نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين لم يسمهما، أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أبلغ سفراء أجانب أن "حركة حماس انسحبت من محادثات الهدنة، على أمل زيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة".
وتوقفت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس حول هدنة محتملة تفضي إلى وقف لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، قبل أكثر من أسبوع، بعد عدة أيام من المحادثات في العاصمة المصرية القاهرة.
وقالت إسرائيل إن الاقتراح الذي قدمه وسطاء قطريون ومصريون يتضمن بنودا "غير مقبولة". في المقابل، قالت حماس التي قبلت الاقتراح في وقت سابق، إن "رفض إسرائيل.. أعاد الأمور إلى المربع الأول".
وكانت الحركة قد أعلنت قبولها مقترح وقف إطلاق النار في غزة، الذي تقدمت به مصر وقطر. لكن وزارة الخارجية الأميركية، ذكرت لاحقا أن حماس لم تقبل بمقترح وقف إطلاق النار، "بل حمل ردها عدة اقتراحات، وهو ليس مساويا للقبول".
ونقل "أكسيوس" عن المصدرين، أن "سوليفان أبلغ سفراء 17 دولة لديها مواطنون تحتجزهم حماس، أن المسؤولين الأميركيين خلصوا إلى أن حماس انسحبت بالفعل من المحادثات، لأن زعيم الحركة في غزة، يحيى السنوار، لا يريد التوصل إلى اتفاق الآن".
وقال سوليفان إن الولايات المتحدة تعتقد بأن "السنوار اتخذ قرار الانسحاب من المحادثات على أمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحرب".
وأضاف، حسبما ذكر المصدران، أن هناك "حاجة لمزيد من الضغط على حماس"، مشددا على أن "الضغط العسكري ليس كافيا"، وحث السفراء على ممارسة المزيد من الضغط على الحركة للعودة إلى المفاوضات وقبول صفقة الرهائن.
في ذات السياق، كشف "أكسيوس" عن "قيام كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، بزيارة، العاصمة القطرية الدوحة سرا، الأربعاء، حيث التقى برئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لمناقشة استئناف محادثات الرهائن"، وفقا لمصدرين مطلعين على الاجتماع.
والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء القطري إن المحادثات "وصلت لطريق مسدود" وإن "عملية رفح أعادت الأمور للوراء".
وأضاف وفق وكالة رويترز، أنه "في الأسابيع القليلة الماضية، شهدنا بعض الزخم المتزايد، لكن لسوء الحظ لم تتحرك الأمور في الاتجاه الصحيح ونحن الآن في حالة من الجمود تقريبا. بالطبع ما حدث في رفح أعادنا إلى الوراء".
يشار إلى أنه من المقرر أن يزور سوليفان إسرائيل، الأحد، للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. ومن المتوقع أن تكون محادثات الرهائن من بين القضايا الرئيسية التي سيناقشانها، وفق "أكسيوس".
واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.