نظرة فاحصة: من المسيطر على معبر رفح الحدودي؟ وما أهميته لقطاع غزة؟
يمن فيوتشر - رويترز: الاربعاء, 01 نوفمبر, 2023 - 11:24 مساءً
نظرة فاحصة: من المسيطر على معبر رفح الحدودي؟ وما أهميته لقطاع غزة؟

يعتبر معبر رفح، الذي تسيطر عليه مصر، شريان الحياة الرئيسي الذي يربط قطاع غزة الفلسطيني بالعالم الخارجي ولا تديره إسرائيل.

ويقع المعبر على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، وأصبح النقطة المحورية للجهود المبذولة لتوصيل المساعدات الإنسانية لسكان القطاع والسماح للمصابين وحملة جوازات السفر الأجنبية بالمغادرة.
وفرضت إسرائيل "حصارا شاملا" على القطاع في أعقاب هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذي أسقط مئات القتلى في إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

•لماذا تتناول الأخبار معبر رفح؟
مع إغلاق المعابر الحدودية الإسرائيلية، أصبح معبر رفح هو السبيل الوحيد لخروج سكان غزة من القطاع الساحلي الذي تبلغ مساحته 360 كيلومترا مربعا.
وقالت وسائل إعلام مصرية ومصدر على الحدود إن المجموعة الأولى من المصابين الذين تم إجلاؤهم من غزة عبرت إلى مصر يوم الأربعاء بموجب اتفاق بوساطة قطرية. وقال مصدران على الحدود إن أول دفعة من حملة جوازات السفر الأجنبية عبرت بعدهم.
وتوسطت قطر في اتفاق بين مصر وإسرائيل وحماس، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، للسماح بعمليات إجلاء محدودة.
ورغم أن إسرائيل لا تسيطر بشكل مباشر على معبر رفح، إلا أنها تراقب جميع الأنشطة في جنوب غزة من قاعدة كرم أبو سالم العسكرية، وتقوم بعمليات مراقبة أخرى.

•لماذا يمثل معبر رفح أهمية في هذا الصراع؟
تسيطر إسرائيل على جميع المداخل البحرية والجوية إلى غزة ومعظم حدودها البرية.
وشددت القيود الحالية لتصل إلى حصار كامل بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول، لتجعل معبر رفح نقطة الدخول الوحيدة للمساعدات الإنسانية.

•ما هي مستجدات إيصال المساعدات لقطاع غزة؟
قالت مصر في الأيام الأولى من الحرب إن معبر رفح مفتوح لكنه غير صالح للعمل بسبب القصف الإسرائيلي على غزة. وبعد جدل حول شروط إيصال المساعدات العالقة على الجانب المصري من المعبر، عبرت أول قافلة إنسانية إلى غزة في 21 أكتوبر تشرين الأول.
ويقول مسؤولو الإغاثة التابعون للأمم المتحدة إن عدد شاحنات المساعدات التي تمر من معبر رفح يبلغ 14 شاحنة يوميا في المتوسط، وهو أقل بكثير من مئة شاحنة يقدرون أنها ضرورية لتلبية الاحتياجات الأساسية.
ويدخل غزة في الأوقات العادية أكثر من 400 شاحنة يوميا عبر طرق مختلفة لتزويد 2.3 مليون شخص بالإمدادات.
ودفع اليأس من الحصول على المواد الأساسية مثل الخبز سكان غزة إلى اقتحام مستودعات الأمم المتحدة في 29 أكتوبر تشرين الأول للاستيلاء على الطحين (الدقيق) وغيره من المواد الغذائية.

•ما هي صعوبات الحصول على مساعدات بكميات كبيرة عبر معبر رفح؟
يقول مسؤولو الإغاثة إن الدور الرئيسي لمعبر رفح في الماضي كان مدنيا وإنه لم يكن مجهزا لعملية إغاثة واسعة النطاق.
وصرح مسؤولون مصريون بأن إجراءات التفتيش الإسرائيلية "تؤخر بشكل كبير توصيل المساعدات".
وتمر شاحنات المساعدات عبر البوابة الحدودية المصرية في رفح قبل أن تتجه لمسافة تزيد عن 40 كيلومترا إلى معبر العوجة المصري الإسرائيلي للتفتيش، وفقا لما تم الاتفاق عليه في المفاوضات مع إسرائيل. وتعود الشاحنات إلى مصر فارغة ويعاد تحميل المساعدات على شاحنات منفصلة لتوصيلها إلى غزة.
وترفض إسرائيل السماح بإدخال الوقود إلى غزة، وتقول إن حماس قد تستخدمه في تحقيق أهدافها العسكرية.
وكانت المساعدات خلال الصراعات الماضية تسلم بشكل رئيسي من إسرائيل، وكذلك عملية المساعدات التي تقوم بها الأمم المتحدة للفلسطينيين تتم من خلال إسرائيل منذ الخمسينيات.
وتطالب الأمم المتحدة إسرائيل بفتح معبر كرم أبو سالم القريب من نقطة التقاء إسرائيل وغزة ومصر.

•هل يمكن للمواطنين الأمريكيين ومزدوجي الجنسية مغادرة غزة؟
يسمح الاتفاق، الذي توسطت فيه قطر، بإجلاء محدود لحملة جوازات السفر الأجنبية. وقال مسؤول غربي إن إسرائيل ومصر اتفقتا على القائمة التي تضم هؤلاء الأشخاص.
وكانت مصادر مصرية قالت يوم الأربعاء إن من المتوقع مرور 500 من حملة جوازات السفر الأجنبية عبر معبر رفح خلال الأيام المقبلة.

•لماذا تفرض مصر قيودا على العبور من رفح؟
مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود مشتركة مع غزة وتخشى من التأثير المزعزع للاستقرار الناجم عن نزوح الفلسطينيين. وحذرت مصر والأردن من إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.
ويشعر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقلق أيضا من حركة حماس المسلحة التي أنشأتها جماعة الإخوان المسلمين.

ومنذ سيطرة الحركة على غزة في عام 2007، شددت مصر القيود على تدفق الأشخاص والبضائع.
وعبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى سيناء في عام 2008 بعدما فتحت حماس ثغرات في التحصينات الحدودية مما دفع مصر إلى بناء جدار حجري وأسمنتي.
وتشعر مصر بالقلق من انعدام الأمن قرب الحدود مع غزة في شمال شرق سيناء حيث واجهت نشاطا لإسلاميين بلغ ذروته بعد عام 2013 لكنها أخمدته إلى حد كبير الآن.
وتوسطت مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في فترات سابقة تخللتها صراعات واضطرابات، لكنها تغلق الحدود أيضا في هذه الحالات ولا تسمح إلا بدخول المساعدات وخروج من ينشد العلاج فيما تمنع انتقال الأفراد بأعداد كبيرة.

•هل سيغادر سكان غزة القطاع؟
تقول الأمم المتحدة إن نحو 1.6 مليون فلسطيني في غزة، أي ثلثي سكان القطاع، لاجئون.
ويعتزم العديد منهم عدم تكرار النزوح الجماعي الذي حدث في حرب 1948 عقب إقامة دولة إسرائيل، عندما فر نحو 700 ألف فلسطيني أو طردوا من منازلهم وحُرموا من العودة.
ويطلق الفلسطينيون على ما حدث وصف "النكبة". وترفض إسرائيل الاعتراف بأنها طردت الفلسطينيين، وتقول إنها تعرضت لهجوم من خمس دول عربية.


التعليقات