القدس: 37 قتيلا على الأقل بضربة إسرائيلية على مدرسة للأونروا في غزة
يمن فيوتشر - فرانس برس: الجمعة, 07 يونيو, 2024 - 10:34 صباحاً
القدس: 37 قتيلا على الأقل بضربة إسرائيلية على مدرسة للأونروا في غزة

أعلن مستشفى في قطاع غزة الخميس ارتفاع عدد قتلى الغارة الجوية الإسرائيلية على مدرسة تابعة للأونروا في وسط غزة إلى 37 قتيلا، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الضربة قائلا إنها تؤوي “مجمعا لحماس”.
وعلى صعيد الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن و16 من أبرز قادة العالم، بعضهم من أوروبا وأميركا اللاتينية حركة حماس الخميس على قبول المقترح المعروض بهذا الشأن.
مع مرور ثمانية أشهر على اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل، يستمر القصف الاسرائيلي على القطاع واستهداف مناطق عدة في وسطه وكذلك رفح في الجنوب، بحسب مصادر طبية وشهود.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس أنه نفذ ضربة جوية “مميتة” على مدرسة تابعة للأونروا في وسط غزة قال إنها تؤوي “مجمعا لحماس” وأوضح في بيان أن “طائرات مقاتلة (…) نفذت ضربة دقيقة استهدفت مجمعا تابعا لحماس داخل مدرسة للأونروا في منطقة النصيرات”.
ومساء الخميس، أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أنّ حوالي ثلاثين مقاتلاً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي كانوا مختبئين في ثلاث فصول دراسية في المدرسة التي استهدفتها الضربة.
وأضاف أنّ الغارة أسفرت عن مقتل تسعة “إرهابيين”، بعضهم “شارك في مجزرة 7 تشرين الأول/أكتوبر”.
وأكد مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح استقبال “37 شهيدا” جراء الغارة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة تدعو اسرائيل الى التحلي ب”شفافية كاملة”، وخصوصا عبر “إعلان أسماء الاشخاص” الذين قتلوا في الضربة.

•بدون سابق إنذار
نددت حماس الخميس في بيان ب”استمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي” مطالبة “المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الأطراف ذات العلاقة بالقيام بمسؤولياتهم بالضغط على الاحتلال لوقف هذه الإبادة والمجازر الوحشية”.
وعبّرت وزارة الخارجية الأردنية في بيان عن “إدانتها بأشد العبارات الاستهداف المتواصل والمُمنهج لمراكز إيواء النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، ومراكز الأمم المتحدة”.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “تُظهر التقارير الواردة من غزة مجدّداً أن العنف والمعاناة لا يزالان الواقع الوحيد لمئات الآلاف من المدنيين الأبرياء. يجب التحقيق بشكل مستقل في هذه الأخبار المروّعة”. 
وأكد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني أن إسرائيل قصفت “من دون سابق إنذار” المدرسة لافتا الى إنها تؤوي ستة آلاف نازح.
وصرح المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة ستيفان دوجاريك بأن انطونيو غوتيريش يعتبر ما حصل “مثالا مرعبا جديدا عن الثمن الذي يدفعه المدنيون (…) الذين يحاولون فقط الصمود”.
وقبل الضربة الإسرائيلية، استقبل مستشفى شهداء الاقصى ما لا يقل عن 70 قتيلا وأكثر من 300 جريح منذ الثلاثاء، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك عقب غارات إسرائيلية على وسط غزة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.
كذلك، أفاد طبيب في مستشفى الأقصى عن قصف آخر على مخيم النصيرات استهدف منزلا وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.
وأشار شهود إلى أن إطلاق نار كثيفا طاول خلال الليل مخيمَي البريج والمغازي في وسط قطاع غزة.
بدوره، أفاد مصدر محلي بأن طائرات إسرائيلية أغارت على شرق مدينة رفح ووسطها، التي بدأ الجيش الإسرائيلي شن عمليات برية فيها مطلع أيار/مايو الماضي.
وأكّد الجيش الإسرائيلي أنه قتل ثلاثة مقاتلين كانوا يحاولون عبور السياج الأمني بين قطاع غزة وإسرائيل في رفح.
وأدى الهجوم على رفح الذي دفع مليون فلسطيني بحسب الأمم المتحدة إلى الفرار من المدينة، إلى إغلاق المعبر مع مصر الذي يعد أساسيا لدخول المساعدات الدولية إلى القطاع المحاصر.
وقالت كارين هوستر من منظمة أطباء بلا حدود في غزة “كانت رائحة الدم في غرفة الطوارئ هذا الصباح لا تطاق. هناك أشخاص ممددون في كل مكان، على الأرض وفي الخارج. نقلت الجثث في أكياس بلاستيك. الوضع لا يحتمل”.
اندلعت الحرب إثر شن حماس هجوما داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1194 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 120 منهم في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وترد إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 36654 شخصًا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه حماس.
ووفق آخر تقرير للجيش الخميس، فإن 295 من عناصره قتلوا في الحملة العسكرية على غزة منذ بدء هجومه البري في 27 تشرين الأول/أكتوبر.

