كاس الأمم الإفريقية: مواجهة ثأرية بين "الأسود" و"الفراعنة".. مصر تواجه الكاميرون وعينها على اللقب الثامن بأمم أفريقيا
يمن فيوتشر - الجزيرة-وكالات: الخميس, 03 فبراير, 2022 - 02:48 مساءً
كاس الأمم الإفريقية: مواجهة ثأرية بين

يواجه المنتخب المصري عقبة جديدة في حملته نحو التتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للمرة الثامنة في تاريخه، عندما يلعب الليلة ضد نظيره الكاميروني، في نصف نهائي المسابقة القارية.

وستكون المواجهة ذات طابع ثأري للمنتخب المصري، الممثل الوحيد للكرة العربية في المربع الذهبي للبطولة، الذي يرغب في رد اعتباره بعد هزيمته في آخر مواجهة رسمية مع منتخب الكاميرون، عندما خسر أمامه 1-2 في المباراة النهائية لنسخة المسابقة التي استضافتها الغابون عام 2017.

ويرى كثيرون أن الفائز من لقاء المنتخبين سيتوج بتلك النسخة من البطولة، خاصة أنهما المنتخبان الأكثر نجاحا في أمم أفريقيا، حيث يمتلك المنتخب المصري الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس البطولة بـ7 ألقاب، بفارق لقبين أمام أقرب ملاحقيه المنتخب الكاميروني.

ورغم أن هذا اللقاء هو الأكثر تكرارا في كأس الأمم الأفريقية بين منتخبي مصر والكاميرون (11 مرة)، فإن هذه المواجهة ستكون الأولى بينهما في نصف نهائي المونديال الأفريقي.

وتأهل المنتخب المصري للمرة 16 للدور قبل النهائي، لينفرد بالرقم القياسي بوصفه أكثر المنتخبات وصولا للمربع الذهبي في تاريخ المسابقة، بعدما فض شراكته مع نظيره النيجيري، وذلك عقب فوزه الماراثوني 2-1 على نظيره المغربي بعد التمديد في المواجهة العربية الخالصة في ربع النهائي الأحد الماضي.

وقدم منتخب الفراعنة أداء متصاعدا في البطولة؛ فرغم خسارته بهدف نظيف أمام منتخب نيجيريا في أولى مبارياته في مرحلة المجموعات، فإنه تعافى سريعا من آثار تلك الهزيمة، بعدما تغلب بهدف نظيف على منتخبي غينيا بيساو والسودان، ليصعد للأدوار الإقصائية في المسابقة، بعد حلوله ثانية في ترتيب المجموعة الرابعة.

وأطاح المنتخب المصري بمنتخب ساحل العاج من ثمن النهائي، بعدما تغلب عليه 5-4 بركلات الترجيح، عقب تعادلهما من دون أهداف في الوقتين الأصلي والإضافي، ليجتاز بعدها عقبة منتخب المغرب، محققا 4 انتصارات وخسارة وحيدة في مسيرته بالمسابقة الحالية.

أما منتخب الكاميرون، فبدأ مشواره بالفوز 2-1 على بوركينا فاسو في المباراة الافتتاحية للبطولة، قبل أن يكتسح منتخب إثيوبيا 4-1 في الجولة الثانية للمجموعة الأولى، ثم تعادل 1-1 مع منتخب الرأس الأخضر (كاب فيردي) في ختام لقاءاته بالدور الأول، ليتربع على صدارة المجموعة.

وكان طريق المنتخب الكاميروني نحو الدور قبل النهائي في البطولة -الذي بلغه للمرة العاشرة في تاريخه- أكثر سهولة مقارنة بمسار نظيره المصري.

وفاز منتخب "الأسود غير المروضة" 2-1 في ثمن النهائي على منتخب جزر القمر، الذي تواجد في البطولة للمرة الأولى في تاريخه، مستغلا النقص العددي الشديد في صفوف منافسه، كما خاض اللقاء من دون حراسه الثلاثة، مما اضطر أيضا للعب بـ10 لاعبين عقب طرد أحد لاعبيه في بداية اللقاء.

وضرب منتخب الكاميرون موعدا مع منتخب غامبيا، الوافد الجديد للبطولة أيضا، حيث تغلب عليه 2-صفر في دور الثمانية، ليظفر بورقة الترشح لنصف النهائي، بعدما حقق 4 انتصارات وتعادلا وحيدا خلال مشواره في البطولة.

