يفتح ليونيل ميسي الذي استقبل الثلاثاء في العاصمة الفرنسية استقبال الملوك صفحة جديدة في حياته الكروية بتوقيعه عقدا مع نادي باريس سان جرمان لمدة سنتين مع إمكانية تجديده عاما إضافيا. لاعب فريق برشلونة السابق وحامل رقم عشرة الشهير يسعى إلى تحقيق إنجازات جديدة مع الفريق الفرنسي رغم سنه المتقدم نوعا ما (34 عاما). فمن هو يا ترى هذا الساحر العالمي وما هي مسيرته الحياتية والكروية؟
بعد أيام من التشويق، انضم نجم فريق برشلونة السابق ليونيل ميسي لنادي باريس سان جرمان لكرة القدم رسميا بتوقيعه عقدا لمدة سنتين مع إمكانية تجديده عاما إضافيا. وسيلتحق قائد فريق منتخب الأرجنتين بزميله السابق ونجم الكرة البرازيلية نيمار وبنجوم كروية أخرى على غرار كليان مبابي ودي ماريا...
ولد ميسي الذي حاز على الكرة الذهبية في أوروبا ست مرات، في 24 حزيران/ يونيو عام 1987 بمدينة روساريو الأرجنتينية.
• من طفل مريض إلى ساحر على أرض الملعب
انتقل إلى إسبانيا وعمره لم يتجاوز 13 عاما وذلك بعدما وافق نادي برشلونة العريق على دفع نفقات علاجه، حيث كان يعاني من خلل هرموني. ومنذ ذلك التاريخ، لم يغادر ساحر الكرة المستديرة، الذي أبهر العالم بلمساته، الفريق الكتالوني إذ توج معه بالعديد من الكؤوس الأوروبية وكؤوس العرش وحقق إنجازات كروية أخرى يصعب لأي لاعب آخر تحقيقها.
منذ وصوله إلى برشلونة، بقي ميسي مريضا في المنزل وهو يتلقى العلاج إلى غاية 16 عاما ليظهر للمرة الأولى في الملاعب الإسبانية. وفي 2005، حصل على جائزة أجمل هدف سجل في البطولة الإسبانية فيما قاد الفريق الوطني الأرجنتيني للصغار إلى نهاية كأس العالم للشباب، وفاز بهذا الكأس وعمره لم يتجاوز 20 عاما ضد نيجيريا.
قاد ميسي برشلونة إلى عدة انتصارات أولها في 2009 حيث فاز بكأس "السوبر" والدوري الإسباني وأبطال أوروبا. كما حاز في نفس السنة على أول كرة ذهبية.
في نهاية عام 2012، سجل الأرجنتيني 91 هدفا متتاليا خلال مباريات النادي ومباريات دولية، كما حطم رقما قياسيا آخر عندما حصل على جائزة الكرة الذهبية للمرة الرابعة عام 2013.
• ميسي من بين الرياضيين الأكثر ثراء في العالم
وصنفت مجلة "فوربس" الأمريكية في 2021 ميسي على أنه الرياضي الأكثر ثراء في العالم وراء نجم رياضة "الإيميما" ماك غريغوار إذ يتقاضى سنويا ما يقارب 110 ملايين يورو، متقدما على نجم آخر وهو كرستيانو رونالدو البرتغالي ولاعب التنس السويسري روجيه فيدرير.
وإضافة إلى الراتب المرتفع الذي كان يتقاضاه في فريق برشلونة، تحول ميسي إلى "أيقونة" للعديد من الشركات الاقتصادية، حيث تدفع له مبالغ مالية خيالية مقابل عمليات الترويج لصالح منتجاتها.
وحول قدوم ليونيل ميسي إلى باريس سان جرمان، قال فرجيل كاييه، المندوب العام لاتحاد الرياضة بفرنسا: "نحن خرجنا من الواقع وأصبحنا نعيش في الخيال. وصول ليونيل ميسي إلى باريس سان جرمان هو حدث تاريخي يشبه حدثين تاريخيين آخرين، وهما وصول زين الدين زيدان إلى فريق ريال مدريد ومارادونا إلى نابولي الإيطالية في ذلك الوقت".
• "أنا أعشق نادي برشلونة"
ولم يتوقع ميسي أبدا أن يترك فريق قلبه برشلونة. وقال في آخر مؤتمر صحفي له: "لم أتصور إطلاقا الرحيل عن برشلونة، لأني للحقيقة لم أفكر بهذا الأمر. كنت أريد وداعا مع الجميع على أرضية الملعب"، مضيفا "هذا العام، كنت أنا وعائلتي مقتنعين بأننا سنبقى هنا، في بيتنا، هذا ما كنا نريده أكثر من أي شيء آخر. الرحيل صعب وقاس".
وتابع "لا زلت غير مصدق بأني سأترك هذا النادي وتغيير حياتي. أنا أعشق هذا النادي. أما الآن فيتعين علي الانطلاق من نقطة الصفر. لم أكن مستعدا بصراحة لسيناريو مماثل".
وأوضح "لقد أعطيت كل شيء لهذا النادي من اليوم الأول حتى الأخير. لقد عشت في صفوف النادي أوقاتا جيدة وأخرى صعبة، لكن الناس هنا أظهروا حبهم تجاهي وهذا سيبقى معي إلى الأبد".
تألق ميسي كثيرا مع فريقه الكتالوني لكنه لم يتمكن أن يسعد شعب الأرجنتين ويحقق مع منتخب بلاده كأس العالم. فكانت عقبة ألمانيا صعبة التجاوز في نهائي كأس العالم في العام 2014. نفس الشيء في 2018 حيث لم يفلح في تسجيل ضربة جزاء أمام منتخب إيسلندا لتغادر الأرجنتين روسيا البلد المنظم في الدور الثاني. وتوجب عليه أن ينتظر العام 2021 لكي يفوز بكأس "أمريكا" في نهائي ثائر جمعه مع منتخب البرازيل. لكن رغم هذا التتويج، تبقى حصيلة ميسي مع منتخب بلاده خجولة وبعيدة عما حققه مع فريق برشلونة.
ليونيل ميسي هو أب لولدين. ولد الأول في 2012 والثاني في 2017. وهو أيضا سفير النوايا الحسنة لمنظمة اليونيسف.
يحظى ميسي بشهرة عالمية ويعتبر قدوة للعديد من الأطفال الصغار الذين يحلمون أن يصبحوا مثله في يوم من الأيام. كما يدعم ميسي العديد من الجمعيات التي تهتم بشؤون الأطفال الصغار في جميع أنحاء العالم، وهو غالبا ما تمزج صورته بالأعمال الخيرية وينظر إليه على أنه قدوة حسنة للأجيال القادمة.