حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل علنا للمرة الأولى يوم الأربعاء من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمدادها بالأسلحة إذا شنت غزوا كبيرا لمدينة رفح المكتظة باللاجئين في جنوب قطاع غزة.
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة (سي. إن. إن) “أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح… فلن أزودهم بالأسلحة التي استخدمت تاريخيا للتعامل مع رفح، وللتعامل مع المدن.. تلك التي تتعامل مع هذه المشكلة”.
وتصريحات بايدن هي التصريحات العلنية الأكثر صرامة حتى الآن خلال محاولاته درء الهجوم الإسرائيلي على رفح، وتسلط الضوء على الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وأقوى حلفائها في الشرق الأوسط.
واعترف بايدن بأن إسرائيل استخدمت الأسلحة الأمريكية لقتل المدنيين في غزة. وقالت وزارة الصحة في القطاع إن الحملة الإسرائيلية المستمرة منذ سبعة أشهر أدت حتى الآن إلى مقتل 34844 فلسطينيا معظمهم من المدنيين.
وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم نشر هويته إن واشنطن راجعت بعناية عملية تسليم الأسلحة التي قد تُستخدم في رفح، ونتيجة لذلك أوقفت إرسال شحنة مكونة من 1800 قنبلة تزن كل منها ألفي رطل (907 كيلوجرامات) و1700 قنبلة تزن الواحدة منها 500 رطل (نحو 227 كيلوجراما).
ووصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان هذا الأسبوع قرار واشنطن تأخير الشحنات بأنه “مخيب للآمال للغاية” ولكنه ذكر أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة.
وقال بايدن عندما سئل عن القنابل التي تزن الواحدة منها 907 كيلوجرامات والتي كانت واشنطن ترسلها إلى إسرائيل “لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل وغيرها من الطرق التي يستهدفون بها المراكز السكانية”.
وهاجمت إسرائيل هذا الأسبوع رفح، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني، لكن بايدن قال إنه لا يعتبر القصف الإسرائيلي هناك غزوا شاملا لأن إسرائيل لم تقصف “مراكز سكانية”.
وجاء بث المقابلة بعد ساعات من إقرار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن علانية بأن قرار بايدن الأسبوع الماضي وقف تسليم آلاف القنابل ثقيلة الوزن اتُخذ بسبب القلق حيال رفح، حيث تعارض واشنطن خطط إسرائيل شن هجوم كبير دون ضمانات بحماية المدنيين.
واندلعت الحرب عقب هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل زهاء 1200 شخص وخطف نحو 250 آخرين، يُعتقد أن 133 منهم ما زالوا محتجزين في غزة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وتعد الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل، وسرعت عمليات تسليم الأسلحة بعد هجوم حماس.
وفي عام 2016، وقعت الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية مذكرة تفاهم ثالثة توفر مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات، ومنحا تبلغ 33 مليار دولار لشراء معدات عسكرية، إضافة إلى خمسة مليارات دولار لنظام الدفاع الصاروخي. وفي الشهر الماضي، وافق الكونجرس على تمويل إضافي لإسرائيل بقيمة 26 مليار دولار.
ولكن بايدن قال إن الولايات المتحدة ستواصل تقديم أسلحة دفاعية لإسرائيل، ومنها نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي.
وأضاف “سنواصل التأكد من أن إسرائيل آمنة فيما يتعلق بالقبة الحديدية وقدرتها على الرد على الهجمات التي انطلقت من الشرق الأوسط مؤخرا”.
وأردف “لكن هذا خاطئ تماما… لن نورد الأسلحة وقذائف المدفعية”.