حصاد: تطورات اليوم 44 من حرب غزة
يمن فيوتشر - اسوشيتد برس- ترجمة ناهد عبدالعليم: الأحد, 19 نوفمبر, 2023 - 11:30 مساءً
حصاد: تطورات اليوم 44 من حرب غزة

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن ما لا يقل عن 30 طفلًا من الخُدّج تم إجلاؤهم من المستشفى الرئيسي في غزة، الأحد، تمهيدًا لنقلهم إلى مصر، حسبما أكد المتحدث باسم الوزارة مدحت عباس في مكالمةٍ هاتفية مع وكالة اسشوييتد برس.
وأفاد فريقُ منظمة الصحة العالمية الذي زار مستشفى الشفاء، السبت، أن هناك 32 طفلًا بين عديد المرضى الحرجين العالقين في المشفى، حيث تقوم القوات الإسرائيلية بالعمل منذ الأسبوع الماضي.
وأفاد فريق المنظمة الدولية في وقتٍ سابق، الأحد، أنه ترك 291 مريضًا في المستشفى بعد إجلاء آخرين من قِبل القوات الإسرائيلية. وكانوا يشملون الأطفال الذين في حالة حرجة للغاية، والمرضى المصابين بجروح ملتهبة بشدة، وآخرين يعانون من إصابات في العمود الفقري وغير قادرين على التحرك.
ووفقًا لما ذكرته الصحة العالمية أيضًا، فقد تمكن الفريق من عمل جولة في المشفى لمدة ساعة بعدما غادر نحو 2500 شخص من النازحين والمرضى القابلين للتحرك والعاملين الطبيين المجمع الواسع صباح السبت، موضحة أن 25 عضوًا من الطاقم الطبي بقوا في المستشفى، إلى جانب المصابين.
ووصفت المستشفى بأنه "منطقة موت"، مشيرة إلى أن المرضى والعاملين الصحيين الذين تحدثوا معهم كانوا مرعوبين من سلامتهم وصحتهم، وناشدوا بالإجلاء. وأعربت المنظمة عن أملها في إجلائهم إلى جنوب قطاع غزة، حيث تعاني المستشفيات هناك من ضغطٍ كبير.
وتزعم إسرائيل مُنذ فترةٍ طويلة احتفاظ حماس بمقرِ قيادةٍ موسع داخل وتحت مستشفى الشفاء، وأكدت في وقت سابق أنه لهذا السبب هدف رئيسي في حربها لإنهاء حُكم المقاتلين في غزة بعد هجومهم الواسع النطاق جنوبي الدولة العبرية قبل ستة أسابيع، والذي كان السبب في اندلاع الحرب.
ويقول جنود إسرائيليون كانوا متمركزين في المستشفى ويفتشون أراضيه لعدة أيام، إنهم وجدوا أسلحة، وأظهروا للصحفيين ممرًا تحت الأرض، فيما لم تتمكن وكالة الصحافة المرتبطة من التحقق بشكل مستقل من هذه النتائج، فيما نفت حركة حماس وإدارة المستشفى هذه الاتهامات.
وصُوّرت رحلة المغادرة الجماعية، السبت، من قبل إسرائيل على أنها طوعية، لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن الجيش أصدر أوامر إجلاء، ووصف بعض المغادرين ذلك بأنه نزوح قسري.
 
 
•الضربات في الشمال والجنوب
 
في أماكن أخرى شمالي قطاع غزة، ووفقًا لشهود عيان، قُتل العشرات من الأشخاص في مخيم جباليا الحضري للاجئين عندما قصفت طائرة إسرائيلية أحد ملاجئ الأمم المتحدة، السبت.
ووصف "أحمد رضوان" الذي كان بين الجرحى – عبر الهاتف - الأماكن بأنها مروّعة. حيث كانت جُثث النساء والأطفال ملقاة على الأرض، فيما كان آخرون يصرخون للحصول على المساعدة. وأظهرت صور وكالة الصحافة المرتبطة من مستشفى محلي أكثر من 20 جثة ملفوفة بأغطيةٍ ملطخةٍ بالدم.
وصرّح الجيش الإسرائيلي – الذي دعا الفلسطينيين مرارًا وتكرارًا إلى مغادرة شمالي القطاع - أن قواته تنشط في المنطقة "بهدف ضرب الإرهابيين"، ونادرًا ما يعلّق على الضربات الفردية. كما وردت تقارير عن اشتباكات عنيفة في مخيم جباليا خلال الليل، السبت، وصباح الأحد. حيث قال "ياسين شريف" - المتواجد في مستشفى تابع للأمم المتحدة في المخيم - في مكالمة هاتفية: "صوت القصف الجوي كان مستمرًا وإطلاق النار وتدخّل الدبابات. كانت ليلة أخرى من الرعب".
وفي جنوب غزة، قصفت ضربةٌ إسرائيلية بنايةً سكنية قُرب بلدة خان يونس، السبت، ما أسفر عن مقتل 26 فلسطينيًا، على الأقل، وفقًا لطبيب في المستشفى الذي تم نقل الجثث إليه.
وأفادت منظمة أطباء بلا حدود - وهي منظمة مساعدات دولية - أن قافلة من أعضاء الفريق وعائلاتهم حاولت الإجلاء شمالي القطاع في قافلة معلنة بوضوح، السبت، لكنها عادت عند سماع إطلاق نار في حاجزٍ إسرائيليٍ مُزدحم. وأثناء عودتها إلى مدينة غزة، تعرضت القافلة لهجوم، لم يتضح على الفور من قام به، ما تسبب بقتل أحد أفراد عائلة أحد أعضاء الفريق.
ووفقًا للسُلطات الصحية الفلسطينية، قُتل أكثر من 11,500 فلسطيني. وتُشير التقارير إلى وجود أكثر من 2,700 شخصٍ مفقود، يعتقد أنهم تحت الأنقاض، ولا يتم التفريق بين المدنيين والمقاتلين في هذه الأرقام؛ حيث تقول إسرائيل إنها قتلت آلاف المقاتلين.

