تستضيف القاهرة، السبت، قمة مصر للسلام، بمشاركة قادة إقليميين ودوليين، في مسعى مشترك لتخفيف حدة الصراع الراهن بين إسرائيل وحماس، والعمل على حماية المدنيين في قطاع غزة المُحاصر منذ أسبوعين، وفتح ممرات آمنة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
وتقول مصادر دبلوماسية ومراقبون لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك 3 أولويات رئيسية على أجندة القمة التي تحتضنها العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، على رأسها الوقف الفوري لإطلاق النار، والسماح بإدخال "مُستدام" للمساعدات والإمدادات لقطاع غزة الذي يرزح تحت وطأة أوضاع إنسانية صعبة تعصف بسكانه البالغ عددهم ما يزيد عن 2.3 مليون شخص، فضلا عن السعي للشروع العاجل في تسوية شاملة للنزاع "الفلسطيني- الإسرائيلي" القائم على مبدأ حل الدولتين.
ووجهت مصر الدعوة للعديد من الدول العربية والأوروبية، في الوقت الذي تأكد وفق مصادر مصرية، حضور 31 دولة حتى الآن، و3 منظمات دولية، على أن يشارك زعماء: الإمارات، فلسطين، السعودية، قطر، تركيا، اليونان، البحرين، الكويت، العراق، إيطاليا، قبرص، والأمين العام الأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وتأتي هذه القمة في ظل استمرار فشل مجلس الأمن خلال جلسات التصويت على مشروعي القرارين الروسي والبرازيلي، الأمر الذي يجعل القمة المصرية تحظى باهتمام عالمي لدعم الرؤية المصرية لإجراء مناقشات بغية التوصل إلى حل شامل وتنشيط عملية السلام.
وحدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أهداف القمة الإقليمية الدولية التي تستضيفها مصر لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، في عدد من النقاط، قائلا:
• تسعى القمة لأن يتحدث المجتمع الدولي من خلال قادة دول لها تأثيرها ومكانتها، سواء كانت إقليمية أو دولية، بصوت واحد للتأكيد على ضرورة التهدئة ومراعاة الأوضاع الإنسانية، وفتح آفاق لتسوية الصراع على أساس حل الدولتين، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بشكل يحقق طموحات شعوبنا.
تأتي القمة من منطلق الاهتمام والدور المصري الدائم في إطار الاحتواء وتحقيق التهدئة في ضوء تحقيق السلام للخروج من هذه الأزمة وإدراك الخطورة في توسيع رقعتها، وما ينجم عن ذلك من مخاطر على الأمن والاستقرار، وأيضا المزيد من الضحايا من المدنيين.
• التركيز سيكون على التهدئة في هذا الوقت، فقضية السلام وحل الدولتين لابد من التركيز عليهما أيضا، لكن نقدر أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل، وخصوصا في ضوء استمرار وقوع الضحايا المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، والممارسات التي تخرج تماما عن قواعد القانون الدولي الإنساني وتزيد من تعقيد الموقف.
واعتبر الأمين العام للمجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير علي الحفني، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت "دقيق وحرج بالنسبة للقضية الفلسطينية برُمتها".
وقال الحفني إن المؤتمر يشارك فيه العديد من قادة وزعماء الدول المعنية بالقضية، والراغبة في تحقيق السلام بهذه المنطقة المهمة بالنسبة للعالم، مشيرا إلى أن القاهرة تُدرك الوضع المأساوي في قطاع غزة والذي قد يستمر لفترة طويلة حال عدم التدخل العاجل، بخلاف أنه من الأهمية بمكان أن يعبر المجتمع الدولي والدول المعنية بالسلام عن موقف جماعي رافض لما يحدث في القطاع.
وتحدث الحفني عن أولويات قمة مصر للسلام في عدد من النقاط، تشمل:
- الوقف العاجل والفوري لإطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
- السماح بممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب الفلسطيني عبر معبر رفح، وأن يكون ذلك بشكل مستدام.
- التركيز على التفكير في الخطوات المستقبلية لتلك الأزمة، بالعمل على بحث سبل تسوية شاملة وكاملة للصراع، بموجب حل الدولتين، مع الدعوة لإنشاء دولة فلسطينية على حدود 1967.
- رفض المحاولات الإسرائيلية لإجبار سكان قطاع غزة والضفة إلى النزوح تجاه الحدود المصرية والأردنية، وصياغة موقف جماعي معارض لتلك الإجراءات.
وشدد الحفني على أن الدول المشاركة في القمة، تدرك خطورة الموقف الحالي، وإمكانية تفاقمه ليتحول إلى حرب إقليمية تتدخل فيه أطراف أخرى بما يؤثر على مصالح دول المنطقة بشكل عام.
وأضاف: "تجويع ملايين البشر والرغبة الملحة في تهجيرهم قسريا، أمر مرفوض تماما، وبالتالي فالقمة ستُهيب بالضمير العالمي الذي لا تمثله فقط حكومات بل دوائر مختلفة على المستوى الدولي والإقليمي في العديد من مناطق العالم، للتعبير رأيهم واستهجان جرائم الحرب ضد الإنسانية".