انتقد، الأحد 2 فبراير/ شباط 2025، إيلون ماسك، الذي كلفه ترامب بتقليص الإنفاق الفيدرالي، الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عبر منصته "إكس"، واصفا إياها بـ"المنظمة الإجرامية". وأضاف ماسك في منشوره أن الوكالة استخدمت أموال دافعي الضرائب لتمويل أبحاث حول الأسلحة البيولوجية، بما في ذلك فيروس كوفيد-19 الذي تسبب في وفاة ملايين الأشخاص.
من جانبه، اعتبر ترامب أن هذه المؤسسة الأمريكية الكبرى، تُدار من طرف "مجانين متطرفين"، مؤكدا عزمه على التخلص منهم قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن مستقبل أنشطتها. فماهي هذه الوكالة وماهي أنشطتها؟
مهام الوكالة
تصدرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) قائمة الأهداف في حملة إدارة ترامب لإعادة هيكلة الحكومة الفيدرالية. ويذكر أنها تأسست سنة 1961 في عهد الرئيس كينيدي لمواجهة النفوذ السوفيتي، وأصبحت وكالة مستقلة بموجب قانون المساعدات الخارجية.
وتقدم الوكالة المساعدات الإنسانية والتنموية عبر تمويل المنظمات غير الحكومية، الحكومات الأجنبية، والمنظمات الدولية. وفي 2023، تجاوزت ميزانيتها 40 مليار دولار، ما يمثل 1% من الميزانية الفيدرالية الأمريكية، وتعمل في حوالي 130 دولة، أبرزها أوكرانيا، إثيوبيا، الأردن، الكونغو الديمقراطية، والصومال.
يعمل في الوكالة أكثر من 10 آلاف موظف، يتوزع ثلثاهم في أكثر من 60 بعثة حول العالم، وتنفذ الوكالة مشاريعها من خلال شراكات مع منظمات دولية وجامعات وحكومات أجنبية.
في شهر آذار/مارس 2023، وضعت الوكالة ثلاث أولويات رئيسية: مواجهة التحديات العالمية مثل الطوارئ المعقدة والأمن الصحي، تطوير شراكات لدعم التنمية المحلية وتعزيز فعالية الوكالة.
وتشمل مشاريعها تقديم مساعدات للمناطق المتضررة من المجاعة في السودان مثلا، توفير التعليم للأطفال النازحين في أوكرانيا، وتدريب العاملين في الصحة في رواندا.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترامب من المتوقع أن يصدر أمرا تنفيذيا هذا الأسبوع لدمج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع وزارة الخارجية. وفي أول تعليق له، قال وزير الخارجية ماركو روبيو إن برامج الوكالة تخضع للمراجعة لإلغاء أي برنامج "لا يخدم المصلحة الوطنية"، مشيرا إلى أن المراجعة التي تستمر 90 يوما أسفرت عن "تعاون أكبر" من المتلقين للمساعدات الأمريكية.
ولطالما انتقد ترامب هذه المساعدات واصفا إياها بأنها "تسهم في زعزعة السلام العالمي، من خلال الترويج لأفكار في الدول الأجنبية تتعارض بشكل مباشر مع العلاقات الداخلية والخارجية المتناغمة والمستقرة بين الدول".