بيروت: عشرات العائلات تنزح مجددا من جنوب لبنان و58 قتيل لـ«حزب الله»
يمن فيوتشر - الشرق الأوسط الأحد, 05 نوفمبر, 2023 - 10:52 صباحاً
بيروت: عشرات العائلات تنزح مجددا من جنوب لبنان و58 قتيل لـ«حزب الله»

رفعت حدة القصف في جنوب لبنان، مستويات التوتر إلى درجة عالية، إثر تصعيد بقصف جوي إسرائيلي ناهز العشر غارات خلال ساعة واحدة، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي (السبت) أنّه قصف «خليّتين إرهابيتين» و«نقطة مراقبة» تابعة لـ«حزب الله»؛ رداً على محاولات لإطلاق النار من لبنان.

ويعد عدد الغارات الجوية الإسرائيلية هو الأعلى منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تاريخ انخراط «حزب الله» في حرب غزة على جبهة جنوب لبنان، وسُمع دويّ الصواريخ على بعد 40 كيلومتراً من الحدود، في حين تناقل اللبنانيون مقاطع فيديو تظهر دخاناً كثيفاً إثر غارات جوية ضخمة نفذتها الطائرات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من الجنوب.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية، باستهداف وإسقاط منطاد تجسس إسرائيلي على الحدود. وأشارت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» اللبناني اليوم إلى «استهداف وإسقاط منطاد تجسس معادٍ، رفعه العدو صباحاً فوق مستعمرة مسكاف عام». ولفتت القناة إلى «غارات جوية استهدفت المناطق الحرجية في الناقورة وعيتا الشعب ورميش وكفرحمام وكفرشوبا». كذلك، قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف ‌بلدات بليدا ومحيبيب وميس الجبل وحولا ومركبا ووادي هونين.

وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن «العدو الإسرائيلي استهدف منزلاً خالياً في بلدة كفركلا بقذيفة مباشرة»، كما قصف بالمدفعية الثقيلة منطقة الحمامص الواقعة شرق سهل الخيام. كذلك، استهدف الجيش الإسرائيلي بلدة رامية بالقذائف قرب خزان المياه ومنطقة جبل الباط على أطراف بلدة عيترون في القطاع الأوسط.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه «رداً على خليّتين إرهابيّتين حاولتا إطلاق النار من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، قصف الجيش الإسرائيلي الخليّتين ونقطة مراقبة لحزب الله». كذلك، أشار الجيش إلى أنّه تصدّى لإطلاق قذائف هاون مقبلة من لبنان باتجاه البلدات الإسرائيلية في «شمال إسرائيل»، موضحاً أنّها لم تتسبّب بأي إصابات.

وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى «إطلاق قذائف باتجاه رأس الناقورة على الحدود مع لبنان، حيث ردّت المدفعية على مصادر النيران».

وأعلن «حزب الله» بدوره قصف 5 مواقع، هي: جل العلام، و‏الجرداح، وحدب البستان، والمالكية والمطلة، قائلاً إن مقاتليه «حقّقوا فيها إصابات مباشرة، إضافة إلى تدمير ‏التجهيزات الفنية والتقنية».

كما نشر الإعلام الحربي التابع للحزب مشاهد لإطلاق قذائف «مورتر» باتجاه نقاط عسكرية جديدة استحدثها الجيش الإسرائيلي في مناطق محاذية لمواقعه. كما أظهرت مشاهد الفيديو تفجير عبوة ضخمة بالجدار الحدودي الفاصل الذي بنته إسرائيل في عام 2018، مما أحدث فجوة كبيرة.

وبعدما تحدث ناشطون عن استخدام الحزب، للمرة الأولى، صواريخ برؤوس حربية كبيرة لاستهداف موقع جل العلام في القطاع الغربي، نفى الحزب في بيان تلك المعلومات، قائلاً إن الانفجارات الكبيرة ناتجة عن غارتين إسرائيليتين نفذهما الطيران بمحاذاة الموقع.

وأعلن «حزب الله» مقتل أحد عناصره، ليرتفع عدد قتلاه في المعركة المتواصلة إلى 58 قتيلاً.

ودفع التصعيد باستخدام الغارات الجوية، عشرات العائلات التي عادت في الأسبوع الماضي إلى منازلها، لمغادرة بلداتها مجدداً، تحسباً لأي تصعيد إضافي، حسبما قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن السكان غير مطمئنين بعد التصعيد المفاجئ بالغارات الجوية، وتحديداً بعد خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، (الجمعة)، الذي قال فيه إن الجبهة مستمرة، وكل الاحتمالات مفتوحة.

وكان نصر الله قال (الجمعة) إنّ حزبه دخل بالفعل الحرب، واصفاً ما يجري عند الحدود الجنوبية بأنه «مهم جداً، ولن يتم الاكتفاء به». وأضاف أن القلق من «إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي، أو حرب كاملة، أو تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب واسعة، احتمال واقعي ويمكن أن يحصل، وعلى العدو أن يحسب له كل حساب».

سياسياً، بحث نائب الأمين العام للأمم المتحدة للأمن والحماية جيل ميشو، الأوضاع العامة في البلاد والتطورات على الحدود الجنوبية والتنسيق الدائم مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري.


التعليقات