تقرير: الجيش الإسرائيلي يسيطر على محور فيلادلفيا ليمنع تسللا مصريا مزعوما إلى تل أبيب
يمن فيوتشر - وكالات: الاربعاء, 29 مايو, 2024 - 10:48 مساءً
تقرير: الجيش الإسرائيلي يسيطر على محور فيلادلفيا ليمنع تسللا مصريا مزعوما إلى تل أبيب

قال الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، إنه سيطر عمليا على كامل الشريط الحدودي بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية. المعروف باسم "محور فيلادلفيا"، أو "محور صلاح الدين".
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إن الجيش أصبح "يسيطر على 75 بالمئة" من محور فيلادلفيا.
وأضاف، في تصريحات لهيئة البث العامة الإسرائيلية "كان": "داخل غزة، يسيطر جيش الدفاع الإسرائيلي الآن على 75 بالمئة من محور فيلادلفيا، وأعتقد أنه سيسيطر عليه كله بمرور الوقت. يجب علينا، بالتعاون مع المصريين، ضمان منع تهريب الأسلحة"، متوقّعا أن تستمر الحرب في غزة "طوال العام 2024 على الأقل".
وفيما لم يصدر من مصر تعليق رسمي بهذا الخصوص، قالت"رويترز" إن الجيش الإسرائيلي لم يرد على طلبها التعليق على التقرير الذي أوردته إذاعته الرسمية بهذا الشأن.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "استكملنا السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، باستثناء جزء صغير بالقرب من الساحل ومنطقة تل السلطان" غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وأضافت أن هذا الجزء الصغير، الذي لم تتم السيطرة عليه بعد، "يتحكم فيه الجيش عن طريق النيران والمراقبة"، بما يعني "السيطرة عمليا" على كامل المحور.
وفي وقت سابق، قالت "القناة 12" الإسرائيلية الخاصة إن "الجيش بات يسيطر عمليا الآن على كامل محور فيلادلفيا".
وتابعت القناة: "في الوقت نفسه، تتوسع العملية (البرية للجيش الإسرائيلي) في رفح"، التي بدأت في 6 مايو/ أيار الجاري.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن "لواءً خامسا دخل إلى رفح" ، دون مزيد من التفاصيل.
وتعني سيطرة إسرائيل "عمليا" على كامل محور فيلادلفيا إطباق إسرائيل حصارها العسكري على كامل قطاع غزة.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن "شهود عيان" تأكيدهم سيطرة الجيش الإسرائيلي برياً على ثلثي محور فلادلفيا، حيث تتمركز الآليات العسكرية فوق تل زعرب، وهو منطقة مرتفعة مجاورة للمحور؛ ما يمكنها من كشف بقية المحور وصولاً إلى شاطئ البحر.
وأضافوا أن القوات الإسرائيلية تستهدف بالمدفعية والقناصين والطائرات المسيّرة كل ما يتحرك في تلك المناطق التي لم تتواجد بها برياً.
إلى ذلك، أكد الشهود أن الطائرات المسيرة الإسرائيلية تحلق بشكل كثيف في أجواء المناطق الغربية لمدينة رفح، كما تطلق الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة بشكل متقطع باتجاه شاطئ المدينة.
ومحور فيلادلفيا، أو محور صلاح الدين، هو شريط حدودي بين مصر وقطاع غزة يمتد داخل القطاع بعرض مئات الأمتار وطول 14.5 كيلومترا من معبر "كرم أبو سالم" وحتى البحر المتوسط.
وهذا المحور جزء من المنطقة الحدودية التي تقع ضمن الأراضي الفلسطينية وخضعت للسيطرة الإسرائيلية بموجب اتفاقية "كامب ديفيد" الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979.
لكن وضع المحور تعدل بموجب "اتفاق فيلادلفيا"، الذي وقعته إسرائيل مع مصر في سبتمبر/ أيلول 2005، بعد انسحابها من قطاع غزة.
وبموجب هذا الاتفاق، الذي تعتبره تل أبيب ملحقا أمنيا باتفاقية "كامب ديفيد" ومحكوم بمبادئها العامة وأحكامها، انسحبت إسرائيل من محور فيلادلفيا، وسلمته مع معبر رفح للسلطة الفلسطينية، وسُمح بنشر 750 من جنود حرس الحدود المصريين على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة لمهمة محددة بـ"مكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود والتهريب والكشف عن الأنفاق".
وعام 2007، سيطرت حركة "حماس" على قطاع غزة، وخضع محور فيلادلفيا لهيمنتها، فيما فرضت إسرائيل حصارا خانقا على القطاع.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أكثر من مناسبة، رغبة إسرائيل في السيطرة على محور "فيلادلفيا"، وهو ما أعلن الجانب المصري رفضه.
وفي فبراير/ شباط الماضي، قال رئيس هيئة الاستعلامات المصرية (تابعة للرئاسة المصرية)، ضياء رشوان، إن "أي تحرك إسرائيلي في اتجاه احتلال ممر فيلادلفيا سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية الإسرائيلية".
وأعربت أوساط إسرائيلية عن مخاوف من تسلل قوات مصرية إلى تل أبيب عبر أنفاق غزة، وهو ما اعتبرته مصادر مصرية مجرد مزاعم لتبرير السيطرة على محور فيلادلفيا ومواصلة عملية رفح وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية.
وكان موقع (nziv) الإخباري الإسرائيلي زعم وجود علاقة بين أنفاق غزة، والجيش المصري، مشيرا إلى أنه اكتشف، في بداية الحرب على غزة، فتحة ضخمة لنفق في شمال غزة يمكن للمركبات المرور من خلاله، فالمصريون، الذين مكنوا حماس من التسلّح، أعربوا بكل الطرق عن معارضتهم لاستيلاء الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا.
وأضاف أن البعد الآخر الذي لم يؤخذ بعين الاعتبار هو الجانب العسكري لهذه الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية مع غزة، حيث يمكن استخدامها كطريق مختصر مهم للجيش المصري للوصول إلى قلب إسرائيل.
وتساءل الموقع العبري: "ماذا سيحدث لو خرجت غدا فرقة من الجيش المصري من نفق في شمال غزة في منتصف الليل وتوجهت نحو تل أبيب والقواعد الجوية هناك؟ ما حدث في 7 أكتوبر سيبدو عبث أطفال مقارنة بذلك".


التعليقات