انتشل رجال الإنقاذ شابا يبلغ من العمر 18 عاما من بين أنقاض مبنى منهار في جنوب تركيا في ثالث عملية إنقاذ للضحايا يوم الثلاثاء بعد مرور نحو 198 ساعة على وقوع زلزال مدمر، في الوقت الذي حولت فيه فرق الإغاثة تركيزها نحو المشردين في سوريا وتركيا الذين يواجهون طقسا شتويا قارسا.
وأظهرت لقطات مصورة أذاعتها قناة (سي.إن.إن ترك) محمد جعفر، أحد الذين جرى إنقاذهم، وهو يحرك أصابعه أثناء نقله بعيدا عن الإنقاض بعد أن نجا من الزلزال الذي وقع يوم السادس من فبراير شباط وتوابعه.
هذا الزلزال هو أحد أكثر الهزات الأرضية إزهاقا للأرواح في تاريخ تركيا الحديث إذ أودى بحياة أكثر من 37 ألفا في تركيا وسوريا حتى الآن.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، انتشل رجال الإنقاذ شقيقين على قيد الحياة من بين أنقاض مبنى سكني منهار في مدينة كهرمان مرعش التركية.
وقالت وكالة أنباء الأناضول إن الشقيقين محمد إينيس (17 عاما) وشقيقه باكي (21 عاما) نُقلا إلى المستشفى رغم عدم وضوح حالتهم الصحية.
وباشر رجال الإنقاذ عملهم طوال الليل لإنقاذ الأشخاص المتشبثين بالحياة. لكن بعض الفرق بدأت في تقليص عدد عملياتها بعد أن قلصت البرودة فرص النجاة الضئيلة بالفعل مع إعلان بعض رجال الإنقاذ البولنديين أنهم سيغادرون يوم الأربعاء.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، انتشل رجال الإنقاذ صبيا ورجلا في كهرمان مرعش التي تضررت بشدة جراء الزلزال، بينما استمرت عمليات الإنقاذ لمحاولة الوصول إلى جدة وابنتها وحفيدتها يُعتقد أنهن لا زلن على قيد الحياة داخل مبنى تضرر من الزلزال.
وفي مدينة حلب بسوريا، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن جريفيث يوم الاثنين إن مرحلة الإنقاذ "تقترب من نهايتها"، مع تحول التركيز إلى توفير المأوى والطعام والتعليم للمتضررين.
وقال دبلوماسيون في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين إن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على السماح بدخول المزيد من مساعدات الأمم المتحدة من تركيا إلى شمال غرب سوريا، وهي المنطقة التي لم تتلق سوى القليل من المساعدات حتى الآن.
•تقييم حجم الضرر
وفي مدينة أنطاكية جنوب تركيا، بدأت معدات الحفر في هدم المباني المتضررة بشدة وإزالة الأنقاض في إحدى المناطق السكنية التي تدمرت جراء الزلزال. وأضاءت كشافات سيارات الإسعاف الزرقاء الشوارع المظلمة حيث لا يوجد كهرباء حتى الآن.
وقالت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) يوم الثلاثاء إن عدد القتلى في تركيا ارتفع إلى 31974.
وبلغ إجمالي عدد القتلى في سوريا التي دمرها أكثر من عقد من الحرب الأهلية 5714 حتى الآن من بينهم من لقوا حتفهم في جيب يخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة وآخرون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وقال اتحاد الشركات والأعمال التركي إن الزلزال خلّف دمارا يمكن أن يكلف أنقرة ما يصل إلى 84.1 مليار دولار.
وأشار وزير البيئة والتطوير العمراني التركي مراد قوروم إلى وجود نحو 42 ألف مبنى انهار بالفعل أو بحاجة ماسة للهدم أو تضرر بشدة جراء الزلزال الذي ضرب عشر مدن تركية.
وعبر عشرات من السكان ورجال الإنقاذ عن قلة حيلتهم إزاء نقص المياه والغذاء والأدوية وأكياس الجثث والرافعات في منطقة الكارثة بعد الزلزال، وانتقد الكثيرون الاستجابة البطيئة والمركزية للغاية من جانب آفاد.
وقال سعيد قدسي الذي سافر من إسطنبول إلى إقليم كهرمان مرعش المتضرر بشدة من الزلزال ودفن عمه وخالته وابنيهما مع بقاء ابنتيهما في عداد المفقودين "الناس لا يموتون بسبب الزلزال، إنهم يموتون بسبب الإجراءات الاحترازية التي لم تتخذ في وقت سابق".
واعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يواجه انتخابات في يونيو حزيران ومن المتوقع أن تكون الأصعب خلال عقدين قضاهما في السلطة، بوجود مشكلات في الاستجابة في البداية لكنه قال إن الوضع تحت السيطرة الآن.
وأثار الزلزال استياء بعض الأتراك من ملايين اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية إلى تركيا. وقال سوريون إنهم تعرضوا لاتهامات بالنهب وجرى طردهم من المخيمات وإهانتهم.