أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، في وقت متأخر الخميس، أن القوات الأميركية وجهت ضربات لمنشأتين تابعتين للحرس الثوري الإيراني في شرق سوريا بتوجيه من الرئيس، جو بايدن، بحسب ما نقلته مراسلة الحرة.
وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في بيان إن "الضربات الدقيقة هي للدفاع عن النفس وهي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد الأميركيين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات المدعومة من إيران والتي بدأت في 17 أكتوبر".
وأوضح أوستن أن "الضربات تهدف فقط إلى حماية والدفاع عن قواتنا في العراق وسوريا"، مضيفا "أنها منفصلة عن الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس، ولا تشكل تحولا في نهجنا تجاه الصراع بين إسرائيل وحماس".
وتعهد وزير الدفاع الأميركي بمواصلة "حث جميع الأطراف الحكومية وغير الحكومية على عدم اتخاذ إجراءات من شأنها أن تودي إلى صراع إقليمي أوسع".
وجدد أوستن التأكيد على أن واشنطن "لن تتسامح مع مثل هذه الهجمات وستدافع عن نفسها ومصالحها"، منوها إلى أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع وليس لديها نية أو رغبة في الانخراط في المزيد من الأعمال العدائية، لكن هذه الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية غير مقبولة ويجب أن تتوقف".
وأكد أن إيران تريد "إخفاء يدها وإنكار دورها في هذه الهجمات ضد قواتنا ولن نسمح بذلك، وإذا استمرت هجمات وكلاء إيران ضد قواتنا فلن نتردد في اتخاذ المزيد من التدابير اللازمة لحماية شعبنا".
وفي وقت سابق الخميس، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن نحو 900 من القوات الأميركية الإضافية تتجه إلى الشرق الأوسط أو وصلت في الآونة الأخيرة إلى هناك لتعزيز الدفاعات من أجل حماية الجنود الأميركيين في ظل تصاعد الهجمات بالمنطقة من جماعات موالية لإيران.
وهددت فصائل مسلحة عدة مقربة من إيران بمهاجمة مصالح أميركية على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على الدولة العبرية.
وفي 7 أكتوبر، تسلّل مئات من مسلحي حركة حماس، المصنفة إرهابية، إلى إسرائيل من غزة في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل على الهجوم بقصف مكثف على غزة تسبب بمقتل أكثر من 7000 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة في القطاع التابعة لحماس.
واستُهدفت قوات الولايات المتحدة وحلفاؤها المنتشرة في سوريا والعراق في إطار تحالف دولي ضد المتطرفين بهجمات صاروخية وأخرى بمسيرات مرة تلو الأخرى هذا الشهر.
ورغم أن أي جماعة معروفة تربطها علاقة موثقة مع إيران لم تعلن مسؤوليتها عن الهجمات، أشارت واشنطن إلى تورط طهران ولوحت برد "حازم".
وهددت مجموعات مسلحة مقربة من إيران بمهاجمة المصالح الأميركية على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل فيما شددت إحداها - كتائب حزب الله (أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي) - على ضرورة مغادرة القوات الأميركية البلاد.
أعلن البنتاغون، في وقت سابق الخميس، أن القوات الأميركية تعرضت للاستهداف في العراق، لكن الهجوم كان فاشلا.
وخلال الأسبوع الماضي، تعرضت مواقع تضم قوات أميركية في العراق وسوريا لهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة، أسفر إحداها عن إصابات "طفيفة"، وفق الجيش الأميركي.
وكشف البنتاغون أن القوات الأميركية تعرضت لهجمات جماعات متحالفة مع إيران 12 مرة على الأقل في العراق و4 مرات بسوريا في الأسبوع المنصرم.
ومع تزايد التوتر بشأن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، قال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، في إفادة صحفية، الخميس، إن القوات الأميركية تعرضت للهجوم 12 مرة على الأقل في العراق وأربع مرات في سوريا، خلال الأسبوع الماضي وحده.
وكان البنتاغون أعلن، الإثنين، إسقاط مسيرتين حاولتا استهداف قاعدة تستخدمها قوات أميركية في سوريا
وذكر البنتاغون، الأربعاء، بأن 21 عنصرا في الجيش الأميركي "أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة هجمات بمسيرات" في العراق وسوريا الأسبوع الماضي، لكنهم عادوا جميعا إلى الخدمة.
وأفادت الوزارة بأن متعاقدا مدنيا أميركيا أصيب بـ"نوبة قلبية" وتوفي بينما كان مختبئا في قاعدة في العراق بعدما أشارت أنظمة التحذير المبكر إلى وجود تهديد وشيك، لافتة إلى أن الهجوم لم يقع في نهاية المطاف.
وللولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق، في إطار جهودها لمكافحة تنظيم داعش، الذي كان يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين، قبل أن تدحره قوات محلية مدعومة بضربات جوية نفذها تحالف دولي قادته واشنطن.
والأربعاء، حذر بايدن مرشد إيران الأعلى، علي خامنئي، بشكل مباشر من استمرار الهجمات على القوات الأميركية بالمنطقة، والتي تزايدت بعد اندلاع حرب جديدة بين حماس وإسرائيل، ما قد ينذر بتوسع الصراع إلى بلدان مجاورة.
وأكد الرئيس الأميركي، الأربعاء، أن القوات الأميركية متواجدة في المنطقة لدعم جهود التحالف الدولي لدحر "داعش"، وأن لا علاقة لها بالنزاع القائم بين إسرائيل وحركة حماس.
تقوم القوات الأميركية في العراق بدور تدريبي واستشاري بعد الانتهاء الرسمي لمهمة التحالف القتالية، في ديسمبر عام 2021، بينما تنفذ تلك المتمركزة في سوريا ضربات متكررة ضد خلايا تنظيم داعش.