القدس: تحرير رهينتين إسرائيليتين يعزز موقف نتنياهو قبل هجوم وشيك على رفح
يمن فيوتشر - الحرة الثلاثاء, 13 فبراير, 2024 - 10:19 صباحاً
القدس: تحرير رهينتين إسرائيليتين يعزز موقف نتنياهو قبل هجوم وشيك على رفح

تحدثت السلطات الفلسطينية على مدار ليلة الأحد-الاثنين عن ضربات جوية إسرائيلية مكثفة في مدينة رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة، وأشارت إلى أن ضحايا الضربات وصل إلى عشرات القتلى، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

وخلال الساعات الأولى من صباح الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي تحرير اثنين من مختطفيه المحتجزين لدى حركة حماس منذ هجوم السابع من أكتوبر على البلدات الواقعة جنوبي إسرائيل.

العملية التي قال الجيش الإسرائيلي إنها تمت بغطاء نيراني جوي في قلب مدينة رفح، تأتي في ظل الحديث عن تحرك بري محتمل للقوات الإسرائيلية في المدينة الحدودية مع مصر، وهو ما حذرت منع منظمات ودول غربية وعربية، بل وهددت مصر باحتمال تعليق اتفاق السلام مع إسرائيل حال تسببت الأخيرة في نزوح فلسطينيين إلى سيناء.

من جانبه، أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على استمرار العمليات العسكرية وقال في بيان، الاثنين، إن بلاده "لن تهدر أية فرصة لتحرير المزيد من الرهائن"، معتبرا أن "الضغط العسكري المستمر حتى تحقيق النصر الكامل" على حركة حماس، أمر "ضروري لاستعادة جميع الرهائن".

هذه الغارات المكثفة على رفح لا تمثل، بحسب محللين تحدثا للحرة، تمهيدا لعملية عسكرية أوسع في المدينة، بل أشارا إلى أن نتنياهو لا يحتاج إلى تغيير نهجه بشأن رفح رغم ما يواجهه من ضغوط دولية وإقليمية بشأن خططه للعملية.

 

* ماذا حدث في رفح؟

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ في حوالي الساعة 1:49 فجرا، عملية شملت اقتحام قوات خاصة أحد المباني في قلب المدينة حيث تم احتجاز اثنين من المختطفين الإسرائيليين، وبالفعل تم تحريرهما بعد تبادل مكثف لإطلاق النار مع مسلحين من حماس.

وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى أن سلاح الجو وفّر غطاء نيرانيا "من أجل السماح للقوة بضرب مخربي حماس".

وذكر الجيش أن الرهينتين هما فرناندو سيمون مارمان (60 عاما)، ولويس هار (70 عاما). وكان مسلحو حماس قد اختطفوهما من "كيبوتس نير إسحق" في هجوم 7 أكتوبر.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنهما يحملان أيضا الجنسية الأرجنتينية.

من جانبها نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق متفرقة من مدينة رفح مما أسفر عن مقتل "نحو مئة مواطن بينهم أطفال ونساء وإصابة مئات آخرين".

من جانبها نقلت وكالة رويترز عن متحدث وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن عدد القتلى بلغ 67 على الأقل في ظل استمرار عمليات انتشال الجثامين.

وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أن الضربات طالت مناطق مأهولة بالسكان، فيما نقلت (وفا) عن مدير مستشفى الكويت برفح، صهيب الهمص، قوله إن المستشفى "يمتلئ بجرحى في وضع خطير جدا ولا يوجد ما يكفي من دواء وأمصال".

 

* تغير استراتيجية أم استغلال لفرصة؟

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، إن الضربات الجوية التي شهدتها رفح الليلة الماضية كانت بهدف توفير غطاء جوي لعملية تنفذها وحدات من القوات الخاصة لإخراج المحتجزين الإسرائيليين من الموقع المحدد.

وأضاف، في تصريحات لموقع "الحرة"، إن ما حدث "لا علاقة له بالاجتياح المقرر لرفح ولا مقدمة له بل كان تأمينا للمجموعة على الأرض"، وأكد اعتقاده أن شن إسرائيل عملية عسكرية في رفح "سيحدث، وما جرى الليلة الماضية سيكون تبرير آخر لعملية برية بدعوى وجود أسرى إسرائيليين".

وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية، أشارت في بيان بشأن الضربات الجوية في رفح، الاثنين، أنها "دليل على صحة التحذيرات والتخوفات الدولية من النتائج الكارثية لتوسيع الحرب"، مضيفة أن ما حدث هو "نقل للحرب إلى منطقة رفح المكتظة بالسكان، لدفعهم إلى الهجرة ودوامة النزوح تحت القصف".

