طوفان الأقصى: قطر تعلن عن وقف إطلاق النار في غزة صباح الجمعة
يمن فيوتشر - اسوشيتد برس- ترجمة ناهد عبدالعليم: الخميس, 23 نوفمبر, 2023 - 11:34 مساءً
طوفان الأقصى: قطر تعلن عن وقف إطلاق النار في غزة صباح الجمعة

قالت قطر إن وقفَ إطلاق النار لمدة أربعة أيام في غزة بين إسرائيل وحماس سيبدأ صباح يوم غدٍ الجمعة، بتأخير يوم واحد عن الموعد الأصلي، حيث عمل المفاوضون على وضع التفاصيل النهائية للاتفاق، الذي سيؤدي إلى الإفراج عن عشرات الرهائن الذين تحتجزهم حماس والفلسطينيون المحتجزون في سجون إسرائيل.
و تُعد هذه الخطوة الدبلوماسية خطوة راحة للفلسطينيين البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في غزة الذين عانوا لأسابيع من قصفٍ إسرائيلي، بالإضافة إلى العائلات في إسرائيل اللواتي يخشين على مصير اهاليهم الذين تم أسرهم خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الذي قام بإشعال الحرب.
و كان من المُقرر بدء وقف إطلاق النار صباح اليوم بالأصل، ولكن بدا أنه واجه عقبةً في الليلة السابقة عندما أعلن المستشار الأمني الوطني الإسرائيلي (تزاحي هانيغبي) تأجيلًا ليوم واحد دون تقديم سبب.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية اليوم (ماجد الأنصاري) للصحفيين، أن وقفَ إطلاق النار سيبدأ في الساعة 7 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم غدٍ الجمعة (5 صباحاً بتوقيت جرينتش).
وقال إن الجانبين تبادلا قوائم المفرج عنهم، وسيتم إطلاق أول مجموعة من 13 امرأة وطفل تحتجزهم حماس في بعد ظهر يوم الجمعة. و لم يذكر عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاقهم، لكن المسؤولين قالوا إنه سيتم إطلاق ثلاثة أسرى مقابل كل رهينة.
وقال (الأنصاري) إنه سيتم بدء زيادة المساعدات للفلسطينيين في غزة "بأسرع ما يمكن". ويأمل أن يؤدي "الزخم" الناتج عن هذا الاتفاق إلى "وقف هذا العنف".
و في غزة التي تحكمها حماس، استأنفت وزارة الصحة تجميعها المُفصّل لعدد الضحايا الفلسطينيين من الحرب، حيث قالت إن أكثر من 14 الفا و 854 شخص قد قتلوا. و لم يتم تقسيم الأرقام الجديدة بشكل كامل بعد، ولكن النساء والأطفال عادةً ما يمثلون حوالي ثُلثي القتلى في العدادات السابقة.
و لا تتضمن الأرقام التحديثات الجديدة من المستشفيات في الشمال، حيث تعطلت الخدمات والاتصالات في وقتٍ سابق من هذا الشهر. و تقول الوزارة إنه تم الإبلاغ عن اختفاء حوالي 6,000 شخص، مع احتمال دفنهم تحت الأنقاض. و لا تفرق الوزارة بين المدنيين والمقاتلين في حصيلة القتلى. 
بينما تقول إسرائيل إنها قتلت آلاف من مقاتلي حماس، دون تقديم أدلة على هذا العدد.
و كانت الوزارة قد توقفت عن نشر أعداد الضحايا اعتباراً من 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، مشيرةً إلى أنها فقدت القُدرة على القيام بذلك بسبب انهيار قطاع الصحة في الشمال.
نتنياهو يقول إن الهدنة لن تنهي الحرب
أثار اتفاق وقف إطلاق النار آمالاً بتهدئةِ الحرب في نهاية المطاف، والتي دمّرت أجزاءً واسعة من قطاع غزة، كما أثارت اندلاع العنف في الضفة الغربية المُحتلة وأثارت مخاوف من اشتعال نيران أوسع في الشرق الأوسط.
