قال مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لرويترز إن مفاوضي الحركة بدأوا في القاهرة يوم السبت محادثات مكثفة بشأن هدنة محتملة في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ربما تتضمن إعادة بعض الرهائن الذين تحتجزهم الحركة.
ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز موجود أيضا في القاهرة.
ووصل وفد حماس قادما من المكتب السياسي للحركة في قطر التي تسعى، إلى جانب مصر، للتوسط من أجل التوصل إلى هدنة جديدة في القطاع الذي شهد هدنة قصيرة الأجل في نوفمبر تشرين الثاني، وسط تصاعد الاستياء الدولي من ارتفاع عدد القتلى في غزة ومحنة سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال طاهر النونو، وهو مسؤول في حماس ومستشار لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، لرويترز “وفد الحركة بدأ اجتماعاته اليوم مع الإخوة الوسطاء في القاهرة لاستكمال مناقشات وقف إطلاق النار مع الوسطاء المصري والقطري، ونحن نتعامل مع المقترحات التي وصلتنا بكل جدية ومسؤولية وإيجابية”.
وأضاف “أي اتفاق يمكن الوصول إليه يجب أن يتضمن مطالبنا الوطنية والمتمثلة في وقف العدوان بشكل تام ومستدام، والانسحاب الشامل والكامل للاحتلال من القطاع مع عودة النازحين لأماكن سكنهم بلا قيود، وصفقة تبادل أسرى حقيقية مع الإعمار وإنهاء الحصار”.
وقال مصدر أمني مصري لرويترز “النتائج اليوم ستكون مختلفة عن كل مرة وتوصلنا إلى توافق في كثير من النقاط ويتبقى نقاط قليلة”.
ولكن مسؤولا إسرائيليا قال يوم السبت “إسرائيل لن توافق تحت أي ظرف على إنهاء الحرب في إطار أي اتفاق لإطلاق سراح رهائننا”، في دلالة على أن الموقف الأساسي لم يتغير.
وبدأت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل واحتجاز 252 رهينة وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الهجوم الإسرائيلي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 34600 فلسطيني وإصابة أكثر من 77 ألفا، كما ألحق الدمار بالقطاع الساحلي.
وقالت القوات الإسرائيلية يوم السبت إنها قتلت أيمن زعرب، الذي تقول إنه كان قائدا لقوات حركة الجهاد الإسلامي في جنوب غزة وشارك في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الاول.
* الأمل يتزايد في التوصل لاتفاق هدنة
قبل بدء المحادثات أبدى مسؤول فلسطيني تفاؤلا إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة لرويترز طالبا عدم نشر اسمه “الأمور تبدو أفضل هذه المرة ولكن ما إذا كان هناك اتفاق قريب يعتمد على ما إذا قدمت إسرائيل ما هو مطلوب لتحقيق ذلك”.
وتصنف الولايات المتحدة وإسرائيل ودول غربية أخرى حماس جماعة إرهابية. ومع هذا، حثت واشنطن الحركة على الدخول في اتفاق.
لكن المحادثات تعثرت وسط إصرار حماس على طلب أعلنته منذ فترة طويلة بالتزام إسرائيل بإنهاء الهجوم المستمر منذ سبعة أشهر تقريبا، وإصرار إسرائيل على استئناف العمليات الرامية إلى نزع سلاح الحركة وتفكيكها بعد أي هدنة.
وقالت حماس يوم الجمعة إنها ستأتي إلى القاهرة “بروح إيجابية” بعد دراسة المقترح الأحدث للتوصل إلى اتفاق، والذي لم يتم الإعلان عن الكثير منه.
ووافقت إسرائيل بشكل مبدئي على شروط قال أحد المصادر إنها تشمل إعادة ما بين 20 إلى 33 رهينة مقابل إطلاق سراح مئات المحتجزين الفلسطينيين ووقف القتال لأسابيع.
وإذا حدث ذلك، سيظل نحو 100 رهينة في غزة تقول إسرائيل إن بعضهم لقوا حتفهم هناك. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أو جنسيته لرويترز إن عودتهم قد تتطلب اتفاقا آخر.
وأضاف المصدر “قد يتطلب ذلك نهاية فعلية إن لم تكن رسمية للحرب ما لم تستردهم إسرائيل بطريقة أو بأخرى بالقوة أو بممارسة ضغط عسكري كاف لإجبار حماس على التراجع”.
وقالت مصادر مصرية إن مدير المخابرات المركزية الأمريكية بيرنز وصل إلى القاهرة يوم الجمعة. وشارك في جولات سابقة من محادثات الهدنة وأشارت واشنطن إلى أنه من المحتمل إحراز تقدم هذه المرة.
وأحجمت المخابرات الأمريكية عن التعليق على برنامج زيارة بيرنز.
واستأنفت مصر محاولة إحياء المفاوضات في أواخر الشهر الماضي، إذ تشعر بالقلق من احتمال شن إسرائيل هجوما على حماس في رفح بجنوب غزة حيث يوجد أكثر من مليون نازح فلسطيني بالقرب من الحدود مع مصر.
ووفقا لمسؤولين في الأمم المتحدة، من شأن أي عملية إسرائيلية كبيرة في رفح أن توجه ضربة قوية للعمليات الإنسانية الهشة في غزة وتعرض حياة الكثيرين للخطر. وتقول إسرائيل إن لا شيء سيردعها عن السيطرة على رفح في نهاية المطاف، وإنها تعمل على وضع خطة لإجلاء المدنيين.
وقال مسؤول مطلع إن محادثات القاهرة تجري يوم السبت في الوقت الذي تراجع فيه قطر دور الوساطة الذي تضطلع به.
وأضاف المسؤول أن قطر ربما تتوقف عن استضافة المكتب السياسي لحماس وأنه ليس لديه علم بما إذا كانت الدوحة ستطلب من وفود الحركة المغادرة في حال إغلاق المكتب.