قال مسؤولون في غزة ومصادر أمنية مصرية بأن مصر تتحرك لتفادي نزوحٍ جماعي من قِطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء بعد أن أوقف القصف الإسرائيلي المعابر عند نقطة الخروج الرئيسية من القطاع الفلسطيني.
و قال مصدران أمنيان مصريان إن الهجوم الإسرائيلي على غزة أثار قلق مصر التي حثت إسرائيل على توفير ممرٍ آمن للمدنيين من القطاع بدلاً من تشجيعهم على الفرار الى الجنوب الغربي باتجاه سيناء.
كما قال الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) يوم الثلاثاء إن التصعيد في غزة "خطير للغاية" وإن مصر تسعى للتوصل إلى حل تفاوضي للعنف مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
وقال (السيسي) أيضاً في تصريحاتٍ نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن مصر لن تسمح بتسوية القضية على حساب الآخرين، في إشارة واضحة إلى خطر دفع الفلسطينيين إلى سيناء.
وقالت مصادر أمنية أن معبر رفح الحدودي ظل مُغلقاً صباح الأربعاء بعد أن قامت طائراتٌ عسكرية مصرية بالتحليق بالقرب منه أثناء الليل. وقال (أحمد سالم) من مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، إن الجيش اتخذ أيضاً مواقع جديدة بالقرب من الحدود، وقام بتسيير دوريات لمراقبة المنطقة.
ورفح هي نقطة العبور المُحتملة الوحيدة إلى سيناء لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وبقية القطاع المكتظ بالسكان محاط بالبحر، وبإسرائيل التي أعلنت حصاراً كاملاً على غزة ومن الممكن أن تشن هجوماً برياً أيضاً.
ويخضع مرور الأشخاص والبضائع من وإلى غزة لرقابةٍ صارمة في ظل الحصار الذي تفرضه مصر وإسرائيل.
و يوم الثلاثاء، قام الجيش الإسرائيلي بتعديل توصية أحد المُتحدثين باسمه بأن الفلسطينيين الفارين من غاراته الجوية في غزة يتوجهون إلى مصر.
وتقصف إسرائيل قطاع غزة بأعنف الضربات في تاريخ صراعها مع الفلسطينيين الممتد 75 عاماً منذ أن شنت حماس توغلا مميتاً داخل إسرائيل يوم السبت.
•دور الوساطة
و قامت مصر -أول دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل- بالتوسط بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية خلال الصراعات السابقة في غزة وضغطت لمنع المزيد من التصعيد في القتال الحالي.
وقالت وزارة الداخلية التي تديرها حماس في غزة إن القصف يومي الاثنين والثلاثاء أصاب بوابة دخول على الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وقالت مصادر مصرية إن المعبر أغلق أيضاً من الجانب المصري، وإن الفلسطينيين الذين كانوا يعتزمون السفر إلى غزة تراجعوا إلى مدينة العريش الرئيسية في شمال سيناء.
و بحسب مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة فقد غادر نحو 800 شخص غزة، يوم الاثنين، عبر معبر رفح، ودخل نحو 500 شخص، رغم أن المعبر كان مغلقاً أمام حركة البضائع.
وقال مكتب محافظ شمال سيناء إن المحافظ التقى بالسُلطات المحلية يوم الاثنين للتخطيط لمواجهة أي أزماتٍ ناجمة عن الأحداث في غزة، كما تم حشد سيارات الإسعاف في سيناء تحسباً لعمليات إجلاءٍ مُحتملة من غزة. وحتى الآن، لا توجد أي علامة على تجمعات حاشدة للفلسطينيين عند معبر رفح، مع استمرار الرحلات المقررة فقط حتى يوم الثلاثاء.
وفي عام 2008، عبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى سيناء بعد أن قامت حماس بتفجير ثقوب في الجدار الحدودي.
ويُمثّل الأمن في المنطقة المُحيطة برفح أيضاً مصدر قلقٍ لمصر لأن سيناء كانت موقعاً لتمرد إسلامي اندلع قبل عقد من الزمن. وتتقاسم حماس -التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007- الأيديولوجية الإسلامية لجماعة الإخوان المسلمين، وهي حركة محظورة في مصر.
وقد أكدّ الجيش المصري في السنوات الأخيرة سيطرته إلى حد كبير على شمال سيناء، حيث واجه هجمات متفرقة هناك.