يحذر مسؤولون غربيون من أن أوكرانيا "ستفشل بالتأكيد" في الصمود أمام روسيا إذا لم تقدم الولايات المتحدة المزيد من المساعدات.
وقال مسؤولون أمريكيون والأوروبيون، لشبكة CNN، إنه مع استمرار تعثر حزمة المساعدات الأوكرانية في الكونغرس الأمريكي، تقوم واشنطن وحلفاؤها بتقييم ما يصفونه بالتأثير المنهك المحتمل على الدفاع الأوكراني واحتمالات خسارة الحرب على المدى الطويل.
وذكر مسؤول عسكري أمريكي كبير: "ليس هناك ضمان للنجاح معنا، لكن من المؤكد أنهم سيفشلون بدوننا".
ويعد مصدر القلق الأكثر إلحاحا هو تأثير ذلك على الهجوم المضاد المستمر الذي تشنه أوكرانيا في الشرق والجنوب، حيث تكافح القوات الأوكرانية لإحراز تقدم كبير إلى الأمام حتى عندما كان الدعم الأمريكي لا يزال قادما.
وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: "إذا نظرنا إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي والاحتفاظ بها، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن أن ينجح ذلك دون الدعم الأمريكي المستمر".
وعلى نطاق أوسع، يخشى المسؤولون الغربيون أن يؤثر فقدان الدعم الأمريكي أو تأخيره أكثر على المساعدات المقدمة من حلفائهم.
وتلقت أوكرانيا، الجمعة، ضربة أخرى عندما منعت المجر المزيد من المساعدات من الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أنه من المتوقع استئناف المحادثات حول هذه القضية في يناير/ كانون الثاني.
وأكدت الأنباء حجم التحدي الذي يواجه كييف، ويخشى الكثيرون من أنه إذا فشلت الولايات المتحدة في مواصلة تقديم الدعم، فإن الدول الأوروبية ستتبعها.
وتعمل وكالات الاستخبارات الغربية حاليا على حساب المدة التي قد تتمكن أوكرانيا من الصمود فيها من دون مساعدة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقدر أحد كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين الأشهر، مع السيناريو الأسوأ المتمثل في حدوث انتكاسة كبيرة أو حتى الهزيمة بحلول الصيف، فالنصر الروسي لن يكون خبرا سيئا بالنسبة لأوكرانيا فحسب، بل سيكون بمثابة كارثة على الأمن الأوروبي الأوسع وضربة قوية للولايات المتحدة.
وردا على سؤال حول التأخير المستمر في المساعدات الأمريكية، قالت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس لشبكة CNN من بروكسل: "لا يمكننا التحدث عن إرهاق الحرب الآن لأننا إذا فعلنا ذلك واستسلمنا، فسيفوز بوتين وسيعني ذلك كارثة على الجميع، وهذا يعني المزيد من الصراعات، والحروب، وندرة الإمدادات الغذائية، وكل المخاوف المختلفة التي تصاحب ذلك، ولهذا السبب علينا أن نبذل جهدا الآن."
وقال مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون، لـCNN ، إن القوات الأوكرانية تقوم بالفعل بالاقتصاد في استعمال الذخيرة، حيث ترد القوات الروسية بمعدل خمسة إلى سبعة أضعاف ما تستطيع القوات الأوكرانية القيام به.
وذكر مسؤول عسكري أوكراني كبير، لشبكة CNN، أن القادة الأوكرانيين يعتقدون أن التأثير على الذخيرة أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا الأوكرانيين.
وبدون مساعدات أمريكية إضافية، تشير تقديرات المسؤولين الغربيين إلى أن الذخيرة لدى أوكرانيا سوف ينفد منها أولا الصواريخ بعيدة المدى، ثم صواريخ الدفاع الجوي، ثم ذخائر المدفعية والصواريخ قصيرة المدى مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات، وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات.
وكانت كل فئة من الذخائر حاسمة بالنسبة للدفاع عن أوكرانيا، فالصواريخ بعيدة المدى، مثل صواريخ ستورم شادو التي زودتها بها المملكة المتحدة، أساسية في نجاح أوكرانيا في صد الأسطول الروسي في البحر الأسود مئات الأميال لفتح ممر شحن للحبوب والإمدادات الأخرى.
وأثبتت صواريخ الدفاع الجوي أهميتها بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة، حيث وسعت روسيا هجماتها على البنية التحتية المدنية هذا الشتاء.
كانت شبكة CNN ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر أن الاستخبارات الغربية كانت تتوقع توسعا في مثل هذه الهجمات في محاولة من جانب موسكو لكسر رغبة أوكرانيا في القتال، ومكنت الصواريخ قصيرة المدى القوات الأوكرانية من الدفاع ضد الدبابات والطائرات الروسية التي يفوق عددها عددا كبيرا.
إن التقييمات لما قد تعنيه هزيمة أوكرانيا بالنسبة لأوروبا تثير مخاوف عميقة بين بعض أقرب حلفاء أمريكا الأوروبيين.
وقال دبلوماسي أوروبي: "لا أعتقد أن الناس يدركون تماما ما يعنيه سقوط أوكرانيا فعليا سوف نرى أشياء فظيعة مثل التطهير العرقي والدمار الكامل لأوكرانيا لذا، فهو نجاح بالفعل إذا تمكنا من منع حدوث ذلك، ولهذا السبب يجب علينا أن نستمر".