طوفان الاقصى: مسؤول رفيع في الامم المتحدة يقول إن المواطن الفلسطيني العادي في غزة يعيش على قطعتين من الخبز يومياً
يمن فيوتشر - اسوشيتد برس- ترجمة ناهد عبدالعليم: السبت, 04 نوفمبر, 2023 - 06:34 مساءً
طوفان الاقصى: مسؤول رفيع في الامم المتحدة يقول إن المواطن الفلسطيني العادي في غزة يعيش على قطعتين من الخبز يومياً

 يعيش الفلسطيني العادي في غزة على قطعتين من الخُبزِ العربي المصنوع من الدقيق الذي خزّنتهُ الأمم المتحدة في المنطقة، ومع ذلك فإن العبارة الرئيسية التي تُسمع الآن في الشارع هي "الماء، الماء"، كما قال مدير وكالة الأمم المُتحدة يوم أمسٍ الجُمعة للاجئين الفلسطينيين في غزة.
 و قال (توماس وايت) : "إنه سافر في طول وعرض غزة في الأسابيع القليلة الماضية"،
 وصف المكان بأنه "مشهدٌ للموت والدمار".
 وأضاف أنه لا يوجد مكان آمن الآن، ويخشى الناس على حياتهم ومستقبلهم وقدرتهم على إطعام أُسرِهم.
كما قال (وايت) لدبلوماسيين من الدول الأعضاء في الأُمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة في مؤتمرٍ صحفي من غزة: "إن وكالة اللاجئين الفلسطينية، المعروفة باسم الأونروا، تدعم حوالي 89 مخبزاً في جميع أنحاء غزة، و ذلك بهدف إيصال الخبز إلى 1.7 مليون شخص. لكن الناس الآن لم يعودوا يبحثوا عن الخبز، إنهم يبحثون عن الماء.". 
وقالت نائبة منسق الأمم المتحدة للشرق الأوسط (لين هاستينغز) وهي أيضا مُنسقة الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية: "إن خطاً واحداً فقط من خُطوط إمدادات المياه الثلاثة القادمة من إسرائيل الذي يعمل."
وقالت: "يعتمد الكثير من الناس على المياه الجوفية قليلة المُلوحة أو المالحة، هذا إن وجدوها بالاساس".
 وفي المؤتمر الصحفي، قال مُنسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (مارتن غريفيث) أيضاً بأن هناك مُفاوضاتٍ مُكثّفة تجري بين سُلطاتِ إسرائيل ومصر والولايات المتحدة والأمم المتحدة بشأن السماح بدخول الوقود إلى غزة.
وأكد أن الوقود ضروري لعمل المؤسسات والمستشفيات وتوزيع المياه والكهرباء، قائلاً: "لذا علينا أن نسمح بدخول هذه الإمدادات بشكلٍ موثوق ومُتكرر ومُعتمد إلى غزة."
وقال (هاستينغز) إن المولدات الاحتياطية، التي كانت ضرورية للحفاظ على تشغيل المُستشفيات ومحطات تحلية المياه ومنشآت إنتاج الغذاء وغيرها من الخدمات الأساسية، "تتوقف الواحدة تلو الأخرى مع نفاد إمدادات الوقود".
 و قد أشار (وايت) إلى مشاكل رئيسيةٍ أخرى.
 وأضاف: "أن مياه الصرف الصحي لا يتم مُعالجتها، بل يتم ضخها في البحر، ولكن عندما تتحدث إلى عُمال البلدية، فالحقيقة هي أنه بمجرد نفاد الوقود، فإن مياه الصرف الصحي سوف تتدفق في الشوارع".
و بالإضافة إلى ذلك، قال إن غاز الطهي الذي جلبه القِطاع الخاص إلى غزة من مصر قبل الحرب أصبح ينقص بشكلٍ مُتزايد. و إن مُنظمات الإغاثة مثل الأونروا “لن تكون قادرة على التدخل وتكرار شبكة التوزيع من قبل القطاع الخاص لهذا العنصر الأساسي”.
وقال أيضاً: "إن ما يقرب من 600 ألف شخص يحتمون في 149 منشأة تابعة للأونروا، معظمها مدارس، لكن الوكالة فقدت الاتصال بالعديد من المناطق في الشمال، حيث تشنُّ إسرائيل عملياتٍ برية وجوية مكثفة في أعقاب هجمات حماس المفاجئة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول."
وأضاف: "أن مايُقارب 4000 نازحٍ في غزة يعيشون في المدارس دون الموارد اللازمة للحفاظ على الصرف الصحي المناسب. و أن الظروف مُحبطة و قاسية، حيث تنام النساء والأطفال في الفصول الدراسية والرجال ينامون في العراء.".
وقال وايت أيضاً: "إن الأُمم المُتحدة لا تستطيع توفير الأمان لهم، مُشيراً بذلك إلى أكثر من 50 منشأة تابعة للأونروا تأثرت بالصراع، بما في ذلك خمس إصابات مباشرة. و في آخر إحصاء، توفي 38 شخصاً في ملاجئنا. وأخشى أنه مع استمرار القتال في الشمال في الوقت الحالي، أن هذا العدد سيتضاعف بشكلٍ كبير”.
وقال غريفيث، مدير الشؤون الإنسانية، إن 72 من موظفي الأونروا قتلوا منذ 7 أكتوبر. وأضاف: "أعتقد أن هذا هو أكبر عدد من موظفي الأمم المتحدة الذين فقدوا في صراع".
 وقال (غريفيث) إن إجمالي عدد القتلى الذي قامت وزارة الصحة بإعلانه في غزة والذي بلغ أكثر من 9000 شخص، يُمثل أربعة أضعاف عدد القتلى خلال الصراع الذي استمر 50 يوماً بين إسرائيل وحماس في غزة في عام 2014 عندما قُتل ما يزيد عن 2200 فلسطيني. و  الحصيلة الحقيقية لن تظهر إلا بعد إزالة المباني وإزالة الأنقاض."
ودعا (غريفيث) إلى هُدنةٍ إنسانية لتوصيل المُساعدات لملايين الأشخاص. كما حثَّ على إطلاق سراح جميعِ الرهائن على الفور وحماية جميع المدنيين من قِبل الجانبين كما هو مطلوب بموجب القانون الإنساني الدولي.
وقد دعا أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس) مراتٍ كثيرة إلى وقفٍ كامل لإطلاق النار، وانتقد (رياض منصور) -السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة- غريفيث لحديثه عن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، حيث أنه أمر تحث عليه الولايات المُتحدة أيضاً.
 وقال (منصور) "إن هذا يعني أن إسرائيل تواصل قتل الفلسطينيين، لكنها تُمهلنا ساعاتٍ قليلة بين الحين والآخر، من أجل الحصول على الطعام وغيره من الأشياء”.
وقال: "إن وقف إطلاق النار ضروري لإنقاذ الأرواح، حيث أن ما يقارب 50% من جميع المباني في قطاع غزة دُمِرت على يد إسرائيل، و الوضع بالنسبة للفلسطينيين يفوق الفهم و الوصف، لذا يتطلب منا جميعا أن نفعل كل ما بوسعنا لوقفه".


التعليقات