شأنه أن “يعيد عملية التفاوض إلى نقطة الصفر”.
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أسرا على عربات تجرها الحمير وفي مؤخرة شاحنات محملة بأفرشة النوم وغيرها من المتعلقات وهي تفر عبر شوارع مدينة غزة من المناطق التي صدرت لها أوامر إخلاء إسرائيلية.
وقالت أم تامر، وهي أم لسبعة أطفال، لرويترز عبر تطبيق للتراسل “اللي قاعد بيصير أن مدينة غزة بتنباد، إسرائيل بتهجرنا من بيوتنا تحت النار”.
وذكرت أن هذه هي المرة السابعة التي تفر فيها أسرتها من منزلها في مدينة غزة الواقعة بشمال القطاع، والتي كانت من الأهداف الأولى لإسرائيل في بداية الحرب في أكتوبر تشرين الأول.
وأضافت “ما في عنا قدرة نتحمل أكتر، تعبنا. بيكفي موت وإهانة وقفوا الحرب فورا”.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن جميع عياداته الطبية في مدينة غزة خرجت من الخدمة بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية التي دفعت آلاف الأشخاص ناحية الغرب في اتجاه البحر المتوسط ونحو الجنوب.
وقالت مجموعة من الخبراء المستقلين في مجال حقوق الإنسان المفوضين من الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن الحرب والنزوح المستمرين منذ تسعة أشهر أحدثا أزمة جوع وإن زيادة عدد الوفيات مؤخرا بين الأطفال بسبب سوء التغذية في قطاع غزة تشير إلى انتشار المجاعة في أنحاء القطاع.
وفي مستشفى بخان يونس، قالت امرأة فلسطينية تدعى غنيمة جمعة لرويترز يوم الاثنين إنها تخشى أن يموت ابنها جوعا.
وقالت وهي تجلس بجوار ابنها الذي كان يفترش الأرض بلا حراك بينما كان يحصل على تغذية وريدية عبر أنبوب معلق في معصمه “مأساة صعبة إني شايفة ابني قدامي قدام عيني قاعد عام بيموت من سوء التغذية لإني مش عارفة أوفر له أي حاجة بسبب الحرب بسبب إغلاق المعابر بسبب المياه الملوثة”.