طوفان الأقصى : نحو ألف قتيل في حرب إسرائيل و حماس
يمن فيوتشر - ديلي نيوز- ترجمة ناهد عبدالعليم: الإثنين, 09 أكتوبر, 2023 - 12:15 صباحاً
طوفان الأقصى : نحو ألف قتيل في حرب إسرائيل و حماس

قال مسؤولون من الجانبين يوم الأحد إن عدد القتلى ارتفع إلى ما يقرب من 1000 شخص منذ أن شنت حركة حماس الفلسطينية هجومها المُفاجئ الضخم على إسرائيل بوابل من الصواريخ وهجوم بري واسع النطاق.
وقال المكتب الصحفي الحكومي إن أسوأ تصعيد للصراع منذ عقود أودى بحياة أكثر من 600 شخص على الجانب الإسرائيلي، في حين أفاد مسؤولون في غزة بمقتل 370 شخصاً على الأقل، بالإضافة إلى آلاف الجرحى من كل جانب.
وقد انتشر آلاف الجنود الإسرائيليين لمحاربة مقاتلي حماس في الجنوب وقصفت القوات الجوية مرة أخرى أهدافاً في قِطاع غزة فيما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) من حربٍ مقبلة "طويلة وصعبة" .
واحتدمت معارك بالأسلحة النارية في البلدات وعلى الطرق السريعة بينما سعى الجيش الإسرائيلي إلى تأمين المناطق الصحراوية بالقرب من القطاع الساحلي وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين وإخلاء جميع المناطق القريبة من غزة خلال 24 ساعة.
كما تعهد المُتحدث العسكري (دانييل هاغاري) بقوله: "سوف نصل إلى كل مجتمع حتى نقتل كل إرهابي في إسرائيل"، و ذلك بعد يومٍ من إطلاق مئات من مقاتلي حماس هجومهم المُفاجئ ودخولهم إلى إسرائيل باستخدام المركبات والقوارب وحتى الطائرات الشراعية الآلية.
و سادت الصدمة والفزع بشكلٍ كبير في إسرائيل بعد أن قام مسلحو حماس بأسر ما لا يقل عن 100 مواطن اختطفوهم في غزة، مع انتشار صور على وسائل التواصل الاجتماعي للرهائن الملطخين بالدماء، ومطالبة أقاربهم المذهولين الدولة بإنقاذهم.
 وقالت (يفعات زيلر) (37 عاماً) إنها شعرت بالرُعب عندما شاهدت لقطات فيديو على الإنترنت من داخل غزة تظهر ابنة عمها وأطفالها، الذين يبلغون من العمر تسعة أشهر وثلاث سنوات.
وقالت لوكالة (فرانس برس) عبر الهاتف: "هذا هو التأكيد الوحيد الذي لدينا"، مضيفة أنه لا توجد معلومات عن زوج ابن عمها ووالديها المسنين.
 وقالت أيضاً: "بعد سيطرة الجيش على الكيبوتس، لم يعودا إلى المنزل. و لنفترض أنهم خُطفوا... نريد أن نعرف ما هي حالتهم ونريدهم أن يعودوا سالمين، إنهم مدنيون أبرياء".
 كما تعرضت إسرائيل أيضاً لهجومٍ من الشمال عندما أطلق حزب الله اللبناني صواريخ موجهة وقذائف مدفعية يوم الأحد "تضامُناً" مع هجوم حماس غير المسبوق، دون التسبب في أي إصابات.
وردت إسرائيل بقصفٍ مدفعي عبر الحدود التي تحرسها الأُمم المتحدة. 
وقال المتحدث باسم الجيش (ريتشارد هيشت) "نوصي حزب الله بعدم الخوض في هذا الأمر، لكن إذا جاءوا، فنحن مستعدون".
وقد أُصيبت إسرائيل بالذهول عندما شنت حماس هُجومها مُتعدد الجوانب فجر يوم السبت -وهو يوم السبت اليهودي- حيث أمطرت آلاف الصواريخ بينما تسلل المقاتلون إلى البلدات ومجتمعات الكيبوتز واقتحموا حفلاً هائجاً في الهواء الطلق أقيم تحت سماء الصحراء.
واتصل السكان الإسرائيليون المذعورون هاتفياً بوسائل الإعلام بينما كانوا يختبئون في منازلهم من المسلحين الذين يتنقلون من بيت إلى بيت ويطلقون النار على المدنيين أو يسحبونهم بعيداً.
 وكان من بين القتلى مواطنان تايلانديان -ويُعتقد أن مواطنين آسيويين آخرين، حيث يعمل الكثير منهم كعمال زراعيين في المنطقة- من بين الرهائن.
وقال (هيشت) بعد أن نشر الجيش أسماء 26 جندياً قتلوا "لقد قُتل الكثير من الناس".  وأضاف "لقد فقدنا جنوداً وقادة وفقدنا الكثير من المدنيين."
وأضاف: "نحن نستكمل جهودنا لاستعادة السيطرة الكاملة على الأراضي الإسرائيلية من حماس"، مشيراً إلى أن الجيش ضرب 426 هدفاً لحماس بما في ذلك أنفاق ومباني غزة
 وتصاعد القلق العالمي مع إدانة العواصم الغربية للهجوم الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تعتبرها واشنطن وبروكسل جماعة إرهابية.
 و بحسب وسائل إعلام رسمية في الجمهورية الإسلامية فقد أشاد أعداء إسرائيل بالهجوم، بما في ذلك إيران التي تحدث رئيسها (إبراهيم رئيسي) يوم الأحد مع قادة حماس والجهاد الإسلامي وأعرب عن دعمه.
