معرفة: اليكم اطارا عاما حول مشروع سد النهضة مصدر التوتر الإقليمي الراهن بين مصر والسودان واثيوبيا
يمن فيوتشر - مونت كارلو الدولية الثلاثاء, 20 يوليو, 2021 - 10:09 مساءً
معرفة: اليكم اطارا عاما حول مشروع سد النهضة مصدر التوتر الإقليمي الراهن بين مصر والسودان واثيوبيا

يثير مشروع سد النهضة الضخم الذي بدأت إثيوبيا في العام 2011 بناءه على النيل الأزرق، توترات إقليمية خصوصا مع مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير حوالى 97 بالمئة من احتياجاتها من مياه الري والشرب.
وبعدما أعلنت إثيوبيا الإثنين 19 يوليو 2021 أنها حقّقت هدفها للعام الثاني على صعيد ملء خزان السد، إليكم أبرز نقاط المشروع ومراحله:

•عشر دول 
يبلغ طول نهر النيل 6695 كيلومتراً، وهو يعدّ بذلك، كما الأمازون، النهر الأطول في العالم، لكنه يشكل بالإضافة إلى ذلك مصدراً حيوياً للموارد المائية وللطاقة الكهرومائية في منطقة إفريقية قاحلة.
وتساوي مساحة حوض النيل ثلاثة ملايين كيلومتر مربع، أي 10% من مساحة القارة الإفريقية، ويتوزع بين عشر دول هي بوروندي وجمهورية الكونغو الديموقراطية ومصر وإثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا وجنوب السودان والسودان وتنزانيا. 
ويقدر مستوى تدفقه السنوي بنحو 84 مليار متر مكعب. 
ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا النيل الأبيض في الخرطوم ليشكلا معاً نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصبّ في البحر المتوسط. 

•السد الأكبر في إفريقيا 
أطلقت إثيوبيا في عام 2011 المشروع الذي تقدّر قيمته بنحو 4 مليارات دولار ويهدف إلى بناء أكبر سد لإنتاج الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، بقدرة إنتاج تفوق خمسة آلاف ميغاوات.
يقع سد النهضة على النيل الأزرق على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان، ويبلغ طوله 1,8 كلم وارتفاعه 145 متراً.
بدأت إثيوبيا المرحلة الأولى من ملء السد في منتصف عام 2020.
والإثنين أعلنت اديس ابابا أنها حقّقت هدفها للعام الثاني ما سيمكّنها من تشغيل أول توربينين لتوليد الكهرباء.

•إمدادات مائية
يمدّ النيل مصر، البلد القاحل الذي يعد 100 مليون نسمة، بنسبة 90% من احتياجاته المائية والزراعية.
وتتمسك مصر بـ"حق تاريخي" لها في مياه النيل الذي تضمنه سلسلة اتفاقات مبرمة منذ عام 1929. حينها، حصلت مصر على حق الفيتو على بناء أية مشاريع على النهر. 
وفي عام 1959، حصلت مصر بموجب اتفاق مع الخرطوم حول توزيع مياه النيل، على حصة بنسبة 66% من  كمية التدفق السنوي للنيل، مقابل 22% للسودان. 
لكن في عام 2010، وقعت دول حوض النيل على اتفاق جديد رغم معارضة مصر والسودان، ينص على إلغاء حق النقض الذي تتمتع به مصر، ويسمح بإقامة مشاريع ري وسدود لإنتاج الكهرباء.

•قضايا حاسمة 
تؤكد إثيوبيا، القوة الإقليمية الصاعدة، أن مشروع سد النهضة أساسي من أجل تنمية البلاد، وأنه لن يؤثر على مستوى تدفق المياه. 
وتخشى مصر من جهتها وتيرة امتلاء الخزان الضخم لسد النهضة الذي يتسع لـ74 مليار متر مكعب من المياه، وأن ملء هذا الخزان خلال فترة قصيرة، سيؤدي إلى انخفاض كبير في جريان مياه النيل على امتداد مصر. 
تعتبر مصر المشروع تهديدا "وجوديا" لها، فيما حذر السودان من "مخاطر كبيرة" على حياة الملايين من الناس. 
ولم تثمر مفاوضات تجرى منذ عقد برعاية الاتحاد الإفريقي أي اتفاق.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا لبحث المشروع، إلا أن إثيوبيا انتقدت إقحام هذه الهيئة الدولية في النزاع واعتبرته "غير مفيد" مجدّدة تمسّكها بالمفاوضات الجارية برعاية الاتحاد الإفريقي.
وفي تموز/يوليو 2020 أعلنت إثيوبيا إنجاز أول عملية ملء لخزان السد بـ4,9 مليارات متر مكعّب من المياه. وكان الهدف المحدد للعام الحالي إضافة 13,5 مليار متر مكعّب.

•توترات في تيغراي  
أضيف إلى مصادر التوتر الإقليمية النزاع الدائر منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020 في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا والذي أدى إلى لجوء 60 ألف شخص إلى السودان الذي يعاني أزمة اقتصادية.
وأعاد الجيشان السوداني والإثيوبي مؤخرًا انتشارهما في منطقة الفشقة الحدودية الخصبة التي يؤكد البلدان أحقيتهما بها، الأمر الذي يثير مخاوف من اندلاع نزاع فيها.


التعليقات