وبينما أحرز المنتخب المصري 4 أهداف خلال رحلته في البطولة حتى الآن، من بينها هدفان لنجمه محمد صلاح، فإن المنتخب الكاميروني يمتلك أكبر رصيد تهديفي بين منتخبات البطولة بـ11 هدفا، تناوب على تسجيلها لاعبان فقط، هما فانسون أبو بكر، الذي يتصدر ترتيب هدافي النسخة الحالية بـ6 أهداف، وكارل توكو إيكامبي، صاحب المركز الثاني في قائمة الهدافين برصيد 5 أهداف.

ويبدو منتخب مصر أكثر استقرارا في الناحية الدفاعية من نظيره الكاميروني، بعدما استقبل هدفين فقط في مبارياته الخمس، رغم الشراسة الهجومية التي تمتع بها منافسوه، مقابل 4 أهداف سكنت شباك المنتخب المضيف للبطولة.

ورغم ذلك، فإن القلق يساور الجماهير المصرية، بعدما تلقى منتخب بلادها ضربة موجعة بغياب المدافع المخضرم أحمد حجازي عن المباراة، عقب إصابته بتمزق في أوتار العضلة الضامة خلال لقاء المنتخب المغربي، لينتهي مشواره في البطولة رسميا، كما تأكد أيضا غياب حارس المرمى محمد الشناوي عن مواجهة الكاميرون إثر إصابته بشد في العضلة الخلفية تعرض لها أمام ساحل العاج.

ويسابق المنتخب المصري الزمن من أجل تعافي لاعب الوسط حمدي فتحي والمدافع محمود حمدي الونش قبل اللقاء، بعدما غابا عن لقاء المغرب، كما يواصل الحارس محمد أبو جبل برنامجه التأهيلي للحاق بمواجهة الكاميرون، عقب إصابته أيضا في لقاء المغرب؛ مما اضطره لعدم استكمال المباراة.

في المقابل، تبدو جميع الأوراق الرابحة لدى المنتخب الكاميروني جاهزة تماما للمباراة، غير أن القلق أيضا ينتاب العديد من جماهيره، لا سيما أنه لم يواجه أيا من منتخبات الصفوة في القارة السمراء حتى الآن في البطولة، حيث ستكون مواجهة المنتخب المصري أول اختبار حقيقي للفريق.

وأثار رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم صامويل إيتو الجدل بعدما وجّه خطابا ناريا للاعبي منتخب بلاده من أجل تحفيزهم قبل المواجهة المنتظرة، حيث قال "كل ما قمتم به في هذه البطولة يجب المحافظة عليه وتدعيمه في المباريات المقبلة".

وأضاف إيتو في خطابه التحفيزي "ينبغي أن تحافظوا على نفس الروح وأن تستعدوا بشكل جيد لأننا سنكون في حرب مع منافسينا".

وستكون هناك مواجهة برتغالية من خارج الخطوط بين كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب المصري، ونظيره في المنتخب الكاميروني توني كونسيساو، وستكون هذه المواجهة هي الأولى بينهما.

وبلغة الأرقام، فإن منتخب مصر يمتلك تفوقا ساحقا خلال مواجهاته المباشرة مع نظيره الكاميروني على الصعيدين الرسمي والودي، حيث التقيا في 27 لقاء، حقق خلالها المصريون 15 فوزا مقابل 6 تعادلات و6 انتصارات للكاميرون.
وعلى الصعيد الرسمي، التقى المنتخبان في 13 مباراة، كان الفوز من نصيب منتخب مصر في 7 لقاءات، مقابل 4 انتصارات للكاميرون، وتعادلا في لقاءين.

ويأمل منتخب مصر الحفاظ على سجله خاليا من الخسارة في الدور قبل النهائي للمباراة السابعة على التوالي، حيث ترجع آخر هزيمة لمنتخب الفراعنة في المربع الذهبي إلى نسخة المسابقة عام 1984 بساحل العاج، حينما خسر بركلات الترجيح أمام منتخب نيجيريا، ليبدأ بعدها سلسلة الفوز المتتالي في هذا الدور، الذي بدأه عام 1986 بالفوز على المغرب، ثم التغلب على بوركينا فاسو عام 1998، والسنغال (2006) وساحل العاج (2008) والجزائر (2010) وبوركينا فاسو (2017).

كما سيكون هذا هو اللقاء التاسع الذي يجمع بين منتخب مصر والبلد المضيف لأمم أفريقيا، حيث كانت نتائج منتخب الفراعنة في المباريات الثماني الماضية 4 انتصارات مقابل 3 هزائم وتعادل وحيد.

ويلعب الفائز من هذا اللقاء في المباراة النهائية، التي تجرى الأحد القادم، مع السنغال التي هزمت بوركينا فاسو 3-1، في حين يلعب الخاسران في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع، الذي يسبق النهائي مباشرة.


التعليقات