طوفان الأقصى: اندلاع اشتباكات عنيفة حول مستشفى آخر في غزة بعد إجلاء الأطفال من الشفاء
يمن فيوتشر - اسوشيتد برس- ترجمة ناهد عبدالعليم: الإثنين, 20 نوفمبر, 2023 - 03:17 مساءً
طوفان الأقصى: اندلاع اشتباكات عنيفة حول مستشفى آخر في غزة بعد إجلاء الأطفال من الشفاء

اندلعت اشتباكاتٌ عنيفة اليوم الاثنين حول مستشفى في شمال قِطاع غزة، حيث يتواجد آلاف المرضى والنازحين منذ أسابيع، وقد تركزت القوات الإسرائيلية على تطهير المرافق الطبية التي يقولون إن مقاتلي حماس يستخدمونها كغطاء.
و أصابت قذيفة الطابق الثاني من مستشفى إندونيسيا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، وفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تُسيطر عليها حماس، وعامل طبي داخل المرفق. و لم ترد تعليقات فورية من الجيش الإسرائيلي حتى الآن.
و جاء التقدم نحو مستشفى إندونيسيا بعد يومٍ من إجلاء منظمة الصحة العالمية لـ 31 طفلاً من الخُدّج من مستشفى الشفاء في مدينة غزة - أكبر مستشفى في القطاع- حيث كانوا بين أكثر من 250 مريضاً في حالةٍ حرجة أو مصاباً محاصرين هناك بعد أيامٍ من دخول القوات الإسرائيلية المجمع.
مما جعل ذلك وضع مستشفيات غزة يتصدر صراع الروايات حول الحصيلة القاسية للحرب على المدنيين الفلسطينيين، حيث لقى آلاف الأشخاص حتفهم أو دُفِنوا تحت الأنقاض منذ بِدء الحرب التي استمرت ستة أسابيع والتي بدأت بالهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
و تقول إسرائيل إن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية، في حين يقول النُّقاد إن الحصار الإسرائيلي والقصف الجوي المُستمر يُشكلان عقاباً جماعياً للفلسطينيين البالغ عددهم 2.3 مليون في القطاع.
حيث (صرح مروان عبد الله) -العامل الطبي في مستشفى إندونيسيا- بأن الدبابات الإسرائيلية تعمل على بُعد أقل من 200 متر (ياردة) من المستشفى، وأنه يمكن رؤية قناصة إسرائيليين على أسطُح المباني المُجاورة. وبينما كان يتحدث عبر الهاتف، كان صوت إطلاق النار يُسمع في الخلفية.
وأضاف (عبد الله) أن المستشفى استقبل العشرات من القتلى والجرحى في غاراتٍ جوية وقصفٍ ليلي. وأشار إلى أن العاملين الطبيين والنازحين يخشون أن تُحاصرهم إسرائيل وتُجبِرهم على إخلاء المستشفى.
و قال المُتحدث باسم وزارة الصحة (أشرف القدرة) -الذي يتواجد حالياً في جنوب قطاع غزة- إن حوالي 600 مريض و200 عامل في الرعاية الصحية و2000 نازح يتواجدون في المستشفى كمأوى.
و وفقاً (لمحمد زقوت) -مدير مستشفيات غزة- فقد تمكنت هيئات الأمم المتحدة من إجلاء الرُّضع، الذين كانوا في حالةٍ حرجة، بأمان من مستشفى الشفاء إلى آخر في جنوب قطاع غزة، وتخطط لنقلهم إلى مستشفى في مصر المجاورة. وقد توفي أربعة أطفالٍ آخرين في اليومين السابقين قبل عملية الإجلاء.
وهناك أكثر من 250 مريضاً يُعانون من جروح إصاباتٍ شديدة وحالات عاجلة أخرى  لا يزالون في مستشفى الشفاء، الذي لم يعد قادراً على تقديم معظم العلاج بعد نفاد الماء والمستلزمات الطبية والوقود للمولدات الطارئة في ظل انقطاع التيار الكهربائي في القطاع بأكمله. حيث قاتلت القوات الإسرائيلية المقاتلين الفلسطينيين خارج أبواب المستشفى لعدة أيام قبل دخولها المرفق يوم الأربعاء الماضي.
و قال الجيش الإسرائيلي إنه يمتلك أدلة قوية تدعم ادعاءاته بأن حماس تُدير مركز قيادةٍ ضخم داخل وتحت المجمع البالغ مساحته 20 فداناً للمستشفى، والذي يشمل عدة مبانٍ وكراجات وساحة.
كما أصدر الجيش فيديو يُظهر ما قال بإن هناك نفق تم اكتشافه في المستشفى، ويبلغ طوله 55 متراً (60 ياردة) ويقع على عمق حوالي 10 أمتار (33 قدماً) تحت الأرض. وأفاد الجيش بأن النفق يتضمن سُلّماً وفتحة لإطلاق النار يمكن استخدامها من قِبَل المسلحين، وينتهي ببابٍ مقاوم للانفجار و لم يتم فتحه بعد من قِبَل القوات.
ولم تتمكن وكالة الصحافة (الاسشوييتد برس) من التحقُق بشكلٍ مُستقل من نتائج الاكتشافات الإسرائيلية، التي تضمّنت فيديو من كاميرات المراقبة الأمنية يظهر -وفقاً للجيش- رهينتين أجنبيتين، واحدة تايلاندية والأخرى نيبالية، تم اختطافهما من قبل حماس في هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول ونقلهما إلى المستشفى.
وأشار الجيش أيضاً إلى أن التحقيق أكّد أن الجُندية الإسرائيلية (نوعا مارسيانو) التي تم العثور على جُثتها في غزة، قد أُصيبت في ضربةٍ إسرائيلية في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني أودت بحياة خاطفها، ولكنها قُتلت بعد ذلك على يد مسلحٍ من حماس في المستشفى.
و قد نفى حماس والعاملون في المستشفى الادعاءات بوجود مركز قيادة تحت المستشفى. ونفى القيادي البارز في حماس (أسامة حمدان) الإعلان الأخير قائلاً "قال الإسرائيليون إن هناك مركزاً للقيادة والسيطرة، وهذا يعني أن المسألة أكبر من مجرد نفق".


