واشنطن: جُندي يزعم أن لديه معلومات عن مشاركة قوات أمريكية في القتال بأنفاق غزة قبل أن يشعل النار في نفسه
يمن فيوتشر - نيويورك بوست-ترجمة ناهد عبدالعليم: الخميس, 29 فبراير, 2024 - 12:18 صباحاً
واشنطن: جُندي يزعم أن لديه معلومات عن مشاركة قوات أمريكية في القتال بأنفاق غزة قبل أن يشعل النار في نفسه

زعم آرون بوشنيل أنه حصل على معلوماتٍ سريّة حول قتال قوات الولايات المتحدة في أنفاق حماس تحت غزة، وذلك قبل لحظات قليلة من إشعال النار في نفسه، في "فعلٍ احتجاجي متطرف" ضد إسرائيل، وفقا لما أفاد به صديق مقرب له لصحيفة (The Post)، الثلاثاء.
وقال صديقه، الذي تحققت  (The Post) من صلته ببوشنيل، إن الجندي الذي كان في الـ25 من عمره وخدم في الجناح 70 للمخابرات والاستطلاع في سلاح الجو، وأيضا تعامل مع مجموعات متطرفة مناهضة للسلطة عبر الإنترنت- قال خلال اتصال بصديقه ليلة السبت، بأن لديه تصريحا يمكنه من الوصول إلى البيانات "السرية" للمخابرات العسكرية.
وصرّح الصديق: "أخبرني يوم السبت أن لدينا قوات في تلك الأنفاق، وأن جنودا أمريكيين يشاركون في القتال".
وأضاف: "وظيفته الفعلية تتضمن معالجة بيانات المخابرات. وبعض ما كان يعالجه يتعلق بصراع غزة الإسرائيلي. وواحد من الأمور التي أخبرني بها هو أن ما مر عبر مكتبه كان أن القوات العسكرية الأمريكية مشاركة في عمليات الإبادة التي تجري في فلسطين"، مشيرا إلى حرب إسرائيل ضد جماعة حماس الإرهابية الفلسطينية في غزة.
"كما أخبرني أن لدينا قوات على الأرض تعمل هناك وتشارك في قتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين. وهناك الكثير من الأشياء التي لا أعرفها، ولكن أستطيع أن أقول لكم إن طريقة تعبيره كانت تحمل شيئا يدل على أنه خائف. أي أنّي لم أسمع هذه النبرة منه من قبل"، قال صديقه.
على رغم أن بوشنيل زعم أنه يقدم معلوماتٍ سرية لصديقه، إلا أنه لا توجد طريقة للتحقق مما إذا كان ذلك صحيحا.
فقد أكد البيت الأبيض مرارا وتكرارا أنه لن ينشر قوات أمريكية على الأرض في غزة، وأعرب الرئيس بايدن عن أمله في التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس هذا الأسبوع.
وتم نشر قوات العمليات الخاصة الأمريكية في إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، لـ"تحديد رهائن، بمن في ذلك الرهائن الأمريكيون"، بعد أن احتجزت المجموعة أكثر من 200 رهينة خلال هجومها.
كما تم أيضاً نشر القوات الخاصة للمساعدة في وضع استراتيجية للقوات الإسرائيلية في غزة، حيث يتم تصفية أعضاء حماس من شبكة الأنفاق تحت الأرض، ولكن التقارير تُشير إلى أن القوات الأمريكية "ليس لها أي أدوار قتالية محددة".
وأكدت القوات الجوية أن لدى بوشنيل لقب فني في خدمات الابتكار، ولكنها لم تحدد ماهية التصريح الأمني الذي كان يتمتع به. ولم ترد على طلب للتعليق من (The Post)، الثلاثاء.
كما أعرب صديق آرون، الذي أشار إلى أنه لا يدعم حماس بأي شكل من الأشكال، عن دهشته، لأن بوشنيل لم ينتهك تصريحه العسكري من قبل.
وقال الصديق عن حديثهما: "لديه تصريح أمني منذ أربع سنوات، وهذه هي المرة الوحيدة التي يعرف أنه خالف البروتوكول وقدم معلومات لا ينبغي أن يقوم بها".
وقال: "كان خائفا"، مُشيراً بذلك إلى بوشنيل، الذي نشأ في مجتمع ديني مثير للجدل في بلدة ساحلية صغيرة في ولاية ماساتشوستس، ولكنه انتهى بحرق نفسه حتى الموت أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، العاصمة الأمريكية، حوالى الساعة 1 ظهرا يوم الأحد وهو يصرخ "فلسطين حرة"!
