تستمر حصيلة الضحايا بالارتفاع مع دخول الحرب بين إسرائيل وغزة يومها العاشر، وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع، وإطلاق الصواريخ من القطاع، وتفاقم معاناة المدنيين بسبب فقدان الاحتياجات الأساسية.
وفي أحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، قتل 2670 شخصا، ربعهم من الأطفال، وأصيب أكثر من 9600 بجروح، معظمهم من المدنيين، وسط تقديرات بوجود المئات تحت الأنقاض بحسب مسؤولين في غزة.
وتسبب الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر، وعمليات إطلاق الصواريخ، بسقوط أكثر من 1400 قتيل في إسرائيل، وأكثر من ألفي جريح.
•معبر رفح
ومن المتوقع إعادة فتح معبر رفح بين مصر وغزة، الاثنين، وسط جهود دبلوماسية لإيصال المساعدات إلى القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وبعد أن صُدمت إسرائيل من الهجوم على المواقع المحاذية للقطاع، تنفذ الآن أعنف قصف شهدته غزة على الإطلاق، وتفرض حصارا صارما وتستعد لاجتياح بري، وفقا لرويترز.
وتوجد مئات الأطنان من المساعدات الدولية العالقة في سيناء بمصر منذ عدة أيام في انتظار التوصل إلى اتفاق لإيصالها بشكل آمن إلى غزة عبر معبر رفح.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بعد اجتماعه مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد "سيتم إعادة فتح معبر رفح. إننا نعمل مع الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل وآخرين على وضع آلية يمكن من خلالها إدخال المساعدة وإيصالها إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها".
ولم يعط بلينكن وقتا محددا لإعادة فتح المعبر. وقال إن الدبلوماسي الأميركي المخضرم، ديفيد ساترفيلد، الذي تم تعيينه، الأحد، مبعوثا خاصا للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، سيصل إلى مصر، الاثنين، للبحث في التفاصيل.
وذكرت شبكة "أن بي سي" نقلا عن مسؤول فلسطيني أن معبر رفح الحدودي سيفتح عند الساعة التاسعة (بالتوقيت المحلي) صباح الاثنين. وذكرت شبكة "إيه بي سي" الإخبارية نقلا عن مصدر أمني أن المعبر سيفتح لبضع ساعات، الاثنين، دون تقديم تفاصيل. ولم تتمكن رويترز على الفور من تأكيد أي من التقريرين.
وحثت إسرائيل سكان غزة على الاتجاه نحو الجنوب، وطلبت حماس التي تدير القطاع من الناس تجاهل رسالة إسرائيل.
وقال فلسطينيون في غزة إن حملة القصف الإسرائيلية أثناء الليل كانت الأعنف منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع ردا على هجوم حماس. وأضافوا أن القصف كان كثيفا على وجه الخصوص في مدينة غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الاثنين، إنه من المتوقع أن تكفي احتياطيات الوقود في جميع المستشفيات في أنحاء قطاع غزة حوالي 24 ساعة أخرى فحسب، مما يعرض آلاف المرضى للخطر.
•ألف مفقود
وقالت السلطات في غزة إن هناك 1000 شخص آخرين في عداد المفقودين ويعتقد أنهم تحت الأنقاض.
ويقول مسؤولون حكوميون أميركيون إنهم يحشدون جهودهم للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، في ظل ترقب اجتياح بري وحشي، وفقا لرويترز.
وحث الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل على اتباع قوانين الحرب في ردها على هجمات حماس، وقال، الأحد، إن "الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين لا علاقة لها بهجمات حماس المروعة ويعانون نتيجة لها".
وتركز واشنطن أيضا على تجنب اتساع نطاق الصراع، خاصة مع تصاعد الاشتباكات مع لبنان على حدود إسرائيل.
•بايدن يحذر
وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" بثتها شبكة "سي بي سي، الأحد، قال بايدن إن إسرائيل في حاجة للقضاء على حماس، لكنه حذرها من اقتراف خطأ باحتلال غزة.
وتركز واشنطن أيضا على الحيلولة دون اتساع نطاق الصراع خاصة مع تصاعد الاشتباكات مع لبنان على الحدود مع إسرائيل.
وقال بلينكن بعيد جولة بدأها في إسرائيل وشملت السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر، إن زعماء الدول العربية التي زارها في الأيام الماضية، عازمون على منع اتساع نطاق الحرب، ومن المقرر أن يعود بلينكن إلى إسرائيل، الاثنين.
وحذرت إيران، التي تدعم حماس وحزب الله، إسرائيل من التصعيد إذا واصلت مهاجمة الفلسطينيين.
•اجتياح بري متوقع
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، اجتماعا لحكومة الطوارئ الموسعة في إسرائيل التي تضم أعضاء سابقين في الكنيست (البرلمان) من المعارضة، في استعراض للوحدة.
وقال إن حماس ظنت بفعلتها أنها قضت على إسرائيل لكننا سنقضي عليها.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة أكدت مقتل 30 من مواطنيها في الهجمات، فيما لا يزال مصير 13 أميركيا في عداد المفقودين. وقالت فرنسا إن 19 من مواطنيها لقوا حتفهم بينما اعتبر 13 آخرون في عداد المفقودين. وقالت كندا إن عدد القتلى من مواطنيها ارتفع إلى خمسة.
ويقول الجيش الإسرائيلي، الذي حشد دباباته على حدود غزة استعدادا لهجوم بري، إنه يستهدف حماس وبنيتها التحتية ردا على ذلك، وفقا لرويترز.
وقال الجيش إن الطائرات الإسرائيلية قصفت، الأحد، نحو 250 هدفا عسكريا مما أدى إلى مقتل قائد بالمنطقة الجنوبية لحماس.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، للجنود قرب حدود غزة إنهم سيدخلون غزة للقضاء على حماس ويستهدفون "كل مكان وكل قائد وكل مشغل".
وأضاف "أنتم على وشك القيام بشيء كبير ومهم ينبغي أن يغير الوضع لفترة طويلة بطريقة واضحة".
•أزمة إنسانية
ويمنع الحصار الإسرائيلي دخول الوقود والغذاء والمياه إلى غزة، على الرغم من أن نتانياهو اتفق مع بايدن على استئناف إمدادات المياه إلى أجزاء من جنوب غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 600 ألف من سكان غزة غادروا النصف الشمالي من القطاع الذي يضم مدينة غزة التي يقطنها أكثر من مليون نسمة.
وقال بعض الفلسطينيين الذين توجهوا جنوبا إنهم عائدون إلى الشمال لأنهم يتعرضون للهجوم أينما ذهبوا.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طائرات إسرائيلية قصفت مناطق محيطة بمستشفى القدس بمدينة غزة في وقت مبكر الاثنين، ولم تتمكن سيارات الإسعاف في المستشفى من التحرك بسبب الضربات الجوية.
وأعطت إسرائيل، السبت، تحذيرا للمستشفى بالإخلاء، وفقا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي قالت إنها لا تستطيع نقل المرضى والجرحى خارج المنشأة.
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) إن عمليات الإغاثة التي تقوم بها الأمم المتحدة في غزة "على وشك الانهيار".
وأضاف "عدد الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى في مدارسنا وغيرها من مرافق الأونروا في الجنوب كبير للغاية، ولم تعد لدينا القدرة على التعامل معهم".