•ثلثا مواطنين غزة نازحين
طلبت إسرائيل من الفلسطينيين مراراً مُغادرة شمال قطاع غزة واللجوء إلى الجنوب، الذي تعرّض أيضاً للقصفِ الجوي مُنذ بداية الحرب. حيث تم نزوح حوالي 1.7 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان غزة، و وفقاً للأُمم المُتحدة، فإنه يوجد حوالي 900،000 شخص في ملاجئها المُكتظة.
كما أفادت منظمة أطباء بلا حدود -وهي منظمة إغاثة دولية- بأن 70 شخصاً قُتلوا، و52 آخرون على الأقل -بمن فيهم الأطفال- أُصيبوا في الغارات التي وقعت في بلدة خانيونس الجنوبية يوم السبت. وقالت المنظمة إنها تقوم بإجراءِ 10 عمليات جراحية لحروق يومياً في مستشفى ناصر المُكتظ في البلدة، حيث يجب على المئات من الأشخاص الذين يحتاجون لمثل هذه العمليات الانتظار للحصول على الرعاية.
ووفقاً للسلطات الصحية الفلسطينية، تم قتل أكثر من 11,500 فلسطيني في غزة. وتم الإبلاغ عن اختفاء 2,700 آخرين، يعتقد أنهم مدفونون تحت الأنقاض. ولا يتم التفريق بين المدنيين والمقاتلين في عملية الإحصاء، وتقول إسرائيل إنها قتلت آلاف المقاتلين.
و من الجانب الاسرائيلي قُتل ما يُقارب 1400 شخص، ويتعلق الأمر بالمدنيين بشكلٍ رئيسي خلال الهجوم في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث قامت حماس بإعادة نحو 240 أسيراً إلى قطاع غزة. و يقول الجيش إن 65 جندياً إسرائيلياً قتلوا في عمليات القوات البرية في القطاع .
و أفرجت حماس عن أربعة رهائن، وأنقذت إسرائيل واحدة، وعُثر على جُثتين بالقرب من مستشفى الشفاء.
و منذ أسابيع، تُجري إسرائيل والولايات المتحدة وقطر -التي تتوسط مع حماس- مُفاوضاتٍ لإطلاق سراحِ عدد أكبر من الرهائن. حيث ستجتمع الحكومة الإسرائيلية الحربية المؤلفة من ثلاثة أعضاء مع ممثلي عائلات الرهائن مساء اليوم الاثنين.


التعليقات