كما دوت صفّارات الإنذار في جميع أنحاء شمال إسرائيل الخميس اليوم بعد أن أعلنت حزب الله أنها أطلقت 48 صاروخ كاتيوشا من جنوب لبنان. و جاء هذا القصف بعد أن قتلت ضربة إسرائيلية خمسة مقاتلين من حزب الله، بما في ذلك ابن رئيس كتلته البرلمانية.
و صرّحت القوات العسكرية الإسرائيلية أنها تستهدف مصادر الإطلاقات. وقد تبادلت إسرائيل وحزب الله -اللذان خاضا حرباً استمرت شهراً في عام 2006- إطلاق النار عبر الحدود مراراً منذ اندلاع الحرب في غزة.
و تعهد رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) بمواصلة الحرب بعد انتهاء الهدنة لتدمير القدرات العسكرية لحماس، وإنهاء حكمها في غزة الذي استمر لمدة 16 عاماً، وإعادة جميع الأسرى الذين يُقدّر عددهم بحوالي 240 شخصًا والذين تحتجزهم حماس وجماعات أخرى في غزة.
و قال (نتنياهو) "سنستمر فيها حتى نحقق جميع أهدافنا"، مُشيراً إلى أنه قد وجّه نفس الرسالة في مكالمةٍ هاتفية مع الرئيس الأمريكي (جو بايدن). حيث قدمت واشنطن دعماً عسكرياً ودبلوماسياً واسعاً لإسرائيل منذ بداية الحرب.
و قد تسبب تأخير تنفيذ وقف إطلاق النار في إحباط الفلسطينيين النازحين في غزة، الذين يأملون في استخدام الأيام القليلة من الهدوء لزيارة منازلهم التي هربوا منها، أو على الأقل لزيارة أنقاضها، وإعادة التواصل مع عائلاتهم. حيث تم نزوح أكثر من 1.7 مليون شخص، أي ثلاثة أرباع سكان غزة، خلال الحرب.
و قالت (آية حماد) التي تحتمي في أحد المستشفيات في مدينة دير البلح الوسطى: "كنا ننتظر ونأمل منذ الأمس. أردنا العودة إلى منازلنا للحصول على ملابس جديدة لأطفالنا، على الرغم من أننا نعلم أن منازلنا تعرّضت للقصف، و كل هذا لا فائدة منه"
كما تُسيطر القوات الإسرائيلية على الجُزءِ الشمالي الكبير من قطاع غزة وتقول إنها قامت بتفكيك الأنفاق وجزء كبير من البُنية التحتية لحماس هناك. 
و يوم أمسٍ الأربعاء، كشفت القوات الإسرائيلية مخبأً مهماً لحماس في نفق تحت مستشفى الشفاء في مدينةِ غزة.
و يُعتبر مركز الرعاية الصحية الأكبر في القطاع، مركزاً لمعركةٍ شرسة بين الروايات المتضاربة حول اتهام كِلا الطرفين بتعريض المدنيين للخطر و بشكل متهور. كما تنفي حركة حماس وطاقم المستشفى الاتهامات الإسرائيلية بأن المستشفى الشفاء تم استخدامه كمركزِ قيادة عسكري للمقاتلين.
وأعلنت القوات العسكرية للجيش الإسرائيلي اليوم الخميس أنها احتجزت مُدير مستشفى الشفاء، (محمد أبو سلمية) للتحقيق في تورطه في ما وصفته بـ"أنشطةٍ واسعة" لحماس في المستشفى. وطالبت وزارة الصحة في غزة المؤسسات الدولية بالتدخل وقالت إنها لن تتعاون بعد الآن مع منظمة الصحة العالمية في إجلاء المستشفيات.
و في وقتٍ سابق من الخميس اليوم، أمرت إسرائيل بإجلاء مستشفى إندونيسيا بالكامل في الشمال، حسبما أفاد الدكتور (منير البورش)، المسؤول في وزارة الصحة داخل المرفق، لقناة الجزيرة.