وفي الدقائق الأخيرة قبل إشعال نفسه، قام بوشنيل ببث فيديو قصير مباشر  قال فيه: "لن أكون بعد الآن شريكا في الإبادة الجماعية".
وفي منشوره الأخير على "فيسبوك"، كتب بوشنيل أيضا: "يحب الكثيرون منا أن يسألوا أنفسهم: ماذا سأفعل إذا كان بلدي يرتكب إبادة جماعية؟ الإجابة هي: أنت بالفعل تقوم بذلك، الآن حاليا".
وكانت المشاركات غير المؤكدة على موقع (Reddit) ترتبط بحسابٍ يبدو أنه ينتمي إلى بوشنيل، وتضمنت نقاشات ضد إسرائيل وتبريرا لهجمات حماس الإرهابية.
وتمت هذه المشاركات في مجموعاتٍ تنتمي إلى الأناركية ومعارضة الشرطة، وكانت تتواجد بجانب مشاركات عادية للغاية حول برامج الحاسوب وطلب المشورة المهنية.
كما قدم بوشنيل دعمه أيضا للمجموعة الأناركية لنهر الحريق والتضامن في الشوارع على صفحته على "فيسبوك".
وقال صديق بوشنيل إنه لم يكُن لديه أدنى فكرة بأن الشخص المسيحي المُتديّن سينتحر، خاصة وأنه سبق وأخبره أنه ضد ذلك، حيث كان يقول: "إن الانتحار ضد مخطط الله، وأن هناك دائما حلول أفضل من الانتحار، وأن الانتحار لن يحل أي شيء"، وذلك وفقاً لتعليقات بوشنيل له في ذلك الوقت.
"لذلك، بالنسبة لآرون أن يفعل ما فعله، كانت هناك أمور تجاوزت ذلك، والمشاكل التي كان يواجهها لم يستطع حلها. لذلك قرر أ
هذا القرار لكي يُمكّن شخصا آخر من حل المشكلة"، أضاف صديقه.
كما قال إنه عندما علم بالانتحار الذي تم بثه مباشرةً، "كانت ردة فعلي الأولية هي: "هذا لا يمكن أن يكون حقيقيا! الانتحار ليس مما قد يفعله آرون".
وأضاف أنه عندما ناقشا ما قال بوشنيل إنه اكتشفه عن الحرب، "أخبرته أن يتبع ضميره، فهو دائما يقوده في الاتجاه الصحيح، رغم أن بوشنيل لم يلمّح إلى ما سيفعله في اليوم التالي.
آرون كان شخصا تحليليا جدا، ولكان يتخذ مثل هذا القرار بعد أن يضع فيه كمية هائلة من التفكير".
وأضاف: "آرون يظهر بشكل خارجي كأكثر الأشخاص هدوءا وثباتا وجمعا الذين قد تعرفهم في حياتك. عندما تشاهد فيديوهاته، ترى مدى هدوئه وثباته، وهذه هي شخصيته الطبيعية. وأكثر ما قد نشاهده منه حين يغضب، أن يذهب ويأخذ فأسا ويقطع الحطب".
والصديق، الذي عرف بوشنيل منذ أن كان مراهقا، قال إنه في البداية كان يرغب في الانضمام إلى الجيش، ولكن بعد أن نظروا بعناية في جميع فروع القوات المسلحة، قرر الشاب الانضمام إما إلى القوات الجوية أو البحرية.
وقرر حين ألقى قطعة عملة معدنية، وسقطت على الجانب الذي يمثل القوات الجوية. كان ذلك في عام 2019، وخلال السنوات القليلة التي تلت هذا العام، وجد بوشنيل نفسه يكافح مع الالتزام المستمر بالخط العسكري. وحسبما قال الصديق فقد كان بوشنيل "صادقا" ومليئا بـ"النزاهة" و"كان سيفعل أي شيء لمساعدة أي شخص في أي وقت".
"أي شخص ينضم إلى الجيش، متحمس ومستعد للتحديات مثلما فعل آرون ويشترك في أمور ذات صلة بالاستخبارات الإشارية، سوف ينتهي به الأمر إما في فكر سيجنال كوربس (وحدة الاتصالات والمعلومات في الجيش) أو سيغادر. 
وآرون لم يتقبل فكر سيجنال كوربس، حيث يمكن وصف هذا الفكر بأنه يقوم بتحقيق تنازلاتٍ صغيرة على قوتك الداخلية بحيث لن تعود الشخص نفسه الذي كنت عليه سابقا، وآرون لم يستطع ذلك، فذلك ليس جزءا من شخصيته"، قال صديقه.


التعليقات