من جانبه اعتبر المحلل يؤاب شتيرن، أن العملية التي نفذتها القوات الإسرائيلية الخاصة في رفح "تتطلب معلومات دقيقة واستعدادات طويلة قبل تنفيذها، فنحن هنا لا نتحدث عن أمر عابر أو فجائي".

وأكد في حديثه لموقع الحرة: "لا نتحدث هنا عن تغير في الاستراتيجية، بل استغلال فرصة، وربما نرى أكثر منها في المستقبل. لكن العمليات معقدة وخطيرة جدا، إذ كانت هناك مخاطرة بمقتل المختطفين من جانب حماس، ويبدو أن إسرائيل كانت حذرة خوفا على حياة المختطفين وحياة منفذي العمليات أيضًا".

 

* "نتنياهو لن يرضخ للضغوط"

ودعت إسرائيل، الاثنين، هيئات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى المساعدة في عمليات إجلاء الفلسطينيين قبل التوغل البري الوشيك لمدينة رفح المكتظة بالنازحين.

وقال المتحدث باسم الحكومة، إيلون ليفي، في إفادة صحفية: "نحث وكالات الأمم المتحدة على التعاون.. لا يمكن القول إنه لا يمكن القيام بذلك. اعملوا معنا لإيجاد طريقة".

وكان نتنياهو أشار في مقابلة ضمن برنامج "هذا الأسبوع مع جورج ستيفانوبولوس" عبر قناة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، إلى أن "النصر في متناول اليد، وسنفعل ذلك. سنسيطر على آخر كتائب حماس الإرهابية، وعلى ورفح، وهي المعقل الأخير".

وتابع: "سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة. نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي".

ورد نتنياهو على المنتقدين القلقين بشأن مصير المدنيين في حال شن هجوم على رفح، قائلا: "أولئك الذين يقولون إننا يجب ألا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إننا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".

واعتبر الرقب أن "اجتياح رفح بالنسبة لإسرائيل حتمي، لكن هناك ضغوطا أميركية بتوفير ممر آمن لن يكون باتجاه مصر، بل إلى الشمال أو في خان يونس أو منطقة المواصي"، مضيفًا أن "نتنياهو لا يكترث للضغوط الدولية وواشنطن وحدها يمكنها الضغط عسكريا واقتصاديا وتوقف الحرب".

كما أكد شتيرن أيضًا أن عملية أمس وتحرير رهينتين ستكون بمثابة "إثبات آخر على حاجة إسرائيل لتنفيذ عملية برية في رفح"، لكنه عاد وأوضح أن "نتنياهو لم يكن يحتاج إلى إثباتات أخرى لتنفيذ هجوم بري، لكن بالتأكيد تنفيذ مثل هذه العملية يعزز من موقفه وتوجهه".

وبحسب تقرير هذا الشهر للقناة 12 الإسرائيلية، فإن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، أبلغ، نتنياهو بأن "الجيش الإسرائيلي مستعد للعمل (في رفح)، "لكنه يحتاج إلى أن تقرر الحكومة أولا ما تريد فعله مع النازحين من غزة الذين لجأوا هناك".

وفي سياق متصل، نقلت القناة أيضا عن هاليفي قوله، إن "الجيش يحتاج أيضا إلى معرفة خطط الحكومة لمحور فيلادلفيا، وهو الطريق الأمني الذي يبلغ طوله 14 كيلومترا على طول حدود غزة مع مصر".

ومحور فيلادلفيا، الذي يسمى أيضا "محور صلاح الدين"، يقع على امتداد الحدود بين غزة ومصر، ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.

وأشارت تقارير إعلامية، خلال الأيام الماضية، إلى أن مصر حذرت إسرائيل من أن تنفيذ عملية برية في رفح وبدء نزوح فلسطينيين نحو سيناء، سيقود إلى تعليق اتفاق السلام بين البلدين.

وبالفعل أرسلت مصر نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء خلال الأسبوعين الماضيين، في إطار تحركاتها لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة، وفق وكالة رويترز.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر، عقب هجوم غير مسبوق شنته حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

كذلك، اختطف في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 134 بينهم ما زالوا محتجزين في غزة، و29 منهم على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا، وفق السلطات الإسرائيلية.

وترد إسرائيل بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، مما أسفر عن مقتل أكثر من 28 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.


التعليقات