لليوم الثامن على التوالي، تستمر حصيلة الضحايا بالارتفاع نتيجة الحرب بين إسرائيل وغزة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وصول عدد القتلى إلى 1900، فيما نازهت حصيلة القتلى الإسرائيليين 1300، إضافة لآلاف الجرحى من الجانبين معظمهم من المدنيين.
واعترضت الدفاعات الجوية الليلة الماضية ثلاثة "أجسام طائرة" حسب وصف الجيش في منطقة حيفا وشمالي إسرائيل، وفقا لما أفاد به مراسل "الحرة"، السبت.
وقد سمع دوي انفجارات في منطقة حيفا للاشتباه في اعتراض طائرة ولم يتم تفعيل أي إنذار.
وفي وقت لاحق، تم الإبلاغ عن اعتراض ثالث في المنطقة، حيث سقطت شظية على منزل في مدينة شفاعمرو.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر، السبت، إنه قصف هدفا تابعا لحزب الله في جنوب لبنان ردا على "اختراق أجسام جوية مجهولة إسرائيل" وإطلاق النار على طائرة مسيرة إسرائيلية.
وأضاف الجيش أنه اعترض هذه الأجسام والنيران التي أطلقت على الطائرة المسيرة.
جنوبا في غلاف غزة تعرضت مدينة سديروت التي أخليت إلى حد كبير إلى سقوط صواريخ من غزة، واشتعلت النيران في منزل، ولحقت أضرار بسيارات إسعاف، دون وقوع إصابات، الليلة الماضية، وفقا للمراسل.
كما تعرضت مناطق وسط إسرائيل إلى رشقة صاروخية دون بلاغ بوقوع إصابات أو أضرار.
ونزح آلاف الفلسطينيين من مدينة غزة، الجمعة، في اتجاه جنوب القطاع بعد تحذيرات وجهها الجيش الإسرائيلي لإخلاء منازلهم ما يوحي بتحضيره لعملية برية ردا على هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل، وفقا لفرانس برس.
وجاءت دعوة الجيش الإسرائيلي بعد ستة أيام على توغل مقاتلي حماس عبر السياج الحدودي الشائك وقتلهم أكثر من 1300 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن العمليات الإسرائيلية في غزة حتى الآن "ليست سوى البداية".
وفي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 1900 قتيل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، بينهم 614 طفلا. كما جرح 7696 شخصا، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن قوات برية مدرعة نفذت عمليات توغل في بعض مناطق غزة.
وأوضح بيان الجيش أن العمليات جاءت للبحث عن "الإرهابيين" و"الأسلحة"، مضيفا أنه خلال هذه العمليات، بذلت جهود أيضا لجمع أدلة من شأنها أن تساعد في "العثور على الرهائن".
واختطف عناصر من حماس حوالى 150 شخصا بعد مهاجمة عدد من المناطق الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.
وغادر سكان يعيشون في شمال قطاع غزة بالسيارات وعلى دراجات نارية وفي شاحنات وعلى الأقدام، بحسب ما أفاد صحفيون في فرانس برس.
وكان الجيش الإسرائيلي دعا صباح الجمعة "كافة سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبا من أجل حماية أنفسهم والتواجد جنوب وادي غزة"، مؤكدا أنه "لن يسمح بالعودة إلى مدينة غزة إلا بعد صدور بيان يسمح بذلك".
وكان الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أفاد بأن مسؤولين في الأمم المتحدة تبلغوا ليل الخميس من الجيش ضرورة إخلاء شمال القطاع "في غضون 24 ساعة". لكن الجيش الإسرائيلي أقر لاحقا أن الإخلاء في غزة "سيستغرق وقتا"، ولم يؤكد مهلة الساعات الأربع والعشرين.
وألقى الجيش الإسرائيلي مناشير باللغة العربية في سماء غزة تطالب السكان بإخلاء منازلهم في المدينة فورا، وفق مراسلي وكالة فرانس برس، مرفقة برسم لخريطة غزة عليها أسهم تشير إلى منطقة جنوب القطاع.
وسارعت حماس إلى رفض طلب الإخلاء. وأطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات بمئات الصواريخ من غزة على إسرائيل، بحسب مراسلي فرانس برس.
وتواصل القصف الإسرائيلي، الجمعة، على القطاع.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقتل 13 مخطوفا "بينهم أجانب" في القصف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
* "ليست سوى البداية"
ومع حشد عشرات الآلاف من القوات الإسرائيلية على حدود غزة، قال نتانياهو في كلمة بثها التلفزيون "أعداؤنا بدأوا للتو في دفع الثمن. لا أستطيع الكشف عما سيحدث، لكنني أقول لكم إن هذه ليست سوى البداية".
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، الجمعة، في مؤتمر صحفي إن إسرائيل "ترتكب إبادة جماعية ضد أهلنا في قطاع غزة. غزة باتت منطقة منكوبة".
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل لا يبرر تدمير قطاع غزة وطالبت "بفترات توقف في المعارك".
وحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، إسرائيل على "تجنب وقوع كارثة إنسانية".
وقال لصحفيين "الوضع في غزة وصل إلى مستوى خطير"، مشددا على أن "النظام الصحي على وشك الانهيار" و"المشارح مكتظة"، وتابع "حتى الحروب لها قواعد".
وفي الضفة الغربية، اندلعت مواجهات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مناطق مختلفة، الجمعة، أسفرت عن مقتل 16 فلسطينيا وإصابة نحو 130 آخرين بجروح، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية. وبذلك يرتفع عدد القتلى الذين سقطوا في الضفة الغربية منذ بدء هجوم حماس إلى 51.