يجري الجيش الإسرائيلي الخميس عملية عسكرية لا تزال متواصلة في جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة قتل خلالها ثمانية فلسطينيين على الأقل بينهم امرأة مسنة، وأصاب آخرين بجروح.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان بارتفاع الحصيلة إلى "ثمانية شهداء بينهم سيدة مسنة منذ صباح اليوم"، بعدما كانت قد أعلنت في حصيلة سابقة مقتل خمسة وسقوط "العديد من المصابين". بينما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود ومسعفين أن القوات الإسرائيلية قتلت تسعة فلسطينيين وأصابت 12 آخرين.
وأشارت الوزارة إلى أن "الوضع في مخيم جنين حرج للغاية" متهمة الجيش الإسرائيلي بـ"اقتحام مستشفى جنين الحكومي، وإطلاق بشكل متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع" بداخله.
وقال نائب محافظ مدينة جنين كمال أبو الرب لوكالة الأنباء الفرنسية "نعيش حالة حرب حقيقية في جنين ومخيمها، والجيش الإسرائيلي يدمر كل شيء ويطلق النار على كل شيء يتحرك". وحسب أبو الرب فإن العملية الإسرائيلية بدأت عند الساعة السابعة صباحا "وما زالت مستمرة".
وبعد وقت قصير، أفاد مراسلو ومصورو وكالة الأنباء الفرنسية إن الجيش الإسرائيلي انسحب من مخيم جنين.
وقال الجيش الإسرائيلي عبر تلغرام "قوات الأمن ستنفذ عملية في مخيم جنين للاجئين، وسيتم تقديم التفاصيل لاحقا".
وذكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي أن مسلحين تابعين لهما يخوضون اشتباكات مع القوات الإسرائيلية التي اقتحمت مخيم جنين للاجئين، وهو معقل لنشطاء تندر فيه مثل هذه المداهمات المتوغلة كثيرا في عمقه.
وعند مداخل أزقة المخيم الضيقة، ألقى شبان الحجارة على مركبات للجيش الإسرائيلي. ودوت أصوات إطلاق نار وانفجارات بين الحين والآخر عندما فجر مسلحون قنابل بدائية.
وصرح مسؤول في الجهاد الإسلامي لرويترز بأن الحركة تواصلت مع أطراف توسطت في هدنات سابقة مع إسرائيل للتحذير من أن العنف في جنين قد يؤدي إلى تصعيد في أماكن أخرى.
وبذلك، يرتفع عدد الفلسطينيين بين مدنيين وأعضاء في تنظيمات مسلحة، الذين قتلوا منذ بداية السنة برصاص إسرائيلي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، إلى 28.
وشهد العام 2022 سقوط أكبر عدد من القتلى في الضفة الغربية منذ نهاية الانتفاضة الثانية (2000-2005)، حسب الأمم المتحدة. وتشير أرقام وكالة الأنباء الفرنسية إلى مقتل 201 فلسطيني على الأقل، بينهم 150 في الضفة الغربية، و26 إسرائيليا في 2022.
وجنين من مناطق شمال الضفة التي كثفت فيها إسرائيل مداهماتها على مدى العام المنصرم بعدما شن مسلحون هجمات شوارع في مدن إسرائيلية. وخيم العنف أكثر على محادثات متوقفة ترعاها واشنطن تهدف لإقامة دولة للفلسطينيين.