نيويورك: الفلسطينيون يناشدون وقف القنابل في اجتماع للأمم المتحدة لكن إسرائيل تصر على ضرورة القضاء على حماس
يمن فيوتشر - اسوشيتد برس- ترجمة ناهد عبدالعليم: الجمعة, 27 أكتوبر, 2023 - 08:06 مساءً
نيويورك: الفلسطينيون يناشدون وقف القنابل في اجتماع للأمم المتحدة لكن إسرائيل تصر على ضرورة القضاء على حماس

 “أوقفوا القنابل وأنقذوا الأرواح!” 
 وجه السفير الفلسطيني خطابه بهذه العبارة خلال اجتماعٍ عاطفي للأمم المُتحدة يوم الخميس بشأن الحرب في غزة.
 لكن المبعوث الإسرائيلي كان مُصرّاً، وأعلن مرة أخرى: "لن يهدأ لنا بال حتى يتم محو حماس".
حيث اندلعت الحرب التي أشعلتها الهجمات المُفاجئِة التي شنّها حُكام حماس في غزة على إسرائيل يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
و في القاعة الواسعة للجمعية العامة التي تضُم 193 دولة، حيث من المتوقع أن تتبنى الدول العربية قراراً يوم الجمعة يدعو إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة بعد المحاولات الأربع التي باءت بالفشل لمجلس الأمن للاتفاق على أي إجراء.
وفي الجلسة الطارئة المُستأنفة للجمعيةِ العامة بشأن التصرفات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية يوم الخميس، قام المتحدثون تلو الآخر بتأييد دعوة القرار العربي لوقف إطلاق النار، باستثناء سفير إسرائيل لدى الأُمم المتحدة (جلعاد إردان) الذي قال للهيئة العالمية المكونة من 193 عضواً: “وقف إطلاق النار  يعني إعطاء حماس الوقت لإعادة تسليح نفسها، حتى يتمكنوا من ذبحنا مرة أخرى”.
وبعد أن استشهد بعدةِ تصريحاتٍ لحماس تتعهد فيها بتدمير إسرائيل واليهود، قال: "أن أي دعوةٍ لوقف إطلاق النار ليست محاولة للسلام، بل أنها محاولة لتقييد أيدي إسرائيل، ومنعنا من القضاء على تهديد كبير لمواطنينا”.
لكن الدعوات لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين الفلسطينيين الذين يواجهون القصف الإسرائيلي المُستمر في غزة وتوصيل الغذاء والماء والدواء والوقود الذين هم في أمس الحاجة إليها، كانت في كثير من الأحيان حماسية ومُكثفة من حوالي اثنتي عشرة دولة تحدثت يوم الخميس. وفي حين أدت هجمات حماس إلى مقتل نحو 1400 إسرائيلي، ووفقاً لوزارة الصحة في غزة فقد قُتل أكثر من 7000 فلسطيني في الغارات الجوية الانتقامية الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بقضية رئيسية أخرى -أكثر من 220 رهينة تم أخذها من إسرائيل- قال وزير الخارجية الإيراني إن حماس مُستعدة لإطلاق سراح السُجناء المدنيين، وقال إن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولية إطلاق سراح 6000 سجين فلسطيني محتجزين في إسرائيل.
 وقال (حسين أمير عبد اللهيان) أمام الجمعية العامة "إن إيران مُستعدة للقيامِ بدورها في هذا المسعى الإنساني المهم للغاية، إلى جانب قطر وتركيا”.
فإيران تعتبر هي الداعم الرئيسي لحماس، وقد لعبت أيضاً قطر بالفعل دوراً رئيسياً في إطلاق سراح أربعة مدنيين إسرائيليين.
وقال (إردان) الإسرائيلي أن الإجراء الذي اتخذته إسرائيل لا علاقةَ له بالصراعِ العربي الإسرائيلي أو القضية الفلسطينية، و أن ما يحدث ليس حرباً مع الفلسطينيين، بل إسرائيل في حالة حرب مع منظمة حماس الإرهابية الجهادية التي تمارس الإبادة الجماعية”.
 لكن (رياض منصور) -سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة- قال: "إن 70% من القتلى في غزة هم من الأطفال والنساء، هل هذه هي الحرب التي يدافع عنها البعض منكم؟  هل يمكن الدفاع عن هذه الحرب؟  هذه جرائم.. هذه همجية”.
و أضاف: "إذا لم توقفوا هذه الحرب لجميع الذين قتلوا، أوقفوها لجميع أولئك الذين لا يزال بإمكاننا إنقاذ حياتهم".
 وكان الألم بسبب الوفيات في كلا الجانبين واضحاً.
