اختتم الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جينبينغ قمة تاريخية بينهما في جزيرة بالي الإندونيسية الإثنين، بعد محادثات استمرت ثلاث ساعات سعت إلى منع المنافسة بينهما من التحول إلى نزاع.
وغادر موكب بايدن موقع انعقاد القمة بعد أن عبر الزعيمان عن الأمل في أن تتمكن القوتان العظميان من إدارة الخلافات المتزايدة بينهما.
وتصافح شي وبايدن أمام علَمي بلديهما قبل محادثات ثنائية في جزيرة بالي السياحية الإندونيسية قبل قمة مجموعة العشرين، وذلك بعد أشهر من التوتر بشأن تايوان وقضايا أخرى.
وقال بايدن، إن بكين وواشنطن "تتشاركان المسؤولية" للإظهار للعالم أنهما قادرتان على "إدارة خلافاتنا، ومنع المنافسة من التحول إلى نزاع".
ويعد هذا الاجتماع أول لقاء شخصي بين الزعيمين منذ أن أصبح بايدن رئيسا للولايات المتحدة.
وبدأت المقابلة بتصافح بايدن ونظيره الصيني بحرارة وهما يبتسمان أمام صف من الأعلام الصينية والأمريكية في فندق فاخر في بالي.
وقال بايدن لشي "لقد أمضينا الكثير من الوقت سويا عندما كان كل منا نائبا للرئيس وكم هو رائع أن التقي بك"، مضيفا في تصريحات أمام الصحافيين أنه ملتزم بالحفاظ على بقاء خطوط الاتصال مفتوحة على المستويين الشخصي والحكومي.
كما تابع بايدن قائلا "بصفتنا زعيمين لبلدينا، فإنني أعتقد أن من واجبنا إظهار أن بإمكاننا في الصين والولايات المتحدة إدارة خلافاتنا، والحيلولة دون تحول المنافسة.. إلى صراع وإيجاد سبل للعمل سويا بشأن القضايا العالمية الملحة التي تتطلب تعاوننا المتبادل".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي باعتبارهما من المشاكل التي يُنتظر أن يتصدى لها البلدان.
من جهته، رد شي جينبينغ على نظيره الأمريكي بقوله إنهما بحاجة إلى رسم مسارهما وإيجاد الاتجاه الصحيح ورفع مستوى العلاقات التي لا ترقى للتوقعات العالمية. وأضاف أنه يتطلع إلى العمل مع بايدن لإعادة العلاقات إلى المسار الصحيح.
ولكن رغم التصريحات العلنية المتفائلة، تبقى العلاقات بين البلدَين مشوبة بالشكوك بشكل متزايد، إذ تخشى الولايات المتحدة أن تكون الصين قد صعدت جدولها الزمني للسيطرة على تايوان. حيث قال بايدن إنه أكد لنظيره الصيني شي جينبينغ إن أفعال الصين "العدوانية" بشأن تايوان تعرض السلام لخطر.
وأعلن البيت الأبيض أن بايدن أثار اعتراضات على "الأفعال القسرية والعدوانية المتزايدة للصين تجاه تايوان"، مضيفا أنها "تقوض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي المنطقة الأوسع نطاقا".
وكان مسؤول في البيت الأبيض قال قبل الاجتماع، إن بايدن يأمل في وضع "حواجز أمان" في العلاقة مع الصين وتقييم كيفية تجنب "الخطوط الحمر" التي يمكن أن تدفع أكبر اقتصادين في العالم إلى النزاع.
وتعد تايوان من أكثر القضايا حساسية بين البلدين، فهذه الديمقراطية ذات الحكم الذاتي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها. وعززت الولايات المتحدة دعمها لها، بينما كثفت الصين تهديداتها بالسيطرة على الجزيرة. وبعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايبيه في آب/أغسطس، ردت الصين بإجراء مناورات عسكرية غير مسبوقة.
وعشية المحادثات مع شي، التقى بايدن برئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول على هامش قمة جنوب شرق آسيا في كمبوديا، حيث وجه الزعماء الثلاثة دعوة مشتركة لـ"السلام والاستقرار" في مضيق تايوان.
•"إصلاح العلاقات"
وكان بايدن قد أبلغ الزعماء الآسيويين في كمبوديا الأحد بأن خطوط الاتصال الأمريكية مع الصين ستبقى مفتوحة، للحيلولة دون وقوع صراع، فيما أكدا أن المحادثات ستتسم بين الزعيمين بصعوبات عويصة في الأيام المقبلة.
للتذكير، فقد تدهورت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة بسبب التوترات المتزايدة بشأن قضايا مختلفة: هونغ كونغ وتايوان، وبحر الصين الجنوبي والممارسات التجارية والقيود الأمريكية على التكنولوجيا الصينية.
بينما تحدث مسؤولون أمريكيون لتلطيف الأجواء وقالوا إن الجانبين تحليا بالهدوء خلال الشهرين الماضيين قصد إصلاح العلاقات.
وأوضح مسؤول في إدارة بايدن "هذه الاجتماعات لا تعقد بمعزل عن غيرها، فهي جزء من عملية مستدامة للغاية.. لقد انخرطنا في دبلوماسية جادة ومستمرة، عشرات وعشرات الساعات، من الدبلوماسية الهادئة خلف الكواليس".