 
•الرهائن والمساعدات

قُتل حوالي 1,200 شخص في الجانب الإسرائيلي، وهم في الغالب من المدنيين، خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فيما أسر مقاتلو الجماعة المصنفة غربيًا على لائحة الإرهاب، حوالي 240 شخصًا تم اقتيادهم كرهائن إلى داخل القطاع. وحتى الآن، أفرجت الحركة الفلسطينية عن أربعةِ رهائن، في حين أنقذت إسرائيل رهينةً واحدة، وعُثر على جُثتي رهينتين بالقرب من مستشفى الشفاء في منطقةٍ شهدت اشتباكاتٍ عنيفة.
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة ودولة قطر - التي تتوسط مع حماس - يتفاوضون مُنذ أسابيع بشأن إطلاق الرهائن. فيما اقترح مسؤولٌ كبير في البيت الأبيض، السبت، أن يتم الانتهاء من ذلك قبل دخول كمياتٍ كبيرة من المساعدات المُلحة اللازمة.
وقال (بريت ماكجورك) - منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط - خلال مؤتمرٍ في البحرين: "إطلاق عدد كبير من الرهائن سيؤدي إلى توقفٍ كبير في القتال، وتحقيق تدفق ضخم من المساعدات الإنسانية".
وفرّ أكثر من ثُلثي سُكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من منازلهم. وتقوم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بتقديم خدماتٍ أساسية لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يتواجدون في المدارس والمرافق الأخرى.
وخلال عطلةِ نهايةِ الأسبوع، سمحت إسرائيل للوكالة الأممية باستيراد ما يكفي من الوقود لمواصلة العمليات الإنسانية لعدة أيامٍ إضافية، والاستمرار في تشغيل أنظمة الإنترنت والهاتف.
وأُجبرت الأونروا على تعليق عملياتِ المُساعدة، الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، خلال فترة انقطاع الاتصالات، حيث قامت إسرائيل بقطع جميع واردات الوقود في بدايةِ الحرب، مما أدى إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع ومُعظم أنظمة مُعالجة المياه، مما تسبب في تعطيل إمدادات الكهرباء والمياه لمعظم السكان.
وصرّح وزيرُ الدفاع "يوآف غالانت"، السبت، أن قواته توسع عملياتها في مدينةِ غزة: "مع مرور الأيام، تتضاءل الأماكن التي يمكن لمُقاتلي حماس العمل فيها"، مُضيفًا أن المُقاتلين سيتعلمون ذلك جنوبي القِطاع "في الأيام القادمة"، في إشارةٍ واضحة حتى الآن إلى أن الجيش الإسرائيلي يُخطط لتوسيع هجومه إلى الجنوب، بعد دعوته المدنيين الفلسطينيين اللجوء إليه.
وعلى الرغم من التحذيرات بتوسيع الهجوم، إلا أن إسرائيل لا تزال في خلافٍ مع حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة، عما يجب فعلهُ في قطاع غزة حال نجاحها في إزاحة حماس عن السلطة.
رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، أوضح السبت، أن الجيش الإسرائيلي سيتمتع بـ"حريةٍ كاملة" للعمل داخل قطاع غزة بعد الحرب، مما يُشير إلى أنه على الأقل سيعيد احتلال الأراضي التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية والمستوطنون عام 2005 بشكلٍ مؤقت.
وفي مقال رأي نُشِر في صحيفة واشنطن بوست، السبت، قال الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إن قطاع غزة والضفة الغربية يجب أن تتحد وتُحكَم تحت "سلطة فلسطينية محفوظة"، بينما يعمل زُعماء العالم على إيجاد حل يؤدي إلى إنشاءِ دولةٍ فلسطينية جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، رغم معارضة حكومة نتنياهو بشدة تشكيلَ هذه الدولة.


التعليقات