 وتقطع صوت (منصور) عندما تحدث عن فتاةٍ فلسطينية قُتلت قبل عيد الميلاد الذي خطط له والدها، وعن رجل يحتضن جُثة أمه المتوفاة ويقول: “ارجعي سآخذك حيث تريدين”.
و ارتفع صوت (إردان) عندما قال أمام حشدٍ من مُقاتلي حماس أنهم أطلقوا النار بشكلٍ أعمى على مئات الشباب في حفلٍ موسيقي في جنوب إسرائيل، واستعرضوا فتيات عاريات واغتصبوهن، وسحقوا جماجم الأطفال. وقام بعرض مقطع فيديو قصير لعاملٍ زراعي من تايلاند أُصيب بجروحٍ بالغة وقد تم قطع رأسه "بأداةِ بستنة غير حادة".
وتحدث وزير الخارجية الأردني (أيمن الصفدي) -نيابةً عن المجموعة العربية المكونة من 22 دولة- بانفعال عن أطفالٍ يموتون تحت أنقاض المنازل التي دمرتها القنابل الإسرائيلية الدقيقة، وبعضهم لا يزال على قيد الحياة ومحاصراً دون وجود أي معدات لانتشالهم، و قال:  "لا يزال بإمكان الوالدين سماعهم. و يتحدثون معهم بلا حولٍ ولا قوة، وهم يعلمون أن الهواء ينفد منهم ويموتون ببطء”.
 وفي توبيخ حاد للسفير الإسرائيلي، قال للجمعية: “ليس لدي مقاطع فيديو لأعرضها لكم.  نحن نحترم الموتى كثيراً. و نحترم آلام عائلاتهم للغاية لدرجة أننا لا نعرض مقاطع الفيديو”.
كما انتقد الصفدي إردان لعدم قوله كلمة واحدة “عن حياة الفلسطينيين التي تحطمت في هذه الحرب”.
 وقال: “لا تدعوهم يخبرونكم أن هذه حرب بين المسلمين واليهود،  فنحن نقدر الحياة، الحياة الإسلامية، و الحياة المسيحية، و الحياة اليهودية." وقد تمت مقاطعته بالتصفيق عندما قال بعد ذلك: "نحن نهتم بحياة الجميع.  … لا تدعهم يخبرونك شيء يُخالف ذلك."
كما أخبر الوزير الأردني إسرائيل أنها لا يمكن أن تظل فوق القانون الدولي الذي يتطلب حماية المدنيين والمستشفيات والمدارس والمنازل وغيرها من البنية التحتية.
 وشدد على أن "الحق في الدفاع عن النفس ليس رخصة للقتل مع الإفلات من العقاب".
 كما انتقد الصفدي الولايات المتحدة وحلفائها دون أن يذكرهم بالاسم.
وقال: “الكثيرون منا يعتقدون أنهم يساعدون إسرائيل من خلال دعم حربها، و هم في الحقيقة ليسوا كذلك. وبدلاً من إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، أرسلوا وفوداً لفتح طريقٍ فوري وقابل للحياة نحو السلام. و هذه هي الطريقة التي يمكنهم من خلالها مُساعدة إسرائيل”.
 واتهم (أمير عبد اللهيان) الإيراني الولايات المتحدة بالمشاركة بشكلٍ مُباشر في الحرب وهو ما أسماهُ "بالإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين.  وقال: “إن الإبادة الجماعية في غزة يجب أن تتوقف فوراً”.
وحذّر من "العواقب التي لا يُمكن السيطرة عليها للدعم المالي والسلاح والعملياتي غير المحدود الذي يقدمه البيت الأبيض لنظام تل أبيب، والذي زاد من القصف العنيف وقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة.
 ويُستأنف اجتماع الجمعية العمومية الطارئ صباح اليوم الجمعة، مع بقاء نحو 100 متحدث.
ويدعو القرار الذي قال منصور إنه سيتم طرحه للتصويت بعد ظهر الجمعة إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار ويطالب جميع الأطراف باحترام القانون الدولي وحماية المدنيين. وتقول إنه ينبغي توفير السِلع الأساسية بما في ذلك الغذاء والماء والدواء في قطاع غزة. كما يدعو إسرائيل إلى إلغاء أمرها لسكان غزة بالانتقال من الشمال إلى الجنوب، من أجل ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وإطلاق سراح جميع المدنيين.
وخِلافاً لمجلس الأمن، لا يوجد حق النقض في الجمعية العامة، وقراراتها ليست مُلزمة قانوناً.  لكنها تعكس الرأي العام العالمي وسيتم مُراقبة حجم التصويت لصالح القرار عن كثب.
 و يحظى الفلسطينيون بدعمٍ واسع النطاق، لكن (إردان) الإسرائيلي وصف القرار بأنه “وصمة عار” لأنه لم يذكر حماس وحث الدول على مُعارضته.


التعليقات