تستضيف مدينة جدة محادثات سلام عن الأزمة الأوكرانية، يومي 5 و6 أغسطس (آب) المقبل، وذلك استكمالاً لنقاشات قمة السلام في أوكرانيا، التي عُقدت بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، الشهر الماضي.
ووفقاً لمصادر مطّلعة، فإن الدكتور مساعد العيبان، عضو «مجلس الوزراء»، مستشار «الأمن الوطني السعودي»، وجّه الدعوات لحضور الاجتماعات التي سيشارك فيها نحو 30 دولة.
وأكدت المصادر، التي فضَّلت حجب هويتها، أن «اجتماعات جدة ستُعقَد على مستوى مستشاري الأمن القومي، وهي استكمال لنقاشات قمة السلام في أوكرانيا، التي عُقدت في كوبنهاجن، يونيو (حزيران) 2023، إذ شارك مسؤولون كبار من أوكرانيا ودول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، ودول مثل البرازيل والهند والسعودية وجنوب أفريقيا وتركيا، اجتمعوا لمناقشة التصور في غمرة حدوث تمرد لم يكتمل في روسيا».
وتطرقت اجتماعات كوبنهاغن إلى تقديم مقترح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعقد «قمة سلام»، لتأييد المبادئ التي تدعم تسوية لإنهاء الحرب التي بدأت قبل 17 شهراً.
ويرى الدكتور عبد العزيز بن صقر، رئيس «مركز الخليج للأبحاث»، ومقرُّه جدة، أن قبول السعودية استضافة الاجتماع «يأتي ضمن نشاطها الدبلوماسي المكثف مؤخراً لدعم ولعب دور على الساحة الدولية».
وفي حديثه، لـ«الشرق الأوسط» أشار بن صقر إلى أن «المملكة تحاول تهيئة الظروف لحل الخلافات، انطلاقاً مما تتمتع به من تقدير واحترام جميع الأطراف».
إلى ذلك، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن الاجتماع السعودي يأتي في لحظة حاسمة في القتال بين روسيا وداعمي أوكرانيا الغربيين من أجل الدعم العالمي، مشيرة إلى أن السعودية وأوكرانيا وجّهتا الدعوة لـ30 دولة؛ من بينها إندونيسيا، ومصر، والمكسيك، وتشيلي، وزامبيا.
ووفق الصحيفة، يأمل المسؤولون الأوكرانيون والغربيون أن تُتوَّج هذه الجهود بقمة سلام، في وقت لاحق من هذا العام، حيث سيوقِّع زعماء العالم على المبادئ المشتركة لحل الحرب، وأن تشكل هذه المبادئ إطاراً لمحادثات سلام مستقبلية بين روسيا وأوكرانيا تنتهي لمصلحة كييف.
ويأمل دبلوماسيون غربيون، تحدثوا مع الصحيفة، أن تتمكن الرياض من إقناع الصين، المقرَّبة من روسيا، بالحضور، علماً بأن بكين غابت عن اجتماع كوبنهاغن.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح، الجمعة، بأن روسيا مستعدّة لعقد مفاوضات مع أوكرانيا، لكن كييف ترفض المشاركة فيها، مؤكداً رفض الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «الناتو» التفاوض مع روسيا حول مسألة ضمان الأمن المتكافئ لجميع الدول. وأشار إلى أن الرئيس زيلينسكي صرَّح باستحالة التفاوض مع موسكو.
وقال بوتين، في الجلسة العامة للقمة الروسية الأفريقية الثانية: «يجب حل جميع التناقضات أثناء المفاوضات، لكن المشكلة تكمن في أنهم يرفضون التفاوض معنا، أساس الصراع هو تهديدات لأمن روسيا من قِبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وهم، أكرِّر مرة أخرى، يرفضون التفاوض في شأن ضمان الأمن المتساوي للجميع، بما في ذلك لروسيا، وأوكرانيا نفسها، أو بالأحرى النظام الأوكراني الحالي، يرفض التفاوض، جرى الإعلان عن ذلك رسمياً، وتبنَّى رئيس أوكرانيا مرسوماً بشأن هذه المسألة، يحظر المفاوضات».
يُذكَر أن ولي العهد السعودي استقبل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في مايو (أيار) الماضي، على هامش القمة العربية في جدة، مؤكداً حرص الرياض ودعمها جميع الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة (الأوكرانية الروسية) سياسياً، ومواصلتها جهودها للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.