واندلعت الاحتجاجات المُناهِضة لإسرائيل في بعض الدول الأخرى ذات الأغلبية المُسلِمة، وكانت ألمانيا وفرنسا من بين الدول التي عززت الإجراءات الأمنية حول المعابد والمدارس اليهودية.
 وفي مدينة الاسكندرية المصرية فتح ضابط شرطة النار "عشوائياً" على سياح اسرائيليين اليوم الاحد فقتل اثنين منهم مع مرشدهم المصري قبل اعتقاله.
 وتعهد (نتنياهو) - الذي يقود حكومة ائتلافية يمينية متشددة  -تلقى تعهدات بالدعم من المعارضين السياسيين خلال حالة الطوارئ الوطنية في إسرائيل - بتحويل مخابئ حماس "إلى أنقاض" وحث الفلسطينيين هناك على الفرار.
وكتب (نتنياهو) على موقع "X" (تويتر) سابقاً: "إننا مقبلون على حرب طويلة وصعبة فرضها علينا هجوم حماس القاتل".
 وأضاف أن "المرحلة الأولى تنتهي في هذا الوقت بتدمير الغالبية العظمى من قوات العدو التي تسللت إلى أراضينا"، متعهدا بعدم فرض "أي مهلة" حتى تحقيق النصر
كما أعرب الرئيس الأمريكي (جو بايدن) عن دعمه "القوي والثابت" لحليفته الرئيسية إسرائيل وحذّر "من أي طرف آخر معاد لإسرائيل يسعى للحصول على ميزة في هذا الوضع".
ووصفت حماس هجومها بـ "عملية طوفان الأقصى" ودعت "مقاتلي المقاومة في الضفة الغربية" و"الدول العربية والإسلامية" إلى الانضمام إلى المعركة.
 وجاء هُجومها بعد نصف قرن من اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، والتي تسمى حرب يوم الغفران في إسرائيل، مما أثار اتهاماتٍ مريرة بشأن ما كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه فشل استخباراتي هائل.
 وقال (يعقوب شوشاني 70 عاماً)، أحد سكان سديروت: "لقد حدث فشل ذريع للغاية هنا. فقد كانت حرب يوم الغفران صغيرة مقارنة بما يحصل الآن، حيث كنت جندياً في حرب يوم الغفران آنذاك". وتذكر رعب الهجوم على بلدتهم القريبة من غزة.
 وأضاف: "كنت أحمل سكين مطبخ ومفكاً كبيراً، وقلت لزوجتي، إذا حدث شيء ما، أن تتأكدي من قراءة صلاة الكاديش فوقي، إذا بقيت على قيد الحياة. وهكذا بقينا قريبين من بعضنا البعض في المنزل، وأغلقنا كل شيء وأطفأنا الأضواء".
وتوقع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (إسماعيل هنية) "الانتصار" وتعهد بالمضي قُدماً في "معركة تحرير أرضنا وأسرانا القابعين في سجون الاحتلال".
 وقالت حماس يوم السبت إنها أطلقت 5000 صاروخ، في حين أبلغت إسرائيل عن سقوط حوالي 3000 قذيفة.  وتجاوزت عدة منها نظام الدفاع الصاروخي القبة الحديدية واصطدمت بمباني حتى تل أبيب.
و سارعت إسرائيل بدفع قواتها إلى الجنوب المُحاصر، واستدعت جنود الاحتياط وضربت غزة في عملية "سيوف من حديد"، حيث توقع بعض المراقبين غزواً برياً محتملاً لغزة.
 وقال (يتسحاق 67 عاما) من سكان سديروت إنه يتوقع أن يتمكن الجيش الآن من "غزو غزة بيتاً بيتاً، وتنظيف المنطقة هناك بشكلٍ صحيح، وعدم مغادرة غزة حتى يتم إخراج آخر صاروخ من الأرض".
حيث أدت الهجمات الإسرائيلية إلى تحويل العديد من الأبراج السكنية في غزة إلى أنقاض فيما قالت إسرائيل أن غارات استهدفت مُنشآت تابعة لحماس والتي أعقبت دعوات تحذيرية للناس بالإخلاء.
ودمرت غارة أخرى مسجداً في خان يونس بغزة بشكل كامل.
 و قد سيطرت حماس على غزة في عام 2007، مما أدى إلى حصار إسرائيل للقطاع الفقير الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
 وخاضت إسرائيل وحماس عدة حروبٍ منذ ذلك الحين، كان آخرها في مايو/أيار الماضي، مما أسفر عن مقتل 34 فلسطينياً وإسرائيلي واحد.
 وعبر العديد من سكان غزة عن التحدي، حيث قال (محمد ساق الله 23 عاما): "لن نستسلم، ونحن هنا لنبقى.. هذه أرضنا، ولن نتخلى عن أرضنا".
 وتأتي الحرب الجديدة بعد أشهر من تصاعد العنف في الضفة الغربية المُحتلة والتوترات حول حدود غزة وفي الأماكن المقدسة المتنازع عليها في القدس.
و وفقاً لمسؤولون فلسطينيون و اسرائيليون فإن قبل يوم السبت، أدى الصراع في هذا العام إلى مقتل ما لا يقل عن 247 فلسطينياً، و 32 إسرائيليا واثنين من الأجانب، بينهم مقاتلون ومدنيون.
كما أفادت وزارة الصحة في رام الله بأن العنف اندلع مجدداً في الضفة الغربية أمس السبت مما أسفر عن مقتل سبعة فلسطينيين على الاقل.
 وحث الأمين العام للأُمم المتحدة (أنطونيو جوتيريش) على "بذل كل الجهود الدبلوماسية لتجنب حريق أوسع نطاقاً، وشدد على أنه لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال المفاوضات التي تؤدي إلى حل بين الدولتين".


التعليقات