ولايزال القتال مستمر في محيط المستشفى منذ أيام، وتم إجلاء مئات الأشخاص بالفعل إلى الجنوب. و لم يكن واضحًاً ما إذا كان اعتقال (أبو سلمية) سيؤثر على هذه الجهود.
كما صرّح الناطق العسكري الإسرائيلي العقيد (ريتشارد هيكت) بأن العمليات القتالية ستستمر "حتى يتم إعطاءنا أمراً بوقفِ إطلاقِ النار".
و يقول إن القوات الإسرائيلية قد أحاطت بمخيم جباليا للاجئين وطلبت من أي سكان يوجدون في داخله إخلاء المكان خلال نافذة زمنية تستمر لثلاث ساعات من الخميس اليوم. وقد أعلنت القوات العسكرية أنها تُطارد مقاتلي حماس في جباليا، وهو حيٌ حضري كثيف يقع بجوار مدينة غزة وقد تعرض لقصف مكثف لعدة أسابيع.
كما هددت إسرائيل بتوسيع غزوها إلى جنوب قطاع غزة، حيث يتواجد الآن معظم سكان القطاع، أي أكثر من مليون شخص، بما في ذلك مئات الآلاف الذين هربوا من الشمال، تجمّعوا في مأوى مكتظ تديره الأمم المتحدة، حيث ينقصهم الطعام والمياه والمستلزمات الأساسية.
أما بالنسبة لحماس، سيوفر وقف إطلاق النار فرصةً لإعادة تجميع صفوفها بعد أسابيع من الخسائر الكبيرة على ما يبدو. و من المرجح أن يعتبر زعيم حماس (يحيى السنوار) -الذي يُعتقد أنه حي ومختبئ في غزة- الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين إنجازاً كبيراً ويعلن النصر إذا انتهت الحرب.
رهائن سيتم إطلاق سراحهم تدريجياً
وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، من المفترض أن يتم إطلاق سراح 50 رهينة تدريجياً، مقابل الإفراج عن 150 أسيراً فلسطينياً كما أعلنت حماس. حيث سيتم إطلاق النساء والأطفال أولاً، وقالت إسرائيل إنه سيتم تمديد وقف إطلاق النار يوماً إضافياً مقابل كل 10 رهائن اضافيين يتم إطلاق سراحهم.
و أمر عودة الرهائن من الممكن أن يرفع المعنويات في إسرائيل، حيث أثارت قضيتهم اهتمام البلاد، و قامت أُسر الرهائن بتنظيم تظاهرات جماهيرية للضغط على الحكومة لإعادتهم إلى ديارهم. وقد أعلن مكتب نتنياهو أنه أبلغ عائلات الرهائن المدرجين للإفراج عنهم يوم الجمعة.
كما أعلنت حماس أن 200 شاحنة ستدخل غزة يومياً تحمل المساعدات. و أعلنت قطر أن المساعدات ستشمل الوقود، ولكنها لم تقدم تفاصيل عن الكميات.
حيث قطعت إسرائيل جميع الواردات في بداية الحرب، باستثناء كميات ضئيلة من الطعام والماء والإمدادات الطبية التي سُمح بدخولها من مصر. و نقص الوقود تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في القطاع بأكمله، مما أدى إلى اعتماد المنازل والمستشفيات على المولدات التي تعمل بصعوبة.
و نشرت وزارة العدل الإسرائيلية قائمة تضم 300 سجين مؤهل للإفراج عنهم، وتتضمن في الغالب مراهقين احتُجزوا خلال العام الماضي بتهمة رمي الحجارة وارتكاب جرائم طفيفة أخرى.
و قد اندلعت الحرب عندما اقتحم الآلاف من مقاتلي حماس جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1400 شخص -بالغالب من المدنيين- واحتجاز عدد كبير من الرهائن بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى الجنود الذي يتوقع أن تُطالَب حماس بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى ذوي الشهرة العالية.


التعليقات