•محادثات في قطر 
في الأثناء، تواصل الولايات المتحدة وقطر ومصر، الدول الثلاث التي تتولى دور الوساطة، جهودها سعيا لإقناع طرفي النزاع بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن مقترحا قدمه على أنه خطة إسرائيلية.
ويلحظ المقترح وقفا لإطلاق النار خلال فترة أولى من ستة أسابيع مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في قطاع غزة وتبادل رهائن ولا سيما نساء ومرضى مع فلسطينيين معتقلين في إسرائيل، قبل بدء إعادة إعمار غزة.
وبحسب مصدر مطّلع على المفاوضات، عُقد اجتماع الأربعاء في الدوحة “بين رئيس الوزراء القطري ورئيس المخابرات المصرية وحركة حماس للبحث في اتفاق هدنة في غزة وتبادل رهائن ومعتقلين”.
وتلقّت مصر “إشارات إيجابية من حركة حماس تشير إلى تطلعها لوقف إطلاق النار”، على ما ذكرت قناة “القاهرة” الإخبارية الخميس نقلا عن مسؤول مصري رفيع المستوى.
لكنّ يبدو أن مطالب الجانبين المتضاربة ستصعّب عملية التوصل إلى اتفاق.
واعتبر القيادي في حماس أسامة حمدان الخميس أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي اقترحه الرئيس الأميركي جو بايدن هو مجرّد “كلمات”، مشيرا إلى أن الحركة لم تحصل على أي التزامات مكتوبة تتعلّق بهدنة.
وأشار إلى أن حماس مستعدة للقبول بأي اتفاق يحقق مطالب الحركة الأساسية المتمثلة بوقف إطلاق النار في غزة والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
ومساء الخميس، أعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) أنّه “لم يرِد للوسطاء ردّ حتى الآن من قبل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، على المقترح الأخير حول صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف أنّ “الحركة أفادت بأنّها ما زالت تدرس المقترح”.
وشدّد الأنصاري على أنّ جهود الوساطة التي تقوم بها قطر بالاشتراك مع كل من مصر والولايات المتّحدة “مستمرّة”، داعياً إلى “عدم الالتفات إلى التقارير الإعلامية غير الدقيقة، واعتماد المصادر الرسمية الموثوق بها، خاصة في ظلّ حساسية وضع المفاوضات حالياً”.
وفي مواجهة الضغوط الدولية، تؤكد إسرائيل أنها تريد “القضاء” على حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007 والتي تصنّفها منظمة “إرهابية” مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. 
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارته الخميس مركز قيادة عسكريا في الضفة الغربية المحتلة أن “اسرائيل تخوض حملة صعبة على جبهات عدة (…) على وقع ضغوط دولية معقدة”.

•الجبهة الشمالية 
على جبهة أخرى، أعلن نتانياهو الأربعاء “نحن جاهزون لشن عملية مكثفة للغاية في الشمال” مؤكدا “بهذه الطريقة أو بأخرى سنعيد الأمن للمنطقة الشمالية”، في اشارة الى الحدود مع لبنان التي تشهد تبادلا شبه يومي للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني منذ اندلاع الحرب مع حركة حماس في قطاع غزة.
من جهتها، حذّرت الولايات المتحدة الاربعاء من “تصعيد” في لبنان معتبرة أن اندلاع نزاع من شأنه فقط أن يضر بأمن اسرائيل.
وأعربت الأمم المتحدة بدورها عن “قلقها البالغ” إزاء التوترات عند الحدود بين لبنان وإسرائيل ودعت الطرفين إلى وقف التصعيد.
والخميس أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في شمال إسرائيل وقال إنه “سقط أثناء القتال في الشمال” الأربعاء.


التعليقات