أخيرا، حقق منتخب للسنغال حلمه في كأس الأمم الأفريقية 2022 لكرة القدم إثر فوزه على مصر في نهائي النسخة الثالثة والثلاثين بركلات الترجيح 4-2 على ملعب "أوليمبي" في عاصمة الكاميرون ياوندي، ليحرز اللقب الأول في تاريخه. وخاضت "أسود التيرانغا" الدور النهائي لثالث مرة بعد أن خسرت في 2002 أمام الكاميرون وفي 2019 أمام الجزائر.
وهذا اللقب القاري الأول أيضا بالنسبة لجيل النجم ساديو ماني، زميل محمد صلاح في نادي ليفربول، والذي يضم لاعبين يحترف غالبيتهم في أوروبا منهم القائد خاليدو كوليبالي مدافع نابولي الإيطالي وإدوار مندي حارس تشلسي وإدريسا غاي لاعب وسط باريس سان جرمان.
وفيما كان مدربها البرتغالي كارلوس كيروش يعطي النصائح والإرشادات للاعبيه من المدرجات بسبب تعرضه للطرد في نصف النهائي، دخلت مصر بنفس التشكيلة الأساسية التي تغلبت على الكاميرون في الدور السابق، عدا الظهير الأيمن عمر الكمال الذي تعرض للإيقاف بعد مباراة الكاميرون ودخل مكانه مدافع الزمالك إمام عاشور.
فكان محمد أبو جبل في حراسة المرمى، وفي الدفاع عمر كمال ومحمود حمدي الونش ومحمد عبد المنعم وأحمد فتوح، فيما نشط خط الوسط محمد النني وعمرو السولية وحمدي فتحي، أما الهجوم فضم الثلاثي محمد صلاح ومصطفى محمد وعمر مرموش.
من جهتها، دخلت السنغال بتشكيلة هجومية ضمت ماني وسار وديديو وكوياتي، وفي الدفاع كوليبالي وبحراسة المرمى إدوار مندي.
وبدأت المباراة بوتيرة سريعة لاسيما من جانب السنغاليين، فلم يمر من عمر المرحلة الأولى سوى أربع دقائق حتى حصلوا على ركلة جزاء أعلنها الحكم بعد خطأ من قلب الدفاع عبد المنعم ضد الظهير الأيمن ساليو سيس لكن الحارس أبو جبل وقف في وجه ماني وتصدى لضربته لتتنفس مصر الصعداء.
وفي الدقيقة 19، شنت السنغال هجمة خطرة عن طريق سار في الجهة اليمنى حيث تخلص من فتوح وتوغل في الدفاع قبل أن يسدد أمام المرمى لكن الكرة مرت من دون أن يلمسها أحد.
اكتفت مصر ببعض الهجمات المتواضعة التي لك تشكل أي تهديد على مندي، مثل تمريرة عبد المنعم في العمق باتجاه مرموش في الدقيقة 24 لكن الكرة كانت طويلة ورصدها الحارس السنغالي. لكن محمد صلاح اقترب من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 42 عندما تلقى تمريرة على طبق من ذهب من النني لكن الحارس ماندي تألق وحول تسديدة نجم ليفربول القوية إلى ضربة ركنية.
ونجح المصريون بخطتهم إذ حرموا منافسهم من السيطرة على اللعب رغم أنه استحوذ على الكرة وخلق بعض السانحة، لكن خط الوسط أدى دوره كما ينبغي وقطع التواصل بين خطوط "أسود التيرانغا" ما عقد مهمتهم.
في المرحلة الثانية، استمرت السنغال في نهجها الهجومي، فاقتربت مرتين من هز شباك أبو جبل، عن طريق غاي بتسديدة مرت فوق المرمى ثم عن طريق ديديو الذي تلقى تمريرة عرضية من سيس، فتدخل الحارس المصري ليرصد الكرة بثبات. وعاد الخطر مجددا عن طريق ماني لكن أبو جبل لم يترك له مجالا للتسجيل.
وأمام معاناة فريقه، قام كيروش بثلاثة تغييرات في الدقيقة 60 بدخول تريزيغه مكان السولية وزيزو بديلا لمرموش ومروان حمدي عوض مصطفى.
وتحسنت وضعية الفريق نوعا ما لكنها لم تسمح لصلاح وزملائه بالخروج من تهديدات خصمهم. وفي الدقيقة 75، حصلوا على فرصة سانحة عن طريق مروان حمدي إثر تمريرة دقيقة من فتوح لكن تسديدة المهاجم كانت خارج المرمى.
تواصلت معاناة "الفراعنة" في الدقائق المتبقية من الوقت الأصلي، إلا أنهم تمكنوا من فرض التعادل السلبي حتى إعلان الحكم الجنوب أفريقي غوميس نهاية الوقت الأصلي، ليخوض الفرقان حصتين إضافيتين لحسم المباراة.
وكانت أفضل الفرص للسنغال، لاسيما في الدقيقة 110 بعد تمريرة الظهير الأيسر سيس للبديل بامبا دينغ لكن رأسية المهاجم وجدت أبو جبل في طريقها لتتحول لضربة ركنية، وفي الدقيقة 115 بتسديدة ديانغ تصدى لها أبو جبل.
وكاد مروان حمدي يغالط مندي في الدقيقة 116 بتسديدة قوية محكمة في الإطار لكن الحارس تألق وأبعد الكرة للركنية.
وفي النهاية، فازت السنغال في سلسلة ركلات الترجيح بعد أن أهدر عبد المنعم ولاشين ركلتيهما لتحرز الكأس للمرة الأولى في تاريخها.