استأنفت إسرائيل القتال في غزة بعد دقائقٍ من انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، واتهمت حماس بانتهاك الهدنة، التي ألقت بدورها اللوم على إسرائيل، مشيرةً إلى رفضها عروضًا للإفراج عن مزيد الرهائن، فيما أعربت الوسيطة قطر، الجمعة، عن استمرار الجهود لتجديد وقف إطلاق النار بين الطرفين، معبرة عن "أسفها العميق" لاستئناف القصف الإسرائيلي.
وخلال الهُدنة الممتدة لسبعة أيام، تم الإفراج عن أكثر من 100 رهينة إسرائيلي، ظهر معظمهم بحالة جيدة من الناحية الجسدية وإن بدوا في حالة من الذهول. ولا يزال حوالي 125 رجلًا رهن الاحتجاز كرهائن كما تقول إسرائيل. فيما بدأ على الأغلب أن الفلسطينيين الـ240 المفرج عنهم، مراهقون مُتّهمون برمي الحجارة وقنابل المولوتوف خلال المواجهات مع القوات الإسرائيلية.
وانتهى الاتفاق الذي بدأ في 24 نوفمبر/تشرين الثاني بعد أسبوعٍ من التمديدات المتعددة، على الرغم من الضغط الدولي للحفاظ على الهدنة قدر الإمكان. وأدت أسابيع من القصف الإسرائيلي والحملة البرية إلى نُزوح أكثر من ثلاثة أرباع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مما تسبب بأزمة إنسانية.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تُسيطر عليها حماس، فقد قتل أكثر من 13,300 فلسطيني -ثلثاهم نساء وقاصرون تقريبًا- لكن هذه الوزارة لا تميز بين المدنيين والمقاتلين. ومن الجانب الإسرائيلي لقي حوالي 1,200 إسرائيلي مصرعهم، بشكل رئيسي خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي أشعل الحرب.
•إسرائيل تنشر خريطة مرقمة لإجلاء قطاع غزة
أصدرت القوات العسكرية الإسرائيلية الجمعة، خريطة تقسيم قطاع غزة إلى مئات القطع المرقمة، وطلبت من السكان التعرّف على الرقم المتعلق بموقعهم حال حدوث عملية إجلاء متوقعة.
ورُسمت القطع بشكلٍ سطحي، مع خطوط تقاطع الشوارع في بعض الحالات، كما نُشرت الخريطة التي قالت إسرائيل إنها ستكون تفاعلية في نهاية الأمر، بعد ساعاتٍ من استئناف القتال بينها وحماس، والقضاء على الهدنة التي تم التفاوض عليها بواسطة قطرية مصرية وأمريكية، واستمرت لمدة أسبوع فقط.
قبل الهدنة، كانت المنطقة الرئيسية للقتال تتركز شمالي قطاع غزة، حيث توغلت القوات البرية الإسرائيلية، أما الآن فيبدو أن اهتمام الأخيرة قد تحوّل إلى جنوب القطاع الذي يضم حوالي مليونَي فلسطيني، بما في ذلك مئات الآلاف الذين فرّوا من الشمال.
ولم يكن واضحًا كيف سيتم إبلاغ الفلسطينيين بأرقام القطع المخصصة لهم ونداءات الإجلاء، وأماكن الإخلاء الجديدة، حيث اكتظّت بالفعل منازل وملاجئ الجنوب بالهاربين من الشمال.
وفي وقت سابق الجمعة، أسقط الجيش منشوراتٍ شرق مدينة خانيونس، حثّت السكان على المغادرة من أجل سلامتهم. وتضمنت المنشورات أن المدينة الواقعة في الجزء الجنوبي من القطاع "منطقة قتال خطرة".
•الدوحة تستنكر القصف الإسرائيلي بعد ساعات من انتهاء الهدنة
أعلنت قطر الجمعة، أن الجهود ما زالت جارية لتجديد الهدنة بين إسرائيل وحماس، معبّرة عن "أسفها العميق" لاستئناف القصف الإسرائيلي بعد أسبوع من التوقف.
وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات، حيث ألقى كل طرف على الآخر باللائمة حول خرق شروط الهدنة. ويبدو أن الدولة الخليجية التي توسطت بين الطرفين بالتعاون مع مصر، تستهدف دور إسرائيل في استئناف العنف.
وأعلنت الخارجية القطرية أن "استمرار قصف قطاع غزة في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة يُعقد جهود التوسط ويزيد من الكارثة الإنسانية" في الأراضي. وحثّت المجتمع الدولي على "التحرك بسرعة لوقف العنف".
•مواصلة الهدنة الإنسانية لأجل الرهائن وشعب غزة
من جانبها، دعت الخارجية الألمانية إلى تجديد وقف إطلاق النار المنهار بين إسرائيل وحماس.
وقالت الوزيرة (آنالينا بايربوك) في بيان: "في هذه اللحظات، يجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمواصلة الهدنة الإنسانية، من أجل الرهائن الباقين الذين كانوا يأملون في الإفراج عنهم، والذين ما زالوا يتواجدون في أنفاق مظلمة منذ قرابة الشهرين، ومن أجل الشعب المُعاني في غزة، الذي يحتاج بشكلٍ عاجل إلى مزيد من المساعدات الإنسانية".
•حماس تتهم إسرائيل برفض عروضها الجديدة
وقالت حركة حماس الفلسطينية المُسلحة إن إسرائيل هي المسؤولة عن العنف بعد رفضها جميع العروض التي قدمتها طوال الليل لإطلاق سراح مزيد الرهائن والجثث.
وأوضحت في بيانٍ أنها قدمت عرضًا لإطلاق سراح كبار السن وجثث الرهائن، بما في ذلك عائلة بيباس، مضيفة أنها قدمت أيضًا عرضًا لإطلاق سراح (ياردن بيباس) الذي أعلنت حماس أن زوجته وابنيه الصغيرين قُتلوا سابقًا في ضربات جوية إسرائيلية، حتى يتمكن من حضور جنازتهم، وعرضًا آخر لإطلاق سراح رهينتين إسرائيليتين أيضًا.
ووفقًا للحركة الجهادية، "رفض الاحتلال قبول كل هذه العروض لأن لديه خُططًا لاستئناف العدوان الجنائي"، متهمة الولايات المتحدة ووزير خارجيتها (أنتوني بلينكن) بالموافقة على الخطة الجديدة التي أودت بحياة العشرات، صباح الجمعة وحده، 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، لكنها أعادت التأكيد على أن مقاتليها ومقاتلي الفصائل الأخرى سيستأنفون نشاطاتهم العسكرية و"سيكسرون إرادة جيش الاحتلال المهزوم".
•داخلية حماس: الطائرات الإسرائيلية استهدفت جنوب وشمال غرب القطاع
قالت وزارة الداخلية في قطاع غزة الذي تُديره حركة حماس إن الطائرات الحربية الإسرائيلية قامت بتنفيذِ غاراتٍ جوية على أجزاءٍ مختلفة من القطاع بعد انتهاء هدنة مؤقتة الجمعة.
وأفادت الوزارة أن القصف الجوي استهدف الجنوب بما في ذلك مجتمع عبسان شرق بلدة خانيونس. وضربت غارة جوية أخرى منزلًا في شمالي غرب القطاع. وأظهرت لقطات مباشرة دخانًا أسود يتصاعد من الأراضي.
وأعلنت القوات الإسرائيلية أنها استأنفت العمليات القتالية بعد دقائق من انتهاء هدنةٍ مؤقتة مع حماس في الساعة 7 صباحًا (05:00 توقيت جرينتش) الجمعة، متهمة الأخيرة بانتهاك الهدنة التي أوقفت المعارك في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، واستمرت في البداية أربعة أيام، قبل تمديدها لعدة أيام بمساعدة قطرية مصرية.