نزل متظاهرون في جنوب شرق إيران إلى الشوارع اليوم الجمعة، رافعين شعارات مناهضة للحكومة رغم الوجود الأمني الكثيف وحجب الإنترنت وفق ما قال ناشطون.
وأظهرت مشاهد بثتها حملة النشطاء البلوش (BAC) على تلغرام، محتجين يرفعون شعارات من بينها "الموت للديكتاتور" وهم يسيرون في وسط زاهدان، عاصمة محافظة سيستان بلوشستان.
وكانت المحافظة الواقعة على الحدود مع باكستان، واحدة من النقاط المحورية للاحتجاجات التي اندلعت في إيران في أيلول/سبتمبر.
وقُتل 131 شخصا على الأقل في حملة قمع الاحتجاجات في المنطقة، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان في إيران غير الحكومية ومقرها أوسلو.
وسجّلت معظم هذه الوفيات في يوم واحد في زاهدان يوم 30 أيلول/سبتمبر الذي أطلق عليه "الجمعة الدامي" حين اتهمت جماعات حقوقية قوات الأمن بإطلاق النار عشوائيا على المتظاهرين.
وأججت الاحتجاجات الأخيرة تقارير حول مقتل طبيب في الحجز لدى الشرطة بعد توقيفه على خلفية التظاهرات.
أوقف إبراهيم ريجي (ريكي) في زاهدان العام الماضي لكن أطلق سراحه بكفالة ثم استُدعى مجددا إلى مركز الشرطة حيث احتجز وتعرض للضرب المبرح على أيدي شرطيين، كما أفاد موقع حال وش الذي يرصد الأحداث في محافظة سيستان بلوشستان.
ولم يصدر تعليق من طهران ولم يتسن لوكالة فرانس برس التأكد من هذه التقارير على الفور.
وقالت حملة النشطاء البلوش وحال وش إن هناك وجودا أمنيا مكثفا في زاهدان الجمعة، فيما حاول المصلون منع قوات الأمن من دخول المسجد الرئيسي في المدينة قبل الصلاة.
وأظهرت مشاهد لم يتسن لوكالة فرانس برس التحقق منها على الفور، قيام قوات أمنية بضرب رجل يرتدي ملابس بيضاء تقليدية ثم اقتياده.
من جهتها، أفادت منظمة "نت بلوكس" غير الحكومية التي تعمل على مراقبة أمن الشبكات، أن هناك "اضطراب كبير في الاتصال بالإنترنت" في زاهدان.
يسكن سيستان بلوشستان وزاهدان أفراد من الإتنية العرقية البلوشية السنية وليسوا من الطائفة الشيعية المهيمنة في إيران.
ويقول ناشطون إن البلوش كانوا ضحايا لسنوات من التمييز واستهدفوا بشكل غير متناسب بعمليات إعدام.
وتميزت صلاة الجمعة في مسجد مكي الكبير، خلال حركة الاحتجاج، بخطب صريحة لرجل الدين السني البارز مولوي عبد الحميد الذي دعم المتظاهرين وانتقد السلطات بشدة.
وأشارت بعض التقارير إلى أن حظر الإنترنت كان يهدف إلى منع الناس من متابعة خطبته عبر الإنترنت.