توالت ردود الفعل الدولية الغاضبة على إثر إعلان مصلحة السجون الروسية اليوم الجمعة، عن وفاة السياسي المعارض المسجون أليكسي نافالني في المستعمرة الجزائية القطبية حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عاما، وقالت إدارة السجون في بيان إن نافالني شعر "بتوعك بعد التريض يوم الجمعة وفقد الوعي، ووصلت سيارة إسعاف لمحاولة إنعاشه، إلا أنه فارق الحياة".
تعليقا على الخبر، أكدت الأمم المتحدة بأنها تشعر بـ"الهلع" حيال نبأ وفاة المعارض الروسي الأبرز أليكسي نافالني في السجن، داعية السلطات الروسية إلى "وضع حد للاضطهاد"، كما قالت الناطقة باسم مفوّضية الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان ليز ثروسيل أن "جميع من اعتقلوا أو صدرت بحقهم احكام مختلفة بالسجن بسبب الممارسة المشروعة لحقوقهم، وخصوصا الحق في حرية التعبير والتجمع او التعبير السلمي، يجب الافراج عنهم فورا وإسقاط كل التهم المساقة بحقهم".
من جهتها، حملت الدول الغربية بشكل واسع مسؤولية وفاة نافالني، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية حيث اعتبر البيت الأبيض أن وفاة نافالني "مأساة فظيعة في حال تأكدت" وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان للإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر" إن تاريخ الكرملين "الطويل والقذر" في إيذاء معارضيه "يثير أسئلة حقيقية وواضحة حول ما حدث".
في المقابل، ردت الخارجية الروسية باتهام الولايات المتحدة بتوجيه "الاتهامات جزافا" داعية إلى "ضبط النفس وانتظار النتائج الرسمية لفحص الطب الشرعي"، كما قال الكرملين أن الاتهامات الغربية لموسكو في شأن وفاة المعارض اليكسي نافالني "غير مقبولة اطلاقا"، مؤكدا انه يجهل حتى الآن سبب وفاته.
أما رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك فقد اعتبر أن وفاة نافالني "نبأ فظيع" و"مأساة هائلة" للشعب الروسي باعتباره "المدافع الأشرس عن الديموقراطية في روسيا"، كما شدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون على وجوب "محاسبة بوتين على ما حصل".
وخلال سفره لباريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانيول ماركون، رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه من "الواضح" أن نافالني قتل بأيدي نظام بوتين، مضيفا أن ذلك يوضح لماذا يتعين دفع بوتين إلى "خسارة كل شيء ومحاسبته على أفعاله" واعتبر مساعده أندريه يرماك أن بوتين "يخشى من أي منافس".
من جهة آخرى، أكّدت زوجة أليكسي نافالني ضرورة "معاقبة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و"محاسبته شخصيًا على الفظائع" التي ارتكبت بحق